توقفت «عاصفة الحزم» التي بدأت قبل 27 يوماً لتعرية المعتدين وتقليم مخالبهم وأسنانهم العدوانية، وليكفوا عن اللعب بمستقبل اليمن، والعبث بسيادته وسلامه وأمان جيرانه. وكانت «العاصفة» بأثمانها الضخمة، من أجل اليمن ومن أجل المملكة ومن أجل كرامة الأمة العربية واستقلال الشعوب العربية. وبدأت عملية «إعادة الأمل»، من أجل إعطاء العقلاء فرصة للخروج باليمن من المأزق والمنحدر الخطير الذي هندسه تحالف الحوثي وعلي عبدالله صالح، وشبكات طهران الشيطانية المخربة التي تسعى بالفوضى والموت والدمار في العالم العربي. وحينما قررت المملكة والدول العربية وقف «عاصفة الحزم» كانت تود بكل وضوح إعطاء السلام فرصة للنجاح، بعد أن تلقى الحوثيون وصالح درساً بليغاً وثبت لهم أنهم أصغر من المهمات التي أوكلتها طهران لهم. وكان يمكن لكل الأطراف العاقلة في اليمن أن تغتنم الفرصة، وأن تبدأ عملياً في خطوات إعادة الثقة والسلام بين اليمنيين أنفسهم قبل دول الجوار، وأن تبدي نية صادقة في تنفيذ قرارات مجلس التعاون الخليجي وقرارات مجلس الأمن. فالمملكة ودول التحالف العربي لا تريد من اليمنيين سوى أن يجتمعوا سوياً وأن يبحثوا مستقبل بلادهم وسلامها واستقلالها، ولا يكونوا أدوات تنفيذية للأفكار الإيرانية الشريرة التي تود زرع الفوضى والحرب في اليمن وإلحاقه بالعراق وسوريا ولبنان، خاصة أن مسؤولاً إيرانياً أعلن ذلك صراحة بقوله: إن عاصمة عربية رابعة هي صنعاء أصبحت تابعة لطهران. إن عدوان الحوثيين، يوم أمس، وبعد إعلان وقف «عاصفة الحزم»، على اللواء اليمني قرب تعز، وعلى مواقع للمقاومة الشعبية قرب لحج، وفي مدينة عدن، يمثل رسالة خطيرة للتحالف العربي، لهذا اضطرت دول التحالف إلى إسكات مدافع الحوثيين، مما يعني أن الحوثيين الذين يشكون من شدة الضربات الجوية هم أنفسهم لا يودونها أن تتوقف، لأسباب لا يستطيع الحوثيون تقديم أي تفسير بشأنها، لأن تصرفاتهم مرتبطة بتعليمات طهران، وأساليبها المخادعة المعروفة والمألوفة في العراق وسوريا ولبنان، لن تختلف في اليمن. الآن لدى الحوثيين وأتباع صالح فرصة سانحة وثمينة، أن يعودوا إلى رشدهم وان يغتنموا البادرة التي قدمتها دول التحالف العربي ليجنحوا إلى السلام ويتخلوا عن الأفكار الشيطانية التي جعلتهم يدفعون أثماناً غالية، وإن استمروا فإنهم قد فرطوا في الفرصة الأخيرة، وسيدفعون أثماناً أغلى، وسيكونون أكثر الأخسرين أعمالاً، لأن المملكة ودول التحالف العربي مسلحة بدعم دولي وقرارات دولية وتفويض عربي وبطلب الشرعية السيادية في اليمن، ولا تود إلا الخير والسلام لليمن، فيما ميليشيات الحوثيين وصالح تحركها الاطماع والانتقامات وحب التدمير والفوضى وتتلقى تعليماتها من زعماء ميليشيات ظلاميين لا يودون لليمن خيرا ولا سلاماً.