أتفق المجتمعون في مؤتمر مكة 14 أمس على أن الطائفية والنعرات العرقية وتغذية الكراهية بين الشعوب تفرق الأمة وتجلب المؤامرات على المسلمين. وأوضح ممثل العراق الدكتور عبدالملك عبدالرحمن السعدي أن المشاركين في المؤتمر يجتمعون في ظروف تمر بالعالم الإسلام، وهي من أحلك الظروف؛ لما تعانيه من تحد وتصد لدينهم وعقيدتهم من أعدائهم، ومن غدر لحقوقهم الإنسانية والإسلامية، ومِن تسلط أعداء هذه الأمة عليهم: ما بين اضطهاد وتكميم للأفواه عن النطق بكلمة الحق، وما بين ما يحصل عليهم من سفك للدماء، وهتك للأعراض، ونهب وسلب للممتلكات والأموال، وتهجير عن البلاد، وفقدان لحرية الرأي وللديمقراطية التي ينادي بها دعاتها من الغرب والشرق، وأذنابهم وعملاؤهم، وقد جعلوها مباحة لهم محرمة على المسلمين الذين يؤمنون بدين يعطي الحق لأهله ويسمح بالمطالبة به. وقال معقبا: استباح هؤلاء المتسلطون دماء شعوبهم، واغتصاب نسائهم، وهدم مساكنهم على رؤوسهم، ونهب ثرواتهم وأموالهم، وتهجيرهم عن أوطانهم، وإحلال التمايز بين أبناء البلد الواحد باسم الطائفية المقيتة والمذهبية البغيضة؛ لأنهم جعلوا من المذهبية ومن الأحزاب السياسية المتناحرة وسيلة للتفرقة. وأضاف معقبا: «وقد ترتب على هذا العدوان: كثرة الأرامل والأيتام الذين أصبحوا لا معيل لهم إلا الله، وكان المفروض بمثل هؤلاء الحكام؛ الاهتمام بوحدة المسلمين، وتقديم الخدمات لشعوبهم، وتهيئة العيش الرغيد لهم». ودعا علماء الأمة أن ينتبهوا لمثل هذه المؤامرات والمخططات الخطيرة والخبيثة التي تفرق الأمة، وتزرع بينهم نزعة الطائفية والقومية، وأن يركزوا على استحصال حقوق المسلمين بصورة خاصة، والإنسانية بصورة عامة، بكل أشكالها وألوانها؛ لأنها مسؤولية كبيرة على من أثنى عليهم البارئ جل شأنه، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكة.