تدرك انها قاربت على الانتهاء من مشاكسة في حديثها اثناء مجالستها مع اقرانها، اعتادت على التغيير والتبديل في الالفاظ المجوفة ويتضح ذلك من جملها المتزاحمة، لا تكاد تنتهي من جملة الا وتعاود الاتصال بجملة جديدة اكثر عنفا، جعلت حيلها على كل كائن بشري يتقرب منها ليس كونها جميلة فحسب بل لها فن في سياقة كلماتها المبتذلة، تطوع كل العراقيل التي تتربص وتعترض سبيلها، طرقها تعددت وتنوعت، ومكرها كثير في مجمله، وما ان تلتصق بمداد على قرطاس حتى تتنافر وتتباعد في سطورها لدرجة ان من يقربها من اخواتها يأمل ان يفارقها ولا يقاربها، حروفها مبهمة، ولونها شاحب موشح بالسواد، يفوح منه رائحة نتنة وكأنها التصقت بروث، لغتها تارة تكون مفهومة ومرئية بالرغم من تغليفها وتارة غير مفهومة ومختفية لكنها حادة تترك جرحا غائرا لا تطببه الادواء، ولا ترتقه الرقع، ان هاجت اوجعت وخلفت ورائها طوفان يجتاح من يطاله بالخراب والدمار والموت، وان كانت وتيرتها راكدة ادخلت من يقارعها في الغيبة، والنميمة، والوشاية، وتقلب الامزجة، والتناحر، والتنافر، وزرع البغضاء، والعداوة وهيجان النفوس الى مالا تحب واوغرت صدور، وتجافت على اثرها الاخلاء، وتباغض منها الاحباء، وفرح معها الاعداء، اسوارها محكمة، وابوابها موصدة، حراسها من مارج من نار، باستينها زروع من جحيم، ومذاقها الحنظل، مكونة حروفها من رصاص ملتهب، ان مستها الايادي احترقت، لايستساغ لها طعم، ولا يؤنس لها جليس، تلسع ان اقتربت منها، وتؤذيك ان جاورتها، ليس لها قرين سوى من يماثلها في الخلق، جمعت حروفها بين قوسين تلك هي: (الكلمة السيئة).