الطيور التي تغرد يقتلها الأغبياء بحجة دينية؛ لإثارة الفتنة وزعزعة أمن الوطن. حادثة القديح صدمة مؤلمة وصفعة لجميع أبناء الوطن بكل فئاته وكل مذاهبه صفعة لعلها توقظنا؛ لإدراك المؤامرة الخبيثة التي تحاك للوطن العربي كله، وعلى رأسه بلادنا حرسها الله. المؤامرة مخطط لها منذ زمن بعيد، متفق عليها من الشرق والغرب بقيادة الصهيونية ومن والاها وكل الحاقدين على العرب والمسلمين بكل أطيافهم، وأكبر مثال على ذلك العراق كان السنة والشيعة متعايشين ومتجانسين يبنون وطنهم العراق بجميع مذاهبهم وكل دياناتهم الإسلامية والمسيحية واليزيدية والآشورية وغيرها، فتطور العراق في مجالات التحضر الصناعية والعمرانية والثقافية، وكان جيش العراق يحسب له ألف حساب إلى أن ظهر التعصب المذهبي في الشرق، تحمل لواءه إيران بالتعاون مع الغرب؛ لتحطيم الأمة العربية التي هي عمود الإسلام وقاعدته الأساسية، ولذلك غزت أمريكاالعراق وصفقت لها إيران، وافترست العراق كما هو مشاهد اليوم، وقام أعداء الأمة بزرع الفتن وتأجيج نار الطائفية والفئوية وإثارة النعرات القبلية في جميع أرجاء الوطن العربي من شرقه إلى غربه، يستغل لهذا الغرض كل ساذج همجي غبي يدعي المعرفة وهو أجهل الجهلاء.. يحطم الثقافات والآثار بدعوى الدين والدين منه براء كما تفعل داعش اليوم في آثار العراق هذه المطية الاستعمارية الجاهلة التي تستغل لتحطيم آثار الحضارات السابقة، رغم أنها كانت موجودة في عهد الصحابة وفي عهد الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. ولا يستغرب من الجاهل التصرف السخيف.. مهما كان جهلهم فهم لا يعذرون حتى في زمن النعرات القبلية، فكيف في هذا الزمن المتحضر زمن الذين يدعون الفهم وهم يقومون بهذه الأعمال المنكرة في هذا العصر؛ لإثارة الفتن التي تخدم أعداء الأمة العربية والإسلامية، بل أعداء البشرية جمعاء، الذين يتآمرون لإثارة الفتن لتشغيل مصانع السلاح لديهم، نعم لولم يخلقوا هذه الفتن لتوقفت مصانعهم وتعطلت مصالحهم!... لا أعتقد أن قادة داعش يجهلون هذا الأمر ولكنهم يتآمرون ويتعاونون بكل بجاحة وإصرار مع أعداء الأمة، ويستغلون الشباب السذج ويغررون بهم ليكسب قادة داعش رضا أسيادهم من المتآمرين، ويضحوا بشباب الأمة؛ من أجل أن تسير عجلة مصانع السلاح، وبذلك تنطلي على شباب الأمة هذه المؤامرة الخبيثة، فيهدمون بيوتهم وبيوت أهلهم بأيديهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!... فهل نعي ذلك؟