تشير توقعات الطقس حسب خبراء إلى أجواء صيفية قاسية مرورًا بشهر الصيام، الذي يحتمل معدلات حرارة مرتفعة جدًا تتجاوز المعتاد بالفصول السابقة في بعض الايام، ومرهقة بالشرقية بسبب الرطوبة، كما هو في الساحل الغربي. ويتعرض بحر العرب والمحيط الهندي لاضطرابات جوية متزايدة هذه الايام، الأمر الذي من شأنه «بإذن الله» التأثير على الطقس في المواقع المحيطة، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية إلى مضاعفة كميات الرطوبة الجوية واندفاعها المتتابع تدريجيًا في الأسبوعين القادمين، وتساعد في تكوين مناخ حار جدًا، ويتزامن ذلك مع بداية تغلغل منخفض الهند الموسمي، الذي تشتد العوامل المصاحبة له بمستوياتٍ متفاوتةٍ بين المناطق خلال الشهور الثلاثة المقبلة والتي تمثل فصل الصيف، فيما بدت حالة الجو بالمنطقة الشرقية مقدمة السمات الصيفية التي سبقت بعدة أيام، باستثناء تراجع الرطوبة المتوقع ان تستمر منخفضة حتى مطلع الشهر المقبل «بإذن الله»، وتسجل درجة الحرارة اليوم الثلاثاء متوسط 40 درجة مئوية في حواضر الدمام، ومرتفعة إلى 45 درجة بالظهران والهفوف، ومتراجعة قليلًا في كل من القطيف وسيهات، وتكون السماء غائمة مع هبوب رياح شمالية خفيفة السرعة تنشط نهارًا وقد تسبب إثارة الغبار. وبحسب خبير البيئة البروفيسور علي عشقي، فإن البوادر واضحة بقدوم صيف مختلف في كثير من ملامح الطقس، خاصة ارتفاع درجات الحرارة الى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ فصليًا، ويرتبط ذلك بعددٍ من العوامل منها المتغيّرات المناخية على مستوى الكرة الارضية، وما يُعرف بالاحتباس الحراري، خاصة أن الحرارة ملحوظة الارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية، والمملكة ليست بمنأى عن هذه المتغيّرات المناخية الحادة، يُضاف إلى ذلك التأثير القوي لمنخفض الهند الموسمي خلال هذه الفترة التي تستمر الى شهر اغسطس بشكلٍ متفاوت، وتشتد الحالة الجوية بما يصاحبها من غزارة الامطار في الجنوب الغربي خصوصًا، وهو منخفض ينشط صيفًا فترتفع درجات الحرارة نتيجة حدوث فروقاتٍ في الضغط بين اليابسة والمسطحات المائية. وقال إن موجات الغبار تتراجع نسبيًا في الشهرين القادمين، ولن تغيب كثيرًا عن الصيف، وتشتد الشهر المقبل على فتراتٍ متباعدة، وتظل التوقعات للأحوال الجوية سابقة لأوانها، وذلك نظرًا لما يستجد بأمر الله، من متغيّرات جوية ترتهن إلى ظروفٍ آنيةٍ بأسبابها المتعددة، والامثلة واضحة في التداخل بين العناصر الجوية هذه الايام، والتي تشهد المملكة خلالها أجواءً غير مستقرة على نحو غير معتاد، من حيث ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلاتٍ صيفية وتشكيلات السحب الممطرة والعواصف الرملية المتتابعة. وفي الأخذ بهذه المؤشرات فإنه سوف يتكرر الموسم ضمن منظومة الحر المعتاد، إلا من بعض الزيادة على درجات الحرارة، وقد تكسر مؤشر الخمسين أحيانًا ثم تعاود الثبات في المعدلات الطبيعية، ويستند ذلك الى ارتفاع نسبي مطرد بمياه بحر العرب والمحيط الهندي، الذي يعني التأثير في أجواء المملكة بالجفاف، وهطول أمطار غزيرة على الجنوب الغربي، كما يختلف الطقس صيفًا من منطقة لأخرى، فتتباين درجات الحرارة من مكانٍ إلى آخر تبعًا لدرجة العرض والتضاريس.