ما زالت الميليشيات الحوثية وقوات صالح تعيث في الأرض اليمنية تخريبا وتدميرا وقتلا، رغم أن قوات التحالف التزمت بضبط النفس على أمل أن تعيد تلك الميليشيات والقوات حساباتها من جديد إنقاذا للأوضاع المتردية في اليمن، وحينما التزمت قوات التحالف بالهدنة الانسانية المعلنة فان تلك الميليشيات والقوات خرقتها وضربت بها عرض الحائط من خلال اعتداءاتها المتكررة على أبناء الشعب اليمني الذي نكب بانقلابها الفاشل على السلطة الشرعية من جانب، ومن خلال اعتداءاتها المتكررة أيضا على حدود المملكة. إن خرق الهدنة التي أعلنتها قوات التحالف يعني فيما يعنيه أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح تسعى لافشال أي مخطط سلمي يستهدف عودة الاستقرار لليمن بعودة الشرعية المغتصبة اليه من جديد؛ لتنعم أراضيه بالأمن وينعم اليمنيون بالسلام بعد الاعتداءات المتواصلة عليهم من قبل تلك الميليشيات والقوات التي لا تريد اعادة اليمن من جديد الى استقراره ورخاء أبنائه، وانما تسعى دائما لاثارة الفتن والأزمات داخل الصفوف اليمنية لابعاده تماما عن الاستقرار والأمن. ويبدو واضحا للعيان من خلال الحصار الذي تفرضه تلك الميليشيات والقوات على العديد من المدن اليمنية أنها ترمي الى تجويع أبناء الشعب اليمني ومنع الجهود الاغاثية من الوصول اليهم، وقد وقف العالم بأسره مع ضبط النفس الذي تحلت به قوات التحالف تحقيقا للأهداف السامية لعملية إعادة الأمل لليمن والرغبة الملحة في رفع المعاناة عن الشعب اليمني. وتخطئ تلك الميليشيات والقوات في تقدير حساباتها أثناء تلك الهدنة، وتخطئ أيضا في تقدير حساباتها حينما رفضت القرارات الصائبة التي تمخض عنها مؤتمر الرياض الذي انعقد مؤخرا لانقاذ اليمن من أوضاعه المتردية وبناء دولته الاتحادية. لقد رسم مؤتمر الرياض الخطوط الواضحة العريضة من أجل انقاذ اليمن وبناء دولته الاتحادية تحت رعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد اتفق اليمنيون في ذلك المؤتمر على انفاذ الخطوات الايجابية التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار لليمن وتطلعات شعبه في اطار التمسك بالشرعية، غير أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح ما زالت تراهن على رفض الشرعية ومصادرة الأفكار العقلانية التي تمخضت عن مؤتمر الرياض لاعادة الاستقرار والأمن الى الربوع اليمنية. ورغم ذلك الرهان الخاطئ فان المقاومة الشعبية التي يمارسها اليمنيون برباطة جأش وعزم لا يلين ضد تلك الميليشيات الحوثية، وقوات صالح تحقق المزيد من الانتصارات في العديد من المدن اليمنية بما يوحي أن النصر المرتقب لتلك المقاومة أخذ يلوح في الأفق، ولن تتوانى قوات التحالف في تأدية رسالتها الكبرى ذات الأهداف السامية الواضحة باعادة الشرعية الى اليمن من جديد، وإبعاد هذا البلد الشقيق عن التجاذبات السياسية والأطماع الخارجية. ولن تحقق الميليشيات الحوثية وقوات صالح أحلامها الفاشلة بالسيطرة على مفاصل الدولة، لأن الشعب اليمني بأسره ما زال يلفظ أعمالها القمعية الوحشية التي لا تزال تزداد شراسة منذ الانقلاب الآثم وحتى اليوم، وسوف تدفع تلك الميليشيات والقوات الثمن غاليا لأن ارادة الشعوب الحرة هي المنتصرة في نهاية المطاف على أساليب القمع والظلم والتعسف، وسوف يعود اليمن بفضل الله سعيدا كما كان طيلة تاريخه المجيد، وسوف تنهزم تلك الزمرة الحاقدة التي لا تريد عودة السلام والأمن والاستقرار الى اليمن عن طريق المقاومة اليمنية الباسلة التي ما زالت تلقن تلك الزمرة دروسا لا تنسى.