أكدت الرئاسة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، دعمها لأي جهود للتوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة مع إسرائيل، على ألا يكون ذلك تمهيدا لدولة فلسطينية بحدود مؤقتة، فيما تعقد منظمات الهيكل المزعوم، اليوم، منتدى حول المسجد الأقصى، تحت شعار" جبل الهيكل بأيدينا" لإحكام قبضة الاحتلال على المسجد، فيما عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا، أمس، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، تعقيبا على ما يتم الحديث عنه عن قرب التوصل إلى تهدئة في غزة: "إن ذلك سيكون مهما إذا لم يكن على حساب وحدة الأرض والدولة والشعب". وأضاف أبو ردينة:"يجب ألا يكون تمهيدا للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة، الأمر الذي سيترك آثارا مدمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته واستقلاله". وأكد أبو ردينة أن "أية تهدئة يجب أن تهدف إلى رفع المعاناة عن شعبنا، وألا يكون ثمنها الخروج عن الإجماع الفلسطيني والقومي". وتحدثت مصادر فلسطينية مطلعة عن أن حركة "حماس" تتجه إلى الموافقة على مقترح تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل في قطاع غزة مقابل ميناء بحري عائم. في المقابل، نفى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق أن تكون حركته قد تسلمت من جهات أوروبية أفكارا مكتوبة للتهدئة مع إسرائيل . وقال أبو مرزوق في تصريح له على صفحته في الفيسبوك: إنه "ليس هناك ما يستوجب الرد على أي أفكار للتهدئة مع إسرائيل. وأشار إلى أن هناك أفكارا متداولة حول مشاريع غير متبلورة للتهدئة يتحدث عنها الأوروبيون، مضيفا، إن موقف حركته من أي طرح بشأن التهدئة يجب أن يكون وطنيًا، وليس على مستوى فصائلي، وألا يكون سريًا. وياتي ذلك خلافا لما قاله مسؤول ملف العلاقات الدولية في حماس، أسامة حمدان، من أن الحركة تسلمت أفكارا مكتوبة تتعلق بملف التهدئة مع إسرائيل. وأوضح حمدان، أن الأفكار تتعلق بموضوع استكمال ملف التهدئة مع "إسرائيل"، والذي أنهى حربا استمرت ل51 يوما على قطاع غزة صيف العام 2014، مؤكدا أن رد حركته على أي جهة لا "يخرج عن خدمة العمل الجاد لإنهاء الحصار عن غزة، وفتح المعابر جميعها، بما فيها ميناء غزة البحري". ونفى حمدان، تطرق حركته إلى الفترة الزمنية للتهدئة، واختصارها ب10 سنوات، مضيفا: "الأمر بكليته يمكن اختصاره بوجود اتفاق تهدئة في مقابل إنهاء الحصار عن غزة". وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس: إن للحركة محدد واضح في إطار التهدئة بأن يكون موضوع التهدئة متفقا عليه وطنيا، وألا يكون الأمر بيد حماس وحدها، وأن تكون هناك ضمانات على إلزام الاحتلال بشروط التهدئة، وأن تكون التهدئة محدودة بسقف لا يسمح لها أن تكون تهدئة طويلة. توافق وطني بدوره، كشف مركز الزيتونة للدراسات المقرب من حركة حماس، النقاب عن أن عقد هدنة طويلة المدى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال مترافقة مع كسر الحصار عن القطاع، فرصته محتملة نسبياً، على الرغم من أنه لا يزال دونها الكثير من العقبات المحلية والإقليمية والدولية التي هي بحاجة إلى تفكيك وإعادة ترتيب، قبل المضي قدما في هذا المسار. ودعا المركز في تقرير له، أمس، إلى أن تتم التهدئة طويلة المدى في حال كُتب لها النجاح، في إطار توافق وطني فلسطيني، يرفض فصل قطاع غزة عن باقي فلسطين، وبما يخدم رفع الحصار، وإعمار قطاع غزة. وأشار إلى أن المدة الزمنية للتهدئة يتوجب ألا تمتد لأكثر من خمس سنوات، لأن إطالتها يفضي لاسترخاء الحاضنة الشعبية، مما يضر ببرنامج المقاومة وقاعدتها. وشدد على أن سلاح المقاومة وقواعدها المناضلة مكسب وطني استراتيجي، لا يجوز المساس به أو تجميده أو نزعه كأحد استحقاقات التهدئة.وحث قيادة المنظمة والسلطة أن تلعب دوراً أكثر إيجابية في فكّ الحصار عن القطاع وإعادة الإعمار، وفي تفعيل برنامج المصالحة، واستيعاب موظفي القطاع، وعمل الوزارات والمؤسسات. كما وطالب النظام المصري بفتح معبر رفح، وإنهاء أي شكل من أشكال تعطيل حرية الحركة للأفراد والبضائع بين القطاع ومصر. وأكد التقرير أن نقيض التهدئة الأعلى هو احتلال القطاع، وهو خيار استبعده التقرير حالياً لأنه صعب التحقق على المدى القريب وبسبب كلفته العالية. لكن تنفيس الحصار وعقد صفقة تبادل أسرى؛ ربما يجد فرصة في أثناء الحوارات الجارية، وهو خيار "إسرائيلي" مفضل، خصوصاً لوزير الحرب يعلون، إلا أن فرصته ليست عالية في المدى القريب. اقتحام الأقصى واقتحم 53 متطرفا و12 عنصرا من مخابرات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى، بحماية أفراد الشرطة، وسط تكبيرات المصلين المتواجدين في الساحات. وأصيب شاب مقدسي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مطاردتها سيارة أثناء مرورها من مفرق وادي الربابة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك. "جبل الهيكل بأيدينا" ومن المقرر، أن تعقد منظمات الهيكل المزعوم، اليوم الأربعاء، منتدى حول المسجد الأقصى، تحت شعار" جبل الهيكل بأيدينا". ويشارك في المنتدى أعضاء في الكنيست الإسرائيلي منهم يانون ماجال – الذي اشتهر بعدائه للمسجد الأقصى.