يعتقد علماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو السبب وراء التراجع السريع أو تآكل الغطاء الجليدي السميك في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية. ورصد علماء أوروبيون، باستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية، الزيادة المفاجئة في ذوبان الجليد في العديد من الكتل الجليدية على طول نحو 750 كيلومترا من الخط الساحلي منذ عام 2009 . وقال بيرت وترز من جامعة بريستول في بريطانيا الذي ترأس الدراسة التي نشرت في دورية (ساينس) العلمية ومقرها واشنطن :"حتى اليوم اضافت الكتل الجليدية قرابة 300 كيلومتر مربع من المياه للمحيط. وهذه المساحة تساوي حجم 350 ألف مبنى من ناطحة سحاب "إمباير ستيت" معا، وقد ارتفعت مستويات البحار في مختلف أنحاء العالم نتيجة لذلك. ويرى العلماء أن السبب المحتمل لذوبان الجليد هو تيارات المحيط الدافئة في المنطقة جراء التغير المناخي. وقال فايت هيلم وهو عالم جيوفيزيائي من (مؤسسة الفريد فيجنر للأبحاث القطبية والبحرية) ومقرها برمرهافن بألمانيا وشارك في الدراسة إن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي في البداية إلى ذوبان الجانب السفلي من الجرف الجليدي والذي كان سببا في استقرار الغطاء الجليدي الداخلي حتى الوقت الراهن. وتابع أن "النظام أصبح غير مستقر". وكان الغطاء الجليدي في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية يعتبر مستقرا مقارنة بمناطق أخرى في القارة. وبحسب العلماء، يتراجع سمك بعض الكتل المتجمدة الآن بواقع أربعة مترات سنويا. ويعد فقدان الجليد كبيرة لدرجة أن اثنين من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) رصدت تغييرات صغيرة في مجال الجاذبية للأرض. وقال وترز إن "لقد فوجئنا بحقيقة أن الكثير من الكتل الجليدية في مثل هذه المنطقة الكبيرة بدأت في فقدان بعض الجليد".