حسم حامل لقب (دوري عبداللطيف جميل) للموسم الماضي النصر صدارة الدور الأول من الدوري للموسم الثاني على التوالي، وبرقم قياسي جديد، إذ حصل على 34 نقطة، من 11 انتصارا وخسارة واحدة وتعادل وحيد، مقابل 33 نقطة في الموسم الماضي، وبعشر انتصارات وثلاث تعادلات . وختم النصر آخر مباريات الدوري الجاري بثلاثية نظيفة في مرمى منافسه الشباب، وضعته متصدرا لترتيب الدوري بكل جدارة واستحقاق، في انتظار انطلاقة الدور الثاني من الدوري عقب الفراغ من مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة آسيا، التي تنطلق الشهر المقبل على الملاعب الأسترالية. النصر هذا الموسم لم يختلف كثيرا عن نصر الموسم الفائت، حتى مع رحيل مدربه التاريخي الأرغوياني كارينيو، الذي قاده لثنائية الدوري والكأس، فظل النصر محافظا على صدارة الدوري على الرغم من السخط الجماهيري الذي صاحب حضور المدرب الأسباني كانيدا لقيادة النصر قبل بداية الموسم، وخسر معه كأس السوبر أمام الشباب في مستهل الدوري، ثم خاض مباريات الدوري من دون هوية فنية تميز الفريق، على الرغم من حصده النقاط حينها باجتهادات اللاعبين كما يرى الكثير من المتابعين، وهو ما دفع بإدارة النصر ومع أول فترات التوقف للدوري تزامنا مع انطلاقة بطولة الخليج الفارطة لقرار حاسم ومدروس، بإبعاد كانيدا والتعاقد الفوري مع الأورغوياني خورخي داسلفا الذي قاد النصر قبل أربعة مواسم نحو المركز الثالث في بطولة الدوري، وشهد النصر معه تألقا فنيا بفضل قراءة المدرب العميقة لخطط المنافسين، وتعامله المعنوي والفني مع نجوم الفريق، لتحفيزهم قبل كل مباراة، فعادت روح النصر معه في أولى المواجهات بعد التوقف أمام هجر برباعية نظيفة، إلا أن تعثرا بالتعادل السلبي أمام الفيصلي على ملعب النصر كان مفاجئا للمتابعين، رغم الطريقة الدفاعية المحكمة التي نجح من خلالها الفيصلي في خطف نقطة ثمينة من حامل اللقب، ورب ضارة نافعة فقد كانت هذه العثرة النصراوية طريقا لداسيلفا نحو رسم منهجية جديدة، وغربلة طريقته الفنية في المواجهة التالية أمام الند التقليدي الهلال، والتي لا تحتمل أنصاف الحلول، والفوز بنقاطها قد يكون ثمنا غاليا لبطولة ثانية للدوري بلون النصر، وهو ماتحقق للنصراويين أمام منافسهم التقليدي الهلال، وخطف داسلفا ولاعبوه نتيجة المباراة التي دفعت بالفريق منتشيا أمام منافسه الآخر الشباب ثالث الترتيب، ليضيف النصر ثلاث نقاط هامة واصل بها رحلة الحفاظ على اللقب في سيناريو مشابه لدوري العام الفائت، رغم التقارب النقاطي الكبير بينه وبين منافسيه الأهلي،الشباب،الهلال والاتحاد وقدرة أي طرف على المضي قدما لانتزاع اللقب الكبير، خصوصا وأن فترة التوقف المقبلة ستكون فرصة أخيرة لتصحيح الأخطاء وتعزيز الصفوف، تزامنا مع استهلال فترة الانتقالات الشتوية، التي تشهد عادة حركة واسعة في كل اتجاه للاستغناء عن بعض العناصر، واستقطاب عناصر أخرى، قبل استئناف رحلة الحصاد في استحقاقات الموسم المتبقية.