حَلُمْتَ وطالَ البالُ حتى تجبّرا وأغريتهُ بالصّبرِ حتى تَنَمّرا فأَقبلَ مغروراً يُهدّدُ زاجراً وما كان قد أخفَى تُقاتَكَ أظهَرا ومن سوءِ ما يبدو رأى الحِلْمَ خشيةً فيا سوءَ ما ظَنّ المُغَرُّ وأَبْصَرَا تطاولَ حتى خَالَ كلّ طويلةٍ تخيّلَ أنّك عاجزٌ فتبخترا وشاخَ على جهّالِهِ بجهالةٍ وأفتى لهم في الموبقاتِ وكفّرا وأَلصَقَ بالإسلامِ بِدْعَاً ومُنْكَراً ودَنّسَ اياتٍ وشْرعاً مطهّرا وعاثَ فساداً في البلادِ وسافِكاً دماءً كماءِ الغيثِ أنقى وأطهَرا وزعزعَ أمناً واستباحَ مصونةً وخانَ وأربى فوق ما تتصورا رضِيْ أنّهُ أُلعوبةٌ في كفوفِهم فأعطوهُ مالاً وسلاحاً ومنبرا فكان كجنديٍّ ولا رأيَ عنده تُحَرِّكُهُ أيْدٍ وكانَ مُسَخّرا فلمّا تكلّمنا بصوتِ فَعَالِنا ردْدنا عليه الصوتَ أقوى وأَزْجَرا قذفتَ عليه الرّعبَ حتى تروّعا وقدتَ عليه الحربَ حتى تقهقرا وعادَ إلى جُحْرٍ ليطلبَ نجدةً فقالت له أمُّ الضباعِ تأخّرا فليسَ إلى ما آلَ أمرُكَ حيلةٌ أمامَ هُمَامٍ لا يُباحُ له ذَرَا سكتَّ فظنّوا أننا تاركونهم أَلَا إنَّ بعضَ الظنّ أحمقُ ما تَرَى يدسُّونَ كالنّمامِ ليلاً وخُفْيَةً وقد كان أسلوبُ الدّسيسةِ أحقرا فكشّرتَ عن أنيابِ ليثٍ مُدَجّجٍ يُبارزهم وسطَ النهارِ مُشَمِّرا عَصَفْتَ عليهم عاصفَ الحزمِ عازماً فطيّرتْهم أشلاءَ جسمٍ تَبَعْثَرا وقلتَ لكلِّ الفاعلينَ بصوتِهم لقد كان صوتُ الفعلِ أقوى وأكبرا أعدتَ إلينا هيبةً عربيةً تلاشتْ مع الأيامِ شكلاً ومَظْهَرا أعدتَ إلينا العزَّ والمجدَ والعُلى أعدتَ إلينا الشعرَ مغنىً ومَفْخَرا سَلِمتَ لنا سلمانُ يا تاجَ عِزّنا جبرتَ قلوباً كاد صبْرُها يُكْسَرا