نافست وسائل التواصل الاجتماعي محلات الحلويات في استعداداتها المبكرة لعروض "القرقيعان " بمختلف الأشكال والألوان وحسب الطلب، فتجد بعضها يأخذ الطراز التقليدي وبعضها أخذ الطراز الحديث حسب رغبة الزبون وبأسعار تنافسية لافتة مضيفة لذلك خدمة التوصيل للمنازل. وتجد أصحاب الحسابات المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي ك «إنستغرام» يتفننون بعرض منتجاتهم منذ بداية الشهر الفضيل حسب العدد والكمية المطلوبة، وعادة تكون هذه الحسابات لفتيات أو شبان في أعمار صغيرة اتخذوا من هذه الوسيلة مصدرا لرزقهم وعملهم المنزلي البسيط، والذي ساهمت هذه الوسائل بنشره في مناطق المملكة والخليج ولكل المهتمين بهذه الأعمال والحسابات. والقرقيعان وهو عادة شعبية تقام في منتصف الشهر الفضيل، تقدم فيه المكسرات والحلويات بأشكال مختلفة وهو عادة شعبية متوارثة بالمنطقة الشرقية والخليج، وأصبحت هذه العادة مختلفة الطراز والألوان لما أصبحت تؤول إليه، حيث انتقلت من الأكياس الشعبية الملونة والمزركشة التي يحملها الأطفال، والملابس التراثية "كالثوب والطاقية" للأولاد و"الفستان المطرز والبخنق" للفتيات، إلى تصاميم وأزياء ملونة للجنسين وأخذت أشكالا مختلفة تتسابق على تصميمها العائلات. وتروي مها السالم احدى المتسوقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تفضل عروض إنستغرام عن المحلات التجارية، حيث تجد طلبها وبأسعار مناسبة لها بعيدا عن غلاء الأسعار الذي تراه في محلات الحلويات عوضا عن التميز في ما يقومون به والأشكال المختلفة حسب ما يرغبون. أما أصحاب المحلات فيرون أنه لا تؤثر هذه المواقع والحسابات على مردودهم وعملهم، بقولهم: لكل محل زبائنه وليس الجميع يرغب أو يجد الوقت للبحث في المواقع وانتظار الطلبات حتى تصلهم. ويتحدث صاحب أحد محلات الحلويات محمد سرور: إنهم يبدؤون بالتجهيزات لليلة "القرقيعان" منذ بداية الشهر، وأخذ الحجوزات للزبائن لكثرة الطلب على تحضير السلال والهدايا بأشكال مختلفة، وكل عائلة تختار شكلا معينا يتوافق مع ذوقهم الخاص، فمنهم من يتخذ السلال الشعبية حفاظا للتراث والعادة القديمة، ومنهم من يختار طابعا حداثيا يتناسب مع الاحتفال والأزياء المعتمدة له، وتتفاوت أسعار هذه التشكيلة من التصاميم على حسب المواد المستخدمة في تحضيرها وحسب نوع الحلويات ومستواها. فيما تضيف إحدى الأمهات أم نورة أنها تحافظ على هذه العادة منذ القدم، وتحرص كل عام على الاستعداد المبكر وحجز الطلب من المحلات بشكل مسبق لتضمن الحصول على الشكل المناسب والكمية المناسبة، وإن كانت ترى غلاء أسعار بعض المحال إلا أنها تصر على الحفاظ على هذه العادة الجميلة والمحببة للكبير والصغير، مبينة أنها لا تحبذ وسائل التواصل والطلب من المواقع المختلفة بقولها لا تجد الوقت لذلك بسبب شؤونها العائلية. وأما فيصل المذن فيرى أن القرقيعان كعادة شعبية جميلة تضفي الفرح على العائلة، لكن المبالغة فيه هو ما لا يفضله حيث إن الأمر لم يقف عند طلب الحلويات بأشكال مختلفة، بل تعدى ذلك إلى إقامة الاحتفال بقاعات الاستراحات الزراعية المنتشرة وعمل بطاقات دعوة خاصة بالاحتفال، إضافة إلى عمل "مونتاج" بانشودة خاصة بالطفل تقوم بها محال تجهيز الحلويات، وعمل بوفيهات للضيوف وتوزيع الهدايا المقسمة للأطفال والكبار والتي عادة ما تحمل عبارات وشعارات مدموجة بصورة الطفل المحتفى به. الاطفال ينتظرون القرقيعان ويقبلون على الحلوى