حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما وصفتها بأي ممارسات تهدف إلى تحقيق أغراض حزبية على حساب المصلحة الوطنية، وذلك في وقت أغلقت فيه إسرائيل جميع معابر غزة التجارية ردا على إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل. وردا على اتهامات من كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة التحرير الفلسطيني (فتح) لحماس بمحاولة فرض التهدئة على باقي الفصائل واعتبار ذلك (خيانة وطنية)، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن (تجاوزات المجموعة المسماة كتائب الأقصى للإجماع الوطني تمثل محاولة لا تخدم إلا الاحتلال لتبرير حصاره المستمر وهي تهدف إلى تحقيق أهداف حزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا). واتهم المتحدث (أطرافا) في رام الله (بتوجيه) كتائب شهداء الأقصى (التي لم يكن لها أي فعل حينما كانت تحرق غزة بأكملها). أما المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو فقال في بيان صحفي إن (التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية مصرية هي مصلحة وطنية وجاءت نتاج إجماع وطني، وإن الحكومة لن تسمح لمن يطلق عبارات التخوين وفقا لمزاجه الحزبي بالتحكم في مصلحة شعبنا). وكانت كتائب شهداء الأقصى قالت في بيان لها إن محاولة حماس فرض التهدئة وكأنها إجماع وطني هي (خيانة وطنية). ودعت رئيس السلطة محمود عباس إلى التدخل لفرض تهدئة شاملة تشمل القطاع والضفة. وتعليقا على ذلك، دعا عضو المجلس الثوري لحركة فتح جبريل الرجوب إلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل والالتزام بالتهدئة بين الفصائل وإسرائيل. وقال الرجوب في تصريح للجزيرة إن إطلاق الصواريخ على إسرائيل (خطأ يجب أن يتوقف)، داعيا إلى ضرورة سحب الذرائع من إسرائيل والتوقف عن كيل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية. من جانب آخر، اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة خماسية مهمتها رصد ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديد طبيعة الرد عليها. يأتي ذلك عقب اجتماعين منفصلين عقدتهما حماس مع قياديين من حركة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية. وتمخض الاجتماعان أيضا عن قرار تشكيل وحدة مشتركة لمراقبة اتفاق التهدئة، بهدف منع اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب ضد تل أبيب. وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قال الخميس إن إغلاق المعابر الحدودية جاء ردا على اختراق التهدئة، بعد تبني كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في قطاع غزة إطلاق صاروخ على بلدة سديروت المتاخمة لشمال القطاع. وأشار المسؤول إلى أن عملية الإغلاق ستتواصل وأن هناك عملية تقويم للوضع تجري حاليا لدراسة إمكانية إعادة فتح المعابر أمس الجمعة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنّ صاروخاً فلسطينياً سقط في منطقة غير مأهولة قرب بلدة سديروت المتاخمة لشمال القطاع. وقال أيضا إنّ الصاروخ أطلق من غزة لكنه لم يحدث خسائر. وتبنت كتائب شهداء الأقصى إطلاق هذا الصاروخ. كما قالت إن ذلك جاء ردا على الخروقات الإسرائيلية للتهدئة، متعهدة بإطلاق المزيد من الصواريخ (ما لم تلتزم إسرائيل بالتهدئة).