استمرار الميلشيات الحوثية وقوات حليفها صالح بالعدوان على المواطنين اليمنيين والشرعية اليمنية، يمثل اتجاهاً متهوراً نحو الهاوية، إذ إن إعلان وقف عمليات عاصفة الحزم كان واضحاً ودقيقاً حين اشترط أن يكف الحوثيون وحليفهم عن العدوان على اليمنيين واحتلال المحافظات اليمنية، وأن يبدؤوا بالحوار السياسي وما يتطلبه من نزع الأسلحة من الميليشيات وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، ليكون ذلك مقدمة لعودة الاستقرار إلى اليمن، وأن يكف الحوثيون عن أحلامهم الطوباوية الخطيرة، بأن اليمن ستصبح محافظة إيرانية ومرتعاً للحرس الثوري الإيراني ودسائس طهران. الآن يجب أن يدرك الحوثيون أنهم وضعوا أنفسهم وبلادهم في مأزق خطير، خدمة للطموحات الإيرانية، وعليهم أن يعيدوا التفكير فيما كانوا يفعلونه طوال السنوات. إذ الظروف تغيرت الآن، ولن تسمح المملكة والدول العربية بعد اليوم أن يتحول اليمن إلى وكر للعصابات والميليشيات الإيرانية، لهذا قررت المملكة ودول الخليج والدول العربية تشكيل تحالف عربي والبدء بعمليات «عاصفة الحزم» لمداهمة المؤامرة في مهدها وتدمير قواها وأسلحتها. وكان يجب أن تمثل «عاصفة الحزم» رسالة قوية للحوثيين بأنهم يناطحون الجبال وأن المملكة لن تقبل بوجود جيوب إيرانية على حدودها، كما لا تقبل أن تعبث أذرعة إيران باليمن واستقلاله وسيادته وترهنه لدى الإرادة الأجنبية الإيرانية. وأطلقت المملكة ودول التحالف العربي عملية «إعادة الأمل» في رسالة أيضاً للحوثيين وميليشيات صالح، أن عليهم أن يغتنموا الفرصة ويراجعوا أنفسهم ويلقوا الأسلحة وينخرطوا في العمل السياسي، بدلاً من تخيل أنفسهم قوة عظمى قادرة على إخضاع اليمن والدول العربية. وكان يجب أن تقنع دروس عاصفة الحزم الحوثيين وحليفهم أنهم يقامرون بأنفسهم وببلادهم وأن مآل أعمالهم العدوانية الإفلاس والخسران، وهذا ما يفترض أن يفكر به كل ذي لب، لكن يبدو أن الحوثيين لا يملكون إرادة التفكير، إذ يرهنون عقولهم وأنفسهم لدى طهران التي تريدهم أن يكونوا عامل تفجير وكره في اليمن، كي يمكن لطهران أن تمارس فنون الفتنة التي تجيد إشعالها في كل البلدان العربية التي يبرز فيها النفوذ الإيراني وأذرع طهران وعملاؤها. وبدء عملية «إعادة الأمل» تبرهن على أن المملكة ودول التحالف العربي لا تود لليمن إلا مستقبلاً مستقراً وسيادة تامة والخروج من حروب الدم، وإرساء السلام، والبدء بالحوار السياسي والتمهيد لتشكيل حكومة في اليمن تبدأ بخططها الاقتصادية والتنموية والنهوض باليمن وتفعيل الطاقات اليمنية الخلاقة في سبيل تنمية اليمن والاتجاه به إلى مستقبل زاهر، بدلاً من تبديد هذه الطاقات في الحروب والفتن الإيرانية التي تأمل في تحويل اليمن إلى طوائف وميليشيات وتقسيمات تهدر المستقبل اليمني وتسمم علاقاته بمواطنيه وجيرانه. خاصة أن إيران ليست معنية بأي سلام أو خير أو تنمية في اليمن، بقدر ما تطمح إلى توظيف اليمن أرضاً وسماء وطاقات في سبيل نشرها شرورها ومؤامراتها. ومع الأسف وجدت طهران في الحوثيين ضالتها فحولتهم إلى أداة متفجرة في اليمن ومثيرين للشغب والفوضى والفتن، وهذا يشكل أكثر الأخطار على اليمن ويحولها من بلاد ودولة إلى محاصصات ميليشية وقبلية لا يحكم بينها سوى الدم.