في تطور لافت، فرضته انتصارات الثوار من فصائل المعارضة السورية على الأرض، بدأ شبيحة نظام بشار الأسد وصفحاته المؤيدة على مواقع التواصل بالطلب من الجيش ورأس النظام الاتجاه إلى "الحل السلمي" وإيقاف العمليات العسكرية لإنقاذ معاقل النظام في الساحل السوري بعد اقتراب الثوار من اللاذقية والقرداحة معقل عائلة الأسد. وقالت بعض المواقع التابعة للشبيحة إنه "بعد اقتراب خطر الثوار من الساحل نطالب كل مسؤول عن العمليات العسكرية بالتوقف والذهاب للحل السلمي" مشيرة إلى أن الحل السلمي ينقذ اللاذقية". وكانت قوات الأسد قد بدأت في الانهيار عقب الضربات المتتالية لفصائل المعارضة في جنوب وشمال سورية، حيث تم تحرير مدن استراتيجية في درعا من بينها "بصرى الشام"، وكذلك مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكر القرميد خلال فترة قياسية. ووصف مراقبون هذه الضربات بأنها جعلت الثوار قريبين أكثر من أي وقت مضى من العاصمة دمشق من جهة الجنوب ومن معقل شبيحة النظام جهة الشمال، مشيرين إلى أن النتائج المترتبة على الأرض تمنع أي محاولة لنظام الأسد بتقسيم سورية خاصة في ظل إصرار الثوار على تحرير الساحل. وفيما أكد ناشطون في الساحل أن حالة من الهستيريا تجتاح الشبيحة بعد انتصارات الثوار الأخيرة بما فيها مدينة جسر الشغور، قالت تقارير أمس إن وزير دفاع النظام فهد جاسم الفريج ذهب إلى طهران، حيث التقى بنظيره الإيراني حسين دهقان ومسؤولين آخرين، للبحث عن دعم عسكري، لإنقاذ النظام من الانهيار. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن عناصر تنظيم داعش قتلوا 2154 شخصا على الأقل خارج ساحة المعركة في سورية منذ نهاية يونيو الماضي، عندما أعلن التنظيم سيطرته على مدينة الرقة. وقال المرصد إن معظم القتلى سوريون وإن عمليات القتل نفذت إما ذبحا أو رجما أو رميا بالرصاص في مواقف غير قتالية، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل من أجل مساعدة الشعب السوري. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن عدد القتلى يشمل مقاتلين ومدنيين إضافة إلى 126 من مقاتلي داعش حاولوا الهرب من التنظيم أو اتهموا بأنهم جواسيس، لافتا إلى أن الرقم لا يشمل عددا من الصحفيين الأجانب الذين أعدموا ذبحا والطيار الأردني الذي أحرقه التنظيم حيا ومن ثم فإن العدد أكبر على الأرجح، ومبينا أن عدد الأشخاص الذين يعتقد أن التنظيم أسرهم لا يزالون في عداد المفقودين. يذكر أن التنظيم نفذ واحدة من أسوأ المذابح ضد عشيرة الشعيطات التي كانت تقاتله في شرق سورية، وقال المرصد إن التنظيم قتل 930 على الأقل من أفراد العشيرة. من ناحية ثانية، أعلن مصدر أمني إسرائيلي أمس أن قذيفتي هاون أطلقتا من سورية سقطتا على المنطقة التي تحتلها إسرائيل في هضبة الجولان دون وقوع إصابات أو أضرار. ويأتي سقوط القذيفتين بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات في الشطر المحتل من هضبة الجولان، فيما وردت تقارير عن شن غارة جوية في منطقة القلمون على الحدود السورية -اللبنانية على بطاريات صواريخ، ونسبت إلى الجيش الإسرائيلي. إلى ذلك، أبلغ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الموفد الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية التي دعا إليها اعتبارا من الأسبوع المقبل مع أطراف النزاع السوري. وأكد الائتلاف في بيان، تمسكه بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت في لقاءات جنيف التي جرت في مطلع العام 2014، مؤكدا أن لا حل في سورية إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سورية .