تستمر درجات حرارة الساحل الشرقي منخفضة نسبيا، اليوم الجمعة، تبلغ الأربعينات المئوية خلال فترة الظهيرة التي تمثل مستوى معتدلا حتى يوم غد السبت، بإذن الله، فيما ينحسر الغبار تدريجيا خلال الساعات القادمة، حيث تكون الرياح خفيفة السرعة تنشط أحيانا في اتجاهات شمالية غربية، وتتزامن هذه الأيام مع بداية زيادة الرطوبة الجوية وتشكل السحب مساءً ، مؤدية إلى كتمة الأجواء ضمن العوامل التي تطبع الطقس بالسمة الصيفية في جملة خصائص الموسم الساخن، وتسجل درجات الحرارة الأعلى في الحفر والأحساء، اليوم، كما تشهد المنطقة منتصف الشهر الجاري متغيرات مباشرة في طبيعة الحالة الجوية، ويُتوقع أن يكون هذا الموسم ملتهب الحرارة وبارتفاع الدرجات إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى تأثير الرطوبة العالية صيفا في مضاعفة الإحساس بشدة الحر خاصة في المواقع الساحلية، وتظل الحرارة صيفية مرتفعة بالوسطى وفي معظم مناطق المملكة، ومعتدلة في مرتفعات الجنوب الغربي مع استمرار تشكل السحب واحتمال هطول الأمطار، الاسبوع المقبل، بمشيئة الله . وفي سياق متصل، قال خبير البيئة، البروفيسور علي عشقي، إن الكرة الأرضية تتعرض حاليا لمتغيرات مناخية متسارعة قوية التأثير نتيجة العديد من العوامل الطبيعية، ومنها الدورة الحالية للشمس وجزء من ذلك الاحتباس الحراري، حيث يلاحظ الارتفاع في درجات الحرارة على نحوٍ غير مسبوق، إضافة إلى ما يشهده العالم من أمطار غزيرة وفيضانات وجفاف وعواصف عنيفة متتابعة، ولعل المؤثر القوي حاليا في تطورات ظاهرة النينيو، ومسئوليتها المباشرة في عملية شذوذ درجات الحرارة السطحية لمياه المحيط الهادي على طول خط الاستواء، بين سواحل أمريكا الجنوبية في الشرق والقارة الاسترالية ولأرخبيل الإندونيسي في الغرب، وما يرافق ذلك من نوع وسرعة واتجاه الرياح، ورصد خبراء المناخ دورات محددة لحدوث هذه الظاهرة كل 4 إلى 7 سنوات، وقد تستمر أسبوعا أو شهرا أو سنين، بما يحتمل خلالها، بإذن الله، من انعكاسات على مناطق الكرة الأرضية، وبنسب متفاوتة، تشمل المملكة في بعض هذه المؤثرات المتداخلة في منظومة المناخ العالمي. ويقول عشقي، إن ما يعنينا من ذلك ما هو متوقع في جانب ارتفاع الحرارة التي تستمر خلال هذا الصيف، ولدينا المؤشر في الدلائل المتوافرة قياسا إلى تلك التوقعات العامة، حيث تسجل معدلات مرتفعة جدا إلى الخمسينيات المئوية في المنطقة الشرقية للمملكة على وجه الخصوص، وبالتالي، فإن الموسم لن يخرج عن مدى هذه المؤثرات، لاعتبارات تخص علاقتنا بالظواهر المناخية المحيطة، سواء في منخفض الهند الموسمي أو بعودة ظاهرة النينو وغيرها ، كذلك فإنه لا مجال للأخذ بتلك التنبؤات التي زعمت مصادرها توقع ارتفاع الجرارة لأكثر من 60 درجة، وهي مبالغة في غير محلها بكل المقاييس، ومن المتابعة الإحصائية لجميع الفترات السابقة : يتضح أن المعدلات متقاربة موسميا في جميع الظروف الجوية بما فيها الحالات المتطرفة أحيانا، والذي يعني أيضا ترجيح الحدود المعقولة في نفس السياق، إضافة إلى أن الإشارة لخمسين درجة يعد طبيعيا في أجوائنا الصيفية التي تبلغها في بضعة أيام من الصيف.