بعد أيام قلائل من اكتشاف مخطط إيراني لتفجير السفارة السعودية بالبحرين وجسر الملك فهد، ضبطت الشرطة البحرينية متفجرات كان من المزمع استخدامها في هجمات على المملكة والبحرين، وتصنيع القنابل المتفجرة المكتشفة يشير إلى أوجه التشابه مع أساليب الحرس الثوري الإيراني، فالإرهابيون الذين تدعمهم السلطات الإيرانية ماضون في مخططاتهم العدوانية باستهداف أمن المملكة والبحرين وأمن دول منطقة الخليج كلها. وتصنيع تلك المتفجرات شديدة الانفجار مهمة جبل عليها الحرس الثوري الإيراني، عن طريق أعوانه من الإرهابيين في البحرين، في محاولات يائسة لزعزعة أمن دول المنطقة وترويع أبنائها، فكل العمليات الإرهابية وآخرها محاولة الاعتداء على السفارة السعودية بالبحرين وجسر الملك فهد، تنم عن احترافية إرهابية ما زالت أصابع الاتهام تشير إلى الاضطلاع بها من قبل حكام طهران الساعين إلى نشر الفتن والاضطرابات في سائر دول منطقة الخليج. المتطرفون ما زالوا يخططون لتنفيذ هجماتهم على البحرين، ومحاولة تهريب متفجرات إلى المملكة، عبر جسر الملك فهد، استمرارية لانفاذ عملياتهم الإرهابية وفقا لمخطط موضوع من قبل إيران؛ لتخريب الأجواء الأمنية السائدة في دول المنطقة، فثمة مطلوبون من قبل الأجهزة الأمنية البحرينية يحاولون بين حين وحين القيام بعمليات إرهابية متكررة في البحرين، وكل تلك العمليات تحمل بصمات الحرس الثوري الإيراني. ويتضح من احباط المخطط الجديد، أن إيران ماضية في تدريب وإعداد الإرهابيين؛ لتنفيذ جرائمهم في المملكة والبحرين، في مسعى واضح لزعزعة الأمن الخليجي الواحد، وباعتراف أولئك الإرهابيين عندما تكتشف جرائمهم قبل وقوعها، فإن إيران تقف خلفهم وتساند عملياتهم الشريرة انفاذا لأحلام حكام طهران ببسط سيطرتهم على سائر دول المنطقة الخليجية لتحقيق قيام الإمبراطورية الإيرانية الكبرى. ويبدو واضحا للعيان أن إيران لن تتوقف عن دعم الإرهاب، ليس من قبل أشخاص توظفهم لارتكاب عمليات إرهابية في منطقة الخليج فحسب، بل باستمراريتها المشهودة في احداث الأزمات السياسية والأمنية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، فأصابعها الإرهابية ممتدة إلى كثير من الأقطار والأمصار في محاولة واضحة لسياسة تصدير الثورة الخمينية المتهاوية منذ زمن. والتنديد بتلك الأعمال الإرهابية يجب أن يكرس ليس من قبل الدول المتضررة منها فقط، بل من كافة المنظمات والهيئات الدولية، فتلك الممارسات ليست موجهة لدول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية فحسب، ولكنها تستهدف النيل من الأمن والسلم الدوليين، فحكام طهران ساعون -منذ زمن طويل- لتقويض أهداف الأممالمتحدة ومحاولة افشالها وإصابتها في مقتل. ووراء الأعمال الإرهابية التي ارتكبت في المملكة، وآخرها ما حدث في مسجد الإمام الحسين بحي العنود بالدمام، وغيره من الأعمال الإرهابية الممقوتة تقف الأصابع الإيرانية -باعتراف الإرهابيين أنفسهم- وراء تلك العمليات، بما يؤكد أن حكام طهران ساعون دائما لزعزعة أمن المملكة وسائر دول مجلس التعاون الخليجي؛ تحقيقا لحلم الهيمنة على هذه الدول، وهو حلم لا يتأتى وفقا لسياسة حكام طهران إلا بزعزعة أمن المنطقة واستقرارها. إن البصمات الإيرانية واضحة تماما في كل عملية إرهابية إجرامية تشن ضد دول المنطقة، ولا بد من ادانتها وتجريمها من قبل الأممالمتحدة؛ لأنها لا تمثل خطرا حقيقيا على استقرار دول منطقة الخليج فحسب، ولكنها تمثل خطرا على أمن العالم وسلامته وطمأنينته، ولا بد من وقف الألاعيب الإيرانية المكشوفة وممارسات حكام طهران العدوانية ضد الدول الخليجية وغيرها من الدول العربية والإسلامية. إيران تسعى دائما لإشاعة موجات من الفتن والقلاقل والاضطرابات داخل المنطقة، وليس أدل على ذلك من محاولتها صنع القنبلة النووية؛ لتهدد بها جيرانها من دول المنطقة والدول العربية، ويبدو أن العقوبات الدولية التي تمارسها الدول الكبرى ضد إيران غير كافية، فهي لا تسعى لامتلاك القوة النووية للتهديد والترهيب فحسب، ولكنها تسعى لتقويض أمن واستقرار الدول الخليجية وسائر دول العالم المحبة للعدل والأمن والسلام.