حصول النصر على بطولته الدورية الثانية على التوالي لم يكن ليتحقق له لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ومن ثم جهود إدارته برئاسة الأمير فيصل بن تركي وزملائه، إضافةً إلى البذل الذي قدموه للفريق من بداية الموسم، ومن ثم شعور اللاعبين بالمسؤولية فما من مباراة يدخلونها إلا وتبرز من خلالها شخصيتهم، ويحققوا فيها الانتصار الذي مكنهم من التربع على الصدارة طوال الموسم رغم المنعطفات التي مربها الفريق وتجاوزها بعزيمة الرجال، بدايةً من إلغاء عقد مدربه كانيدا، إضافةً إلى إصابة نجميه الفريدي ومن قبله غالب، ومن ثم الخروج من كأس آسيا الذي اعتقده البعض منعطفاً سيؤدي إلى تأثر الفريق في سباق الدوري خاصةً ووراءه منافس شرس على البطولة (النادي الأهلي)، ثم ان البعض -وأنا أحدهم- توقعوا أن يكون لخسارتيه من الأهلي (رايح جاي) وبالذات الثانية ستؤديان به إلى خارج ساحة البطولة، إلا أن الإدارة الخبيرة بقيادة الأمير فيصل هيأت للاعبين كل السبل فقهروا ظروفهم وصمدوا أمام منافسهم التقليدي بالديربي العاصمي (الضعيف فنياً) المثير (تحكيمياً)، والحقيقة إنني لا أقلل من نتيجة فوز النصر بالديربي، رغم ما صاحب ذلك من أخطاء تحكيمية فاضحة، كذلك لا ذنب للنصر في الفوضى التي كان عليها بعض لاعبي الفريق الآخر (الهلال) والذي نتج عنه استبعاد ثلاثة لاعبين وإنذار ثمانية آخرين، في حالة شحن لا أرى له أي مبرر كون نتيجة المباراة لا تهم الهلال ولا تقدم له أو تؤخر، حيث رسم الهلاليون لأنفسهم من خلاله صورةً هزيلة. على أي حال هنيئاً للعالمي بطولته التي حققها عن جدارة واستحقاق وهنيئاً للنصر إدارته الناجحة والحكيمة، والتي استطاعت صناعة فريق رائع كالذي شاهدناه بالدوري وإن كان ينقصه محترفون أجانب في وزن ادريان، ومبروك لفريقٍ لم تؤثر فيه الخسارتان من المطارد له الذي أضاع هو الآخر فرصة اللحاق بالبطل نتيجة إهمال لاعبيه وتفريطهم في نقاطٍ سهلة إثر تعادلات متلاحقة من فرقٍ بعضها صارع على الهبوط، حيث لو فاز -وهوالأفضل- على نجران، الفيصلي، الاتحاد، الشباب، بالدور الأول لما احتاج إلى أي دعم، ولحقق حلماً راوده طويلاً وكان أقرب إليه من أي موسمٍ مضى وسلامتكم. (قذائف هادفة) تعاقدات الاتحاديين مع مدافع التعاون حمزة وثلاثي الاحساء البراهيم والناظري والبلادي، ما شاء الله جاءت قوية وفي وقتها، الغريب ان هؤلاء اللاعبين مقتنعون بالصفقات وهم يعلمون أن إدارة الاتحاد لا تملك من المال ما تسدد به رواتب المدربين واللاعبين لعدة أشهر مضت!! فائز السبيعي كان نجماً بالاتفاق واختفى بمجرد انتقاله للهلال فهل هو مستواه ما أخفاه أم الحظ الذي صاحب الفهدين الشمري والثنيان هو ما أخفى الجميع،؟! وما معنى بروز هؤلاء الحراس في أنديتهم واختفاؤهم بمجرد انتقالهم للهلال؟! مع الأسف ان تحقيق البطل السعودي يوسف مسرحي لذهبية 400م في بطولة جامايكا جاءت في خضم منافسات كرة القدم الدورية، فلم يحصل على حقه من الإشادة بسبب هذه الكرة التي تأخذ أكثر مما تعطي بعكس أم الألعاب التي يحقق فيها لاعب واحد للوطن ما يعجز عن تحقيقه آلاف الكرويين مع الأسف!! تسعة تعادلات للأهلي هي ما جعل الفريق لا يحقق البطولة رغم أنه حقق الرقم القياسي في عدم الخسارة في 41مباراة، ولكن هذا الرقم القياسي لا يشفع له أمام ذكريات التاريخ المستقبلي!!.