قالت صحيفة أمريكية: إن قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة بدأت تهتز, ونقلت عن أحد الدبلوماسيين أن هناك انقسامات كبيرة داخل نظام الأسد، وأن "انهياراً عسكرياً يعصف بالنظام السوري .. ليس مستحيلاً". وأفاد ناشطون سوريون بأن طيران قوات الأسد المروحي شنّ غارات ببراميل متفجرة تحوي غاز الكلور في قرية الحواش في حماة, وارتكب النظام مجزرة بحق سكان قرية جوزف في جبل الزاوية بريف إدلب بعد إطلاق طائراته صواريخ فراغية على القرية تسببت في مقتل أكثر من 15 شخصاً وجرح العشرات, ومنعت قوات النظام السوري دخول القادمين من جسر الشغور الى اللاذقية. مؤشرات الانهيار وعزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمر إلى عدة مؤشرات، أهمها التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة شمالاً وجنوباً، الذي - برأي الصحيفة - يضع احتمالات عدة حول صلابة نظام الأسد الذي يبدو الآن في مأزق أكثر من أي وقت مضى خلال سنوات الصراع السوري. وكان آخر ما حققته المعارضة من تقدم سيطرتها على مدينة "جسر الشغور" الاستراتيجية في محافظة إدلب التي سبق أن انتقلت إلى قبضة المعارضة وجبهة النصرة قبل أسابيع قليلة. وكما حدث في مركز إدلب الشهر الماضي، تهاوت قوات النظام في "جسر الشغور" بعد أيام معدودات فقط من القتال، ما يؤشر أكثر إلى تنامي ضعف قوات النظام مقابل استعادة المعارضة لقوتها على الأرض. شك حول بقاء الأسد وتقول إيميلي هوكايم الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن التصورات حول بقاء الأسد ونظامه إلى أجل غير مسمى، باتت موضع شك. وأضافت هوكايم أن "الضغط المتزايد على قوات الأسد وموارده بات واضحاً للغاية، وحجم خسائره الآن كبير جدا، بحيث لم يعد بالإمكان إخفاؤها". وبعد السيطرة على إدلب، بدأت المعارضة الضغط جنوباً في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام في كل من حماة وحمص، وبات مقاتلو الفصائل المعارضة يهددون معقل عائلة الأسد على ساحل مدينة اللاذقية، في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة - الأكثر اعتدالاً - التقدم السريع جنوب البلاد، وتهديد سيطرة النظام على محافظة درعا الاستراتيجية، بينما تتقدم شمالا باتجاه دمشق. وترى الصحيفة الامريكية أن هذا التراجع لقوات النظام الذي بدأ مطلع العام الحالي بعد خسائره الكبيرة في معارك حلب، يكشف أنه حتى لو كان بإمكانه الإبقاء على سيطرته في دمشق، فإن فرص استعادته بقية مناطق سوريا تعد ضئيلة جداً. إلى جانب التساؤلات التي أثارها موت رجل النظام رستم غزالي في ظروف غامضة، بلغت الخلافات قلب عائلة الأسد، فابن خاله حافظ مخلوف طرد من رئاسة الأمن في دمشق وفر خارج سوريا. أما ابن عم الرئيس السوري منذر الأسد فوضع في السجن بعد اتهامه بالتخطيط لانقلاب، وفقاً لما أفادت به واشنطن بوست. انهيار متوقع من ناحية أخرى، تبدو إيران - التي يتكئ عليها الأسد والتي كثفت في الماضي من إيفاد المقاتلين والمال والسلاح كلما بدا الأسد متعثراً - في قعر أزمة اقتصادية خلفها استمرار العقوبات الدولية. وحسب السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد "لا يمكن استبعاد حدوث انهيار في النظام السوري، فالانشقاقات والنكسات المتتالية في ساحة المعركة، فضلا عن نقص القوات تشكل جميعها علامات ضعف" وأضاف فورد: "قد نكون الآن بصدد رؤية علامات بداية النهاية للنظام السوري". إعدامات داعش من جهته وثق المرصد السوري لحقوق الانسان إعدام تنظيم داعش 2154 شخصا بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، منذ إعلانه عن "خلافته" في 28 يونيو الماضي حتى فجر أمس الثلاثاء. وقال المرصد في بيان: إن التنظيم أعدم 123 شخصا خلال الفترة من 28 مارس الماضي حتى أمس، حيث أعدم التنظيم 88 مدنياً حرقا أو ذبحا في محافظاتدمشق وحماة وحلب والحسكة والرقة ودير الزور وحمص. منع دخول اللاذقية منعت قوات ميليشيا "الدفاع الوطني" المساندة لجيش نظام بشار الأسد المدنيين القادمين من جسر الشغور بريف إدلب من دخول مدينة اللاذقية وسط سوريا. وأفاد ناشطون في المدينة بوجود طوابير من السيارات تحمل مئات النازحين تقف على مداخل المدينة بدءاً من ساعات الليل حتى صباح أمس. وذكر أحد العائدين من اللاذقية أن عناصر قوات النظام يمنعون دخول القادمين من جسر الشغور بأمر من المحافظ, مشيراً إلى أنه يفضل البقاء في جسر الشغور على المعاملة التي تلقاها عند مدخل اللاذقية. فرار عسكر الأسد في سياق متصل، ألقت فصائل المعارضة القبض على عدد من جنود قوات النظام فروا من الحواجز العسكرية في جسر الشغور، إلا أنهم تاهوا ولم يستطيعوا الوصول إلى مناطق النظام بسبب عدم معرفتهم جغرافية المنطقة. ووقعت اشتباكات متقطعة بين الثوار وعناصر من قوات النظام فارين في الأحراش المتاخمة لجسر الشغور، وألقي القبض على العديد منهم وفق ما صرح به قيادي في حركة "أحرار الشام" فضل عدم ذكر اسمه. وأكد القيادي أنه خلال اليومين المقبلين ستجري فصائل المعارضة عمليات تمشيط في جسر الشغور بهدف تأمين المدينة والمساهمة في إعادة المدنيين إليها. مشيراً الى أنه طوال الفترة الماضية راهن النظام ومؤيدوه على قدرة الأسد على حمايتهم، إلا أنه مع نهاية الربع الاول من العام الحالي ثبت العكس، لا سيما مع خسارة النظام إدلب شمال سورية، وبصرى الحريري ومعبر نصيب جنوبها. قذيفتان بالجولان الى ذلك, أعلن مصدر أمني اسرائيلي أمس ان قذيفتي هاون أطلقتا من سوريا سقطتا على المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في هضبة الجولان دون وقوع إصابات أو أضرار. وقال المصدر لوكالة فرانس برس: "سقطت قذيفتا هاون في الجزء الشمالي من هضبة الجولان" مشيرا الى ان القذائف طائشة ومردها القتال في سوريا. من جهته، قال الجيش الاسرائيلي: إن "عدة انفجارات" وقعت في هضبة الجولان وان صفارات الانذار انطلقت في عدة مناطق. ويأتي سقوط القذيفتين بعد يومين من إعلان الجيش الاسرائيلي انه قتل أربعة مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات في الشطر المحتل من هضبة الجولان.