فرحنا، واستبشرنا خيراً، حينما أعلنت قيادة التحالف العربي أنها بادرت بهدنة لمدة خمسة أيام تبدأ يوم الثلاثاء (الماضي) وأن العمليات العسكرية سوف تتوقف (الساعة 2300) على أن يتوقف الحوثيون وحلفاؤهم عن ارتكاب أية اعتداءات. لكن فرحنا كان «مهموماً» مشوباً بالشكوك، لأن ثقتنا شديدة في قيادة التحالف وأنها «قول وفعل» لكن همنا وشكوكنا أن الهدنة لن تصمد نظراً للإجماع الشعبي السعودي الخليجي العربي على أن الحوثيين لن يلتزموا بالهدنة، وإذا أرادوا لن يستطيعوا، وأن الأعمال القتالية سوف تستأنف مجدداً. ملاحظة: أقصد بالحوثيين، الميليشيا وقادتها المرتبطين بالولاء لبرنامج التدمير الإيراني، وليس أي حوثيين آخرين أبرياء كراماً. لماذا لا يلتزم الحوثيون ولا يستطيعون..؟..!. لأن الحوثيين - تربية وتدريباً - موجهون ويتحكم فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني «آلياً» وعن بعد، ولا يملك الحوثيون استقلالية فكرية أو تراتبية وليس لديهم أية خيارات كي يقرروا ماذا يفعلون، وإنما تدربوا على أنهم يتلقون أوامر وتعليمات وينفذون بلا نقاش، وأيضاً لا يطيق الحوثيون الهدنة وأي مما يتعلق بمنطق «السلام». فمخيخاتهم مصممة و«مكيفة» ذهنياً، مثل «داعش» وأخواتها على ثقافة الحرب والفوضى والانتقام..! وصدق حدسنا وتوقعاتنا، إذ اعتدى الحوثيون - بعد الهدنة - على نجران واعتدوا، هم وحلفاؤهم، على مدن يمنية بعد الهدنة بساعات وفي اليوم التالي. وقد لا يقصد الحوثيون خرق الهدنة، لكنهم لا يتحملون السلام ولا يطيقونه، فهم لا شعورياً يطلقون القذائف والرصاص، ترويحاً عن «ضغط السلام»..! وهذه مسألة خطيرة جداً، فالمروجون الإيرانيون لثقافة الموت والحرب والانتقام والعدوان والكره، نجحوا في جعل الحوثيين «مدمنين» حروب ومشاكل. وأصلاً لا مهمة للحوثيين إلا هذه، ومن اختارهم الإيرانيون ولا يودونهم أن ينجزوا غيرها، خاصة أن الإيرانيين صمموا نسخاً أخرى، سحبوا منها «الموديل» الحوثي، في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، ويودون تعميم «الموديلات» على كل أنحاء العالم العربي. غير أن «عاصفة الحزم» المجيدة تصدت ل «المصممين» وأفسدت أعمالهم في اليمن، لهذا نجد الموديلات الأخرى، وبصورة صاخبة في لبنان، تتصايح وتصب جام غضبها على خادم الحرمين الشريفين وعلى «العاصفة» وعلى التحالف العربي. لهذا فإن على دول التحالف مسئولية أخرى بعد نهاية الحرب وعودة السلام إلى اليمن الشقيق والى اليمنيين، الكرام. هذه المسئولية تتطلب تصميم برنامج «مناصحة» مضاد لمعالجة الحوثيين، وتخليصهم من سموم الإدمان، وإعادتهم إلى الطبيعة البشرية العادية التي تكره الحرب وتنزع إلى السلام. وتر اليمن قامة التاريخ.. والشواهق الخضر.. والصابرون البواسل.. ورائحة القهوة.. والبطولة.. وإذ ما تنكر الحوثي المخاتل، لإيمانه وجاره ومهد الأرض.. يعض اليمانيون بنواجذهم يمين العهد.. والرجولة.