في حفل افتتاح «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في الرياض أمس، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المثل الحي لولي الأمر المسلم الصالح الحريص على الخير مثلما هو حريص على كبح المعتدين وحماية الناس من شرورهم. وأعاد خادم الحرمين الشريفين، تأكيد رسالة المملكة إلى الأمتين العربية والإسلامية والعالم. قبل يومين بادرت المملكة إلى إرساء هدنة في اليمن الشقيق، وأوقفت العمليات القتالية، لهدفين، الأول هو إتاحة الفرصة لمنظمات الإغاثة لتوصيل مساعدات إلى الأشقاء اليمنيين الذين يرزحون تحت حكم ميلشيات الحوثيين الحربية العدوانية التي لا تهتم بحياة اليمنيين ولا تقيم وزناً لمعاناتهم ولا يهمها سوى تدمير اليمن وتحويله إلى وكر للمؤامرات والدسائس الإيرانية. وثاني أهداف المبادرة هو إعطاء الفرصة لزعماء الحوثيين وحلفائهم، ليعيدوا التفكير، ويتدبروا الدروس التي تلقوها، وأن ينتهوا من أعمالهم الشريرة التي تلحق الأذى والذل والخراب والتدمير باليمن وبالمجتمع اليمني، مثلما تمتد سيئاتها إلى دول الجوار. وقد بادرت القيادة الحكيمة لعل وعسى يعود الحوثيون وحلفاؤهم إلى العقل والرشد ومعرفة أن الطريق الذي يسلكونه لا يؤدي سوى إلى المهالك ونشر الفوضى في اليمن وفي ربوع جيرانه، ولا يؤدي إلى أي نصر أبداً. وأن المملكة ودول الخليج والدول العربية لهم بالمرصاد وبرهنت، بالأداء القتالي المتميز للقوات السعودية الخليجية العربية، على أنها قادرة على إبطال أعمال الفتن وأن قرار حماية السيادية اليمنية الخليجية العربية قرار شجاع ولا رجعة عنه. وقد دفعت المملكة أثماناً غالية في سبيل استقلال اليمن والحفاظ على سيادته ومنع الميليشيات من تحويله إلى ميدان حرب أهلية وانتقام، تحكمه الفوضى ومندوبو إيران الذين لا يحلون ببلد حتى يحيكوا فيه المؤامرات والدسائس ويشردوا أهله وسكانه ويزرعوا بينهم البغضاء والدم. وهذا هو خادم الحرمين الشريفين صاحب اليد التي امتدت لتنقذ اليمن من توغل ميلشيات إيران وحلفائها، يمد يده بالخير والسلام والمحبة والإغاثة للأشقاء في اليمن، في الوقت الذي لا هم لميلشيات الحوثيين ولا لحلفائهم سوى احتلال المدن اليمنية وتشريد أهلها وسفك الدماء وانتهاك الأعراض. وهنا يتضح الفرق الواسع بين اليد السعودية التي تمتد بالإغاثة والطعام ومنع المعتدين من ارتكاب جرائمهم، وبين يد الحوثية الإيرانية التي لا تمتد إلا لتحرق المدن اليمنية وتسفك دماء اليمنيين وتزرع بينهم الكراهية والحروب. وفي الوقت الذي يحرص الحوثيون وحلفاؤهم الإيرانيون وقوات علي عبدالله صالح على تأسيس مراكز متفجرات ودسائس وعدوان في اليمن الشقيق، يحرص خادم الحرمين الشريفين على تأسيس مركز إغاثي لمساعدة اليمنيين والمحتاجين ومده بالعون لحفظ حيواتهم وكرامتهم في منازلهم ومدنهم وقراهم. ويتذكر كل اليمنيين، بما فيهم الحوثيون وكوادر علي عبدالله صالح أن عشر سنين من الرعاية الإيرانية للحوثيين لم تعلمهم سوى تصنيع المتفجرات وبث الفوضى والفرقة بين اليمنيين، في الوقت الذي كانت المملكة طوال عشرات السنين تمد اليمنيين بالمساعدات التنموية والتعليمية والصحية والعمرانية والزراعية والطرق والنقل والترحيب بهم في المملكة للعمل والانفاق على أسرهم وأطفالهم. وهذا هو الفرق بين الخير والشر، وبين الخير الإخاء والعدوان.