بدأت محال المنطقة الشرقية الاستعدادات مبكرا لحجوزات القرقيعان والذي يعتبر عادة تقام في منتصف رمضان، وتحول هذا العام من طابعه الشرقي لتطغى عليه صيحات جديدة مبالغ فيها بحسب ما أكده العديد من الباعة، وأصبح كرنفالا ممزوجا بالطابع الشرقي والحديث، وتركزت استعدادات المبيعات على أنواع الشوكولاتة والعلب والصناديق والسلال المزخرفة والفاخرة، بالإضافة إلى الأشكال التراثية والشعبية ودمى الشخصيات الكرتونية. وكثفت محلات بيع الحلويات والمكسرات جهودها استعدادا لهذه الليلة، وذلك من خلال تخصيص أركان بارزة لبعض الأنواع من الحلوى التي يقبل عليها الأطفال، وتخصيص عامل يبيع فيها، بينما لجأت بعض المحال إلى عرض البضاعة أمام محلاتها لجذب الزبائن. وقدم العديد من المصممين والمصممات العديد من تصاميم وأزياء خاصة للقرقيعان تشمل ملابس الأطفال والأمهات وأكياس القرقيعان والتي عادة ما تأخذ الطابع الشرقي واللمسة التراثية وتسابقت المحال في تقديم تلك الأشكال والتصاميم, وأصبحت تتعهد حفلة القرقيعان بالكامل شاملة الملابس والحلوى. تقول مريم السلمان إن حفلة القرقيعان لم تعد تأخذ الطابع البسيط القديم بل أصبحت ذات تكاليف باهظة, المبالغ فيها تصل إلى 10 آلاف ريال، وأصبحت المحلات التجارية تتنافس في تقديم العروض المغرية والمبهرة، وأصبحنا مجبورين على مواكبة الموضة (إن صح التعبير) لذلك تحولت العادة من تراثية بسيطة إلى صيحة تتفاخر بها الأسر. ويشير عبدالله السلطان الى ان هذه الصيحات في القرقيعان اضافت عليهم عبئا ماديا خاصة مع مصاريف رمضان ومن ثم مصاريف العيد والعودة للمدارس واصبحت من عادة بسيطة إلى بذخ وتفاخر بين العائلات. وأضافت نورة الخالدي: ان الأمر لم يقف هنا بل تعدى إلى إقامة الاحتفال بقاعات الاستراحات الزراعية المنتشرة وعمل بطاقات دعوة خاصة بالاحتفال إضافة إلى عمل (مونتاج) انشودة خاصة بالطفل تقوم بها محال تجهيز الحلويات , وعمل بوفيهات للضيوف وتوزيع الهدايا المقسمة للأطفال والكبار والتي عادة ما تحمل عبارات وشعارات مدموجة بصورة الطفل المحتفى به. ولم تعد الأهازيج (قرقع قرقع قرقيعان يا ام قصير ورمضان) بل استبدلوها (بابا نزل معاشه) وهذا بسبب طرح الموضة على العادة الشعبية القديمة. إن حفلة القرقيعان لم تعد تأخذ الطابع البسيط القديم بل أصبحت ذات تكاليف باهظة, المبالغ فيها تصل إلى 10 آلاف ريال، وأصبحت المحلات التجارية تتنافس في تقديم العروض المغرية والمبهرة، وأصبحنا مجبورين على مواكبة الموضة، لذلك تحولت العادة من تراثية بسيطة إلى صيحة تتفاخر بها الأسر.لكن لا تزال بعض الأسر تتمسك بالطابع الشعبي والبساطة القديمة التي عرفت عن القرقيعان من اهازيج ينشدها الأطفال واللباس الشعبي الذي يرتديه كل من البنات والأولاد وحتى في الأكياس المزركشة التي يحملونها ويطوفون المنازل للحصول على القرقيعان والذي يتكون من الحلويات والمكسرات والنقود. وتضيف ام محمد إحدى الجدات: إن القرقيعان الآن اختلف عن الماضي فكنا نستعد له بتجهيز السلال والتي تحوي المكسرات والحلوى وننتظر الأطفال الذين يجوبون المنازل منشدين أغنية القرقيعان لنقوم بتوزيع الحلوى بأكياسهم القماشية المزركشة , وتختلف مسمياته في دول الخليج والأناشيد التي ينشدها الأطفال كل بلد وعاداته. في حين طالبت عدد من المستفيدات بفرض الرقابة التجارية على تلك المحال حيث اصبحت السلعة اشبه ما تكون بالعشوائية واصبحت بعض المحال تمارس هذا النشاط دون اختصاصها. وعلى الرغم من وجود خلاف شرعي على هذه العادة لكن فضل البعض احتسابه كعادة تقليدية توارثتها الاجيال ويعبر عن عمق الترابط الاجتماعي حيث يشارك به الجميع ومن كافة الاعمار ويضفي الفرح عليهم.