انحازت المملكة والدول الخليجية والعربية المشاركة في التحالف العربي لردع المتمردين الحوثيين وأعوانهم إلى الرحمة والعطف الإنساني في تقديم مبادرة هدنة لمد العون والإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، على الرغم من أن وقف إطلاق النار في هذه الأيام بالذات يعطي فرصة للمعتدين المتمردين الحوثيين وحلفائهم لالتقاط الأنفاس وإعادة هيكلة قواتهم، وربما حصولهم على أسلحة ودعم من إيران بطرق التهريب والعصابات، وهذا أقل ما يمكن توقعه من ميلشيات تمارس المراوغة والخداع، وتضرب بعرض الحائط استقرار اليمن وسلامه، ورهنت نفسها لدى طهران. وثقافة الميلشيات الحوثية وسلوكية حلفائها تدل على أنهما لا يقيمان وزناً لأي تعهدات ولن يحترما الهدنة ما لم تفرض عليهم بقوة وحزم. وهذه المبادرة السعودية الخليجية العربية، تقدم مثلاً حياً على أن هدف المملكة والدول الخليجية والعربية هو إنقاذ اليمن من هذه الميلشيات التي كانت تنوي تحويل اليمن إلى ميدان للحرب الأهلية والفتن والفوضى، فقوات التحالف بادرت إلى إرساء هدنة إنسانية، على الرغم من أن بإمكانها أن تواصل القتال وتدمر ما تبقى من قوى البغي والعدوان الحوثية، وتتخلص منهم ومن شرورهم إلى الأبد، ولكنها جنحت إلى الهدنة من أجل إغاثة أشقائنا الأبرياء في اليمن، الذين لا يتورع الحوثيون عن المتاجرة والمقامرة بأرواحهم ولا يأبهون لاستقرار اليمن وسلامه في سبيل تحقيق طموحات طهران ونشر نار فتنها في الجزيرة العربية والخليج العربي. ونأمل أن يكون الحوثيون واتباع علي عبدالله، قد عادوا إلى رشدهم بعد أن تلقوا درساً بليغاً وقاسياً في المصير الذي ينتظر كل من يحاول العبث بأمن اليمن وأمن المملكة وأمن الدول الخليجية والعربية. وإذا كان الحوثيون وحلفاؤهم قد وعوا الدرس، فإنهم سوف يلتزمون بالهدنة ويهجرون الأفكار الشيطانية التي تلبستهم وزينت لهم يسر زرع الفتن في اليمن ورخص دماء اليمنيين وبساطة العبث بالأمن السعودي الخليجي العربي، ويقدمون على مبادرات جدية للعودة إلى الصف العربي ونبذ المؤامرات والفتن. أما إذا كان الحوثيون وحلفاؤهم، لم يستفيدوا من الدرس على مدى شهر ونصف الشهر، ولم يعوا الاثمان التي دفعوها والتي سوف يدفعونها في المستقبل، فإنهم سوف يواصلون عبثهم وستزين لهم شياطينهم وموجهوهم المخادعة والمراوغة ويسر انتهاك الهدنة، ثم يزعمون أن آخرين قد انتهكوها. وهذا جزء من ثقافتهم الحزبية والمصلحية ومخادعاتهم المستمرة التي لم تعد تنطلي على أحد، ولن تنطلي بأي حال من الأحوال على المملكة ودول التحالف العربي التي لم تلجأ إلى خيار القوة العسكرية، إلا بعدما عرفتهم وجربت خداعهم ومراوغاتهم لأشهر طويلة وسنين وأدركت نواياهم وخططهم المتآمرة على الأمن اليمني السعودي الخليجي العربي. والآن التحالف العربي بقيادة المملكة، ومن موقف قوي وصلب وصادق ومنتصر، يقدم مبادرة إنسانية. ونأمل أن تكون هذه فرصة ليعود الحوثيون واتباع صالح إلى رشدهم، ويعود اليمنيون الذين هجروهم إلى منازلهم وقراهم ومزارعهم، وأن يعود السلام إلى اليمن. وأن يبدأ اليمن عهداً جديداً متطلعاً إلى غد زاهر، بعيداً عن مآسي المؤامرات وفتن الشياطين الذين أدخلوا اليمن عنوة وقسراً في مخططات طهران وعبثها.