يتراجع نشاط الرياح بالمنطقة الشرقية، اليوم الأحد، -بمشيئة الله-، وتعود الأجواء إلى الهدوء والاستقرار تدريجيا، وتستمر متقلبة الاتجاهات تساعد على تحريك الأتربة والغبار على نحو متفاوت، خاصة في الأماكن المكشوفة والطرق، فيما تنتهي حالة عدم الاستقرار الجوي بمغادرة السحب الرعدية الممطرة، وتواصل الحرارة الارتفاع إلى درجات محسوسة تتجاوز 40 مئوية عند الظهيرة، وفي الصغرى 30 درجة، ويكون الطقس مرهقا نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة السطحية، التي تعمل على كتم أنفاس المساء والليل في السواحل، وتشهد بداية الأسبوع، سماءً مشمسة وسط توقعات بانتهاء فرص الأمطار خلال الفترة المقبلة، التي تمثل منعطفا مباشرا في نقلة مرحلية من اقتراب دخول فصل الصيف، إضافة إلى عوامل منخفض الهند الموسمي الذي يتحرك في الأجواء، ومن شأنه أن يساعد في تغيير الخصائص الجوية التي تسبق قدوم الموسم الساخن، كما تعد فترة الأسبوعين المقبلين الأشد في المتغيرات من حيث شدة الحرارة، وذلك على مستوى مناطق المملكة وخاصة الوسط والشرق. وتوقع خبراء الطقس، أن ترتفع الحرارة بزيادة 5 درجات اليوم في مدن الساحل الشرقي، حيث تبلغ متوسط 42 درجة مئوية بالهفوف والدمام والظهران، وتكون المستويات الأدنى في الخفجي والأطراف الشمالية للمنطقة، ويكون الطقس شديد الحرارة في مختلف مناطق المملكة وجافا، عدا المناطق الساحلية التي تتأثر بالرطوبة المتزايدة في مطلع هذا الأسبوع، ويطرأ ارتفاع في درجات الحرارة في مناطق تشمل المناطق الوسطى والشمالية والغربية خلال اليومين المقبلين، فيما يستمر تشكل السحب الركامية الرعدية في مرتفعات الجنوب الغربي التي تشهد هطول الأمطار الغزيرة متواصلة حتى نهاية الأسبوع، بمشيئة الله تعالى، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط في ساعات النهار في معظم الأنحاء، ويعد اليوم الأحد، بداية انحسار الأجواء غير المستقرة عن المملكة، عدا استمرار تأثيرها على المنطقة الجنوبية الغربية، كما يتوقع أن يطرأ نشاط على الرياح الشمالية الغربية المثيرة للأتربة والغبار، والتي تؤدي إلى بعض الانخفاض بمدى الرؤية الأفقية في بعض الأجزاء. وفي سياق متصل، أشار خبير البيئة البروفيسور علي عشقي، إلى طقس شديد الحرارة على نحو غير مسبوق خلال الشهرين المقبلين تزامنا بفصل الصيف، وقال: "هناك العديد من المؤشرات البيئية التي توضح التأثير السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري، ومن هذه المؤشرات الواضحة في التطرف المناخي الذي يشمل كوكبنا ويمتد تأثيره إلى المملكة، حيث تلحظ المتغيرات في موجات من العواصف الترابية الشديدة في أوقات متقطعة من العام، ومعدل حرارة متزايد مقارنة بفترات زمنية سابقة، إضافة إلى قياسات تؤخذ بمؤشر انخفاض المياه الجوفية إلى أعماق قياسية قد تصل إلى حوالي 1500 متر". كذلك لم تسلم البيئة البحرية من التغيرات المناخية على مستوى الكرة الارضية، والتي تسببت في ارتفاع درجات حرارة المياه السطحية للبحر إلى درجات قياسية، وضمن الملامح: شدة جفاف العيون والجداول المائية كما هو في عين الهيت وبحيرة ليلى، والشأن مماثل في جميع العيون بالخرجوالأفلاج والمنطقة الشرقية، فيما توضح التراكيب الجيولوجية أنها -بإذن الله- لن تجف أبدا لارتباطها بالأمطار الموسمية، باستثناء نسبة التبخر السطحي لمياهها، أضف إلى ذلك استغلال مياهها الجائر في الزراعة، وأعتقد أنه لا يزال هناك مجرى مائي تحت سطح الأرض، لأن جميع هذه الجداول المائية تحت الأرضية سواء كانت في الخرج أو الأفلاج أو الأحساء: جميعها متصلة ببعضها البعض، ولن تجف -إن شاء الله- وذلك نتيجة تأثير واضح للرياح الموسمية في الصيف على جبال السروات غربا.