في جلسته المعتادة يوم أمس الأول برئاسة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، نوه مجلس الوزراء الموقر بتمكن القوات السعودية بمختلف القطاعات من صد الهجوم على عدة محاور بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني، قصد به اختراق حدود المملكة من المعتدين، كما نوه المجلس بمواجهة مقذوفات العدو بكل شجاعة وتدمير آلياته ومعداته. وهو تنويه يؤكد من جديد على صلابة ورباطة جأش أبطال المملكة الأشاوس وهم يتصدون لاعتداءات الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وتلك الشجاعة التي أبدتها قطاعات القوات السعودية ليست غريبة عليهم، فهم دائما يسطرون بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء كلما دعت الحاجة ودق ناقوس الخطر، فهم على أهبة الاستعداد دائما للدفاع عن أرض الوطن وسلامته. لقد استشهد من استشهد وجرح من جرح في تلك العمليات البطولية التي خاضتها القوات السعودية الباسلة، وما زالت مستعدة لخوضها في أي وقت، فأولئك الأبطال يضعون أرواحهم رخيصة في سبيل الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، والحفاظ على أرواح مواطنيه، وتلك الروح الباسلة التي ظهرت وما زالت تظهر كلما دعت الحاجة، تدل دلالة واضحة على قوة وبسالة أولئك الأبطال الأفذاذ. لقد عولت عليهم القيادة الرشيدة في تأدية رسالة سامية وهامة تتمحور في الدفاع عن الوطن، وقد أبلت تلك القوات بلاء حسنا في صد أي هجوم عدواني يتربص بالمملكة، ويحاول المساس بأمنها وسلامة أراضيها، وتلك الروح الباسلة عرفها أبناء المملكة في تلك القوات منذ تأسيس كيان المملكة على الكتاب والسنة، وحتى العهد الحاضر الزاهر، فقد كان ولا يزال جنودها يرسمون علامات النصر والظفر دائما. والعدوان على المملكة من قبل الميليشيات الحوثية وقوات صالح يجيء ردا على تصميم المملكة واصرارها على اعادة الشرعية الى اليمن، غير أن هذا التصميم والاصرار لا تتشبث به المملكة وحدها، بل هو ارادة عربية جماعية تمثلت في القوات العربية المتحالفة لإحقاق الحق وعودته الى طبيعته، بعد أن عاثت تلك الميليشيات والقوات فسادا وتخريبا في اليمن. والمحاولة الحالية التي سوف تنتهي بالنصر المظفر بإذن الله لإيقاف عدوان الميليشيات الحوثية وقوات صالح على أبناء اليمن، هي محاولة عربية جامعة لتخليص اليمن من براثن أولئك المعتدين واعادة شرعيته اليه، وهي محاولة تحظى بتأييد عربي واسلامي ودولي مطلق جاء على لسان كبار الساسة في سائر دول الشرق والغرب، التي ما زالت ترى أن تخليص اليمن من أولئك الطغاة هو الأسلوب الأمثل لعودة السلام والأمن اليه. ويخطئ أولئك العابثون بأمن اليمن واستقلاله وسلامته ان ظنوا أن اعتداءاتهم المتكررة على المملكة سوف تثني عزيمة واصرار القيادة الرشيدة عن المضي قدما لتحقيق ما ينشده اليمنيون لبلادهم من أمن ورخاء واستقرار، فالطغمة الفاسدة التي حكمت اليمن طيلة ثلاثين عاما آيلة للسقوط الوشيك؛ لأن رعايا اليمن كلهم لفظوها منذ زمن ولا يريدون عودتها للحكم مرة ثانية. ان الدفاع عن الشرعية اليمنية هو دفاع عقلاني ومنطقي لا تتشبث به المملكة وحدها، وانما تتشبث به كافة الدول العربية والاسلامية وعدة دول صديقة، ويتشبث به اليمنيون أنفسهم وهم يشاهدون بأم عيونهم ما يحدث في بلادهم من تخريب وتدمير وقتل بفعل ممارسات تلك الميليشيات والقوات، في محاولة يائسة لكسر ارادة الشعب اليمني ومحاولة العبث بمقدراته والاطاحة بحريته وكرامة أهله.