تعمد جماعة الحوثي المسلحة إلى استخدام معارضيها دروعًا بشرية أثناء قصف طائرات التحالف لمواقعها العسكرية ومخازن أسلحتها في العديد من المحافظات اليمنية وذلك لرفع عدد الضحايا وإلصاق التهم بطائرات التحالف، وبحسب شهود عيان تحدثوا لمراسل «اليوم» فإن بعض المواقع العسكرية الموالية للحوثي تقصف بشكل عشوائي بعض الأحياء السكنية أثناء قصف طائرات التحالف العربي، وتسويق ذلك عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها أن ذلك الدمار التي تخلفة تلك القذائف بفعل «قصف الطائرات». وقال سكان في حي الجراف الذي يعد مقعلًا للجماعة في العاصمة صنعاء: إن منازل أغلب معارضي الجماعة في الحي تعرضت للقصف بالدبابات من مواقع عسكرية مطلة على الحي أثناء ما كانت طائرات التحالف تدك مواقع عسكرية لجماعة الحوثي، والترويج عبر وسائل الإعلام أن الحي تعرض لقصف الطائرات. في غضون ذلك اتهمت رابطة الصحفيين بمحافظة ذمار -وسط اليمن- ميلشيات الحوثي ب«استخدام مئات المعتقلين دروعًا بشرية بينهم ثلاثة اعلاميين في مواقع للحوثيين يستهدفها طيران التحالف». الرابطة قالت في بيان: إن مليشيا الحوثي اختطفت ثلاثة من أعضاء الرابطة يعملون في قوات موالية للشرعية من الشارع العام الاربعاء الفائت، وزجت بهم في مبنى حكومي جعلته سجنًا خاصًا لمعارضيها ومركز عمليات في جبل مطل على مدينة ذمار يدعى «جبل هران». وأكدت الرابطة أن الميليشيات الحوثية هي المسؤولة عن حياة المراسلين الإعلاميين يوسف العيزري أمين عام الرابطة، وعبدالله قابل عضو الرابطة، وحسين العيسي الناشط الإعلامي»، ولم تشر الرابطة في بيانها أمس عما إذا كان الاعلاميين الثالثة قد تعرضوا للخطر. معتبرةً هذه العمل «جريمة غير مسبوقة تقوم بها ميليشيات الحوثي ضد الأبرياء والمعارضين لتواجدها في المحافظة». وقال عضو الرابطة «حسين الصوفي» لمراسل اليوم هاتفيًا: إن مليشيا الحوثي وأعوانها من قوات علي عبدالله صالح اتخذت أكثر من 34 معتقلًا في محافطة ذمار دروعًا بشرية حيث تم نقلهم الى مركز الرصد الزلزالي في «جبل هران» المطل على مدينة ذمار، بعد ان تناولت وسائل الاعلام منذ عدة ايام الموقع كهدف عسكري لطيران التحالف باعتباره مركزًا للقيادات الحوثية ومخزنًا للأسلحة. وقال: إن تلك الجريمة «سابقة خطيرة لم تعرفها اليمن» وأن من بين الضحايا الذين كانوا ضمن المختطفين 5 من أبناء محافظة إب، و5 من أبناء محافظة تعز، و5 آخرين من البيضاء و6 من مأرب، و1 من خولان بمحافظة صنعاء، و5 من أبناء محافظة ذمار.مرجحًا أن من بين الضحايا رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بمحافظة إب أمين الرجوي. وبحسب الصوفي إن مصير اثنين من الصحفيين «يوسف العيزري» و«عبدالله قابل» ما يزال مجهولًا. وبحسب مصادر قبلية قتل أمس ما لا يقل عن أربعة مسلحين حوثيين جراء المواجهات المسلحة مع المقاومة الشعبية في محافظة مأرب شرقي البلاد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن المقاومة الشعبية بمنطقة المخدرة شمال صرواح هاجمت مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة حوثيين وإصابة آخرين. وأشارت إلى تدمير مدفع هاون خاص بالحوثيين خلال الاشتباكات المستمرة حاليًا. ودعا هياف البكري أحد المسؤولين عن قوات الشرعية التحالف العربي الى تدخل بري في عدن لإنقاذ السكان، واتهم في تصريح لوكالة فرانس برس المتمردين بالقيام بانتهاكات ضد المدنيين. وكثف طيران التحالف العربي الجمعة غاراته على المواقع العسكرية لمليشيا الحوثي وحلفائها في المناطق الجبلية المشرفة على صنعاء، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع التي استهدفتها الغارات. واستهدفت الضربات أيضًا المجمع الرئاسي في صنعاء الذي سيطر عليه الحوثيون في سبتمبر/ أيلول. كما استهدفت الغارات الجوية التي استمرت خلال الليل المواقع العسكرية لقوات الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها الحوثيون، ويأتي ذلك قبل محادثات السلام في اليمن التي تعقد تحت إشراف الأممالمتحدة في جنيف في الثامن العشرين من شهر مايو/ أيار الجاري. ويواصل التحالف الذي بدأ حملة غاراته في 26 آذار/ مارس ضغوطه على المتمردين الحوثيين من خلال تكثيف الحملات الجوية منذ انتهت الثلاثاء هدنة انسانية استمرت خمسة أيام. وعند المدخل الشمالي للعاصمة استهدفت الغارات أكاديمية الحرس الجمهوري. واستهدفت الغارات عشرة معسكرات أو تجمعات للحوثيين وحلفائهم من العسكريين الموالين لصالح في محيط صنعاء. وفي صرواح في محافظة مأرب (شرق صنعاء) شنت مقاتلات التحالف صباح الجمعة سلسلة غارات على مواقع للحوثيين بحسب السكان، كما تعرضت تجمعات للحوثيين في شبوة (جنوب) لغارات، بحسب مسؤول محلي. وفي شبوة أيضًا قتل خمسة من عناصر القاعدة في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار، بحسب مصادر قبلية. وفي عدن كبرى مدن الجنوب اليمني تحدثت مصادر عسكرية عن سقوط 20 قتيلًا في صفوف الحوثيين وحلفائهم وثلاثة قتلى في صفوف خصومهم في غارات ومعارك الجمعة. في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا قال مسؤولون بالأممالمتحدة: إنهم تسلموا حمولة المساعدات التي نقلتها سفينة إيرانية في مرفأ جيبوتي قبل نقلها إلى اليمن، ما يؤكد إذعان سفن إيران للتفتيش الدولي. وتحمل السفينة «إم في شاهد» 2500 طن من المساعدات بينها الدقيق والأرز والأطعمة المعلبة والمعدات الطبية وزجاجات المياه. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس: «إن الحمولة سلمت إلى برنامج الأغذية العالمي في جيبوتي وحاليًا يجري إفراغها». وتابعت إن «السفينة تحمل 2500 طن من المساعدات الإنسانية وتتضمن بشكل خاص الأرز ودقيق القمح فضلًا عن الأدوية والمياه والخيم والأغطية». وأعلنت السلطات في جيبوتي أن السفينة الإيرانية وصلت في وقت متأخر الجمعة، وقال رئيس سلطات ميناء جيبوتي أبو بكر هادي: «إن السفينة تفرغ تمامًا لتنقل الحمولة إلى سفن أخرى، كل شيء يحصل بشفافية». وكانت الولاياتالمتحدة دعت إلى إيران إلى توجيه سفينتها إلى جيبوتي بدلًا من ميناء الحديدة في اليمن. وستنقل كافة المساعدات الانسانية في سفن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى ميناء الحديدة أو ميناء عدنالجنوبي.