حضر النقاش أكثر من مرة في موضوع أيهما أقوى: شعر المرأة أم شعر الرجل، ويقوم كثيرون بعمل مقارنات لتحديد الأفضل وترسيخ مفهوم أن شعر الرجل يختلف عن شعر المرأة وأنه أفضل أو العكس. والحقيقة التي يتجاهلها بعض هؤلاء عمدًا هي أن كليهما قادران على الإبداع، فالشاعر سواء كان رجلًا أو امرأة لا يختلفان، متى ما امتلكا أدوات الإبداع الشعري. وما أريد أن أطرحه هنا أن كتابة المرأة القصائد تخضع لضوابط وحدود أكثر من الرجل الذي يستطيع الإفصاح أكثر عن مشاعره، بعكس المرأة التي تجد نفسها في حدود لا تستطيع تجاوزها، أو بالأحرى لا تريد هي تجاوزها، حيث يجب أن تكتب بحدودٍ لا تجرح أنوثتها، لأنها مهما وصلت إلى شهرة، فلن تنسى أنها أنثى، وأن ما تكتبه يمثل شخصيتها كأنثى وعليها أن تختار الكلمات المناسبة الرزينة التي تجعل المتابع لها ينظر لها بعين الاحترام والتقدير. قد تنافس الرجل بقوة المعنى وجمال الأبيات لكن لا تحاول أن تنافسه بجرأة الكلمات ووضوحها.. فهو يتكلم بلسان الرجل ولا يهتم كثيرًا لبعض الألفاظ الصريحة، وقد يتعدى الحدود بتعبيره عن مشاعر طبعًا بعضهم ولا أعمم على الجميع.. فكل ما يكتبه الشاعر يمثل شخصيته سواء كانت امرأة أو رجلًا، ولكن من وجهة نظري الخاصة أن الألفاظ الجريئة والبوح الفاضح للمشاعر يخدش حياء الشاعرة، ويجعل المتابع ينظر لها نظرة تقلل من قيمتها الشعرية.. اكتبي وأبدعي ونافسي الرجل بقوة الشعر وجماله، ولكن لا تنسي أنك أنثى.