يوم أمس استقبل خادم الحرمين الشريفين الوزراء الجدد الذين أدوا القسم أمامه -حفظه الله- في بداية خطة لتطوير الأداء الحكومي وتفعيل قدرات الدولة في سبيل خدمة البلاد ومواطنيها. وبدأ خادم الحرمين الشريفين الخطة التحديثية، فيما القوات المسلحة السعودية الباسلة تعمل -في مبادرة تاريخية- على تأمين حدود المملكة ومساعدة الشعب اليمني الشقيق على التخلّص من العدوان الحوثي الذي زرعته طهران مرضاً في قلب اليمن، وخطراً على حدود البلاد. وقدّم خادم الحرمين الشريفين وأشقاؤه القادة العرب، مبادرة أخرى تعبر عن حسن النوايا، وإعطاء المساعي الحميدة الفرصة لإعادة الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح إلى رشدهم، إذ أعلن وزير الخارجية عادل الجبير أن المملكة وشقيقاتها الدول العربية في «التحالف العربي» ضد العدوان الحوثي، تدرس إمكانية وقف الضربات الجوية؛ لإتاحة الفرصة لمنظمات الإغاثة في مساعدة الشعب اليمني، على ألا تستغلّ ميليشيات الحوثي وإيران هذه الهدنة لإعادة تموضع قواتها ومعاودة عدوانها على الشعب اليمني الشقيق وشرعية الدولة اليمنية. والهدنة المقترحة، ستكون اختباراً آخر للحوثيين وقوات صالح، لبيان مدى صدقهم وقدرتهم على الالتزام بوعودهم وتعهداتهم. الاختبار الأول؛ الذي فشل فيه الحوثيون وصالح في إبداء حسن النية تجاه الشعب اليمني والبلدان الإقليمية، تمثل في إعلان التحالف العربي إنهاء «عاصفة الحزم» في 21 من إبريل الماضي، وبدء عملية «إعادة الأمل» في خطوة لإعطاء الحوثيين وحليفهم الفرصة، للتراجع والجنوح إلى السلام. ولكن بعد ساعات من وقف عمليات «عاصفة الحزم» بدأت ميليشيات الحوثيين وصالح في هجمات مكثّفة على جبهات عديدة، ضد المقاومة الشعبية الوطنية المدافعة عن الشرعية، فعاودت قوات التحالف قصف التحركات العدوانية؛ لمنعها من الفتك باليمنيين وإلغاء وجود الدولة اليمنية. ويجب أن يتحلى الحوثيون وصالح بقدر من المسؤولية تجاه بلادهم، وأن يتمتعوا بالذكاء لإدراك أنهم يدفعون ثمن أخطائهم وعدوانهم على الشرعية اليمنية التي أُرسيت بتوافق يمنيّ عام، وبدعم من دول الجوار والدول العربية والأمم المتحدة، ويدفعون ثمن تبرعهم الاختياري أن يكونوا آلات مدمرة في مشروع إيران العدواني ضد الأمة العربية. وتقتضي الحكمة، أن يبدأ الحوثيون وعلي عبدالله، في التراجع عن أخطائهم المميتة المدمرة، وأن يجنحوا إلى السلام، ومد اليد إلى الأيدي السعودية الخليجية العربية التي تمتد لهم بالخير والأمن والسلام، وخطة تنمية مستقبلية لليمن الشقيق، بدلا من الاستمرار في أن يكونوا معاول إيرانية لا تفكر إلا في تدمير كل بناء في اليمن، وتحويله إلى وكر للدسائس والمؤامرات على اليمنيين وعلى دول الجوار والأمة العربية. وأبسط متطلبات الحكمة ومراجعة النفس، أن يدرك الحوثيون أنهم وقعوا في فخ إيراني خطير، يحولهم إلى قوى مدمرة لوطنهم، مثلما شكّلت طهران عدوانية حزب الله في لبنان والميليشيات الطائفية في العراق، ومثلما قلبت نظام بشار الأسد من نظام قومي عربي إلى نظام يعادي أهله ووطنه ويكفر بالقومية ويصبح خادماً مطيعاً وخانعاً للرغبات الإيرانية ، وكانت تود من الحوثيين أن يكونوا الأداة التي تنسف الأوضاع في اليمن وتحوله إلى ميدان حرب ودماء وفوضى.