على الرصيف المقابل لشركة نقل حافلات في الخبر والتي تنقل أفرادا وجماعات من مواطنين ومن جنسيات مختلفة إلى مملكة البحرين الشقيقة، عبر حافلات يتواجد مجموعة من الرجال غالبيتهم من المتقاعدين ويطلق عليهم لقب (الكدادة) يقومون بتوصيل الركاب الى مملكة البحرين ودول الخليج العربي بأسعار تعتبر معقولة، "اليوم" وللتعرف على هذه المهنة وأصحابها، اقتربت من مكان جلوسهم والذي يحتوي على تشكيلة متنوعة من الكراسي والتي تم تجميعها من أماكن مختلفة تم وضعها على الرصيف، حيث تتعالى ضحكات البعض منهم والبعض الآخر يستمتع بلعب حجر (الضومنة) ورصدت بالكلمة والصورة طبيعة عملهم وهمومهم ومشكلاتهم. وتحدث "ابو مبارك" قائلا: كثير من الناس بات يعرفنا ويعرف مكان تواجدنا فنحن نقوم بمساعدة الناس بجنسياتهم المختلفة، وكذلك المواطنون سواء عزاب أم عوائل، فيأتي الينا كثير من المسافرين من مناطق مختلفة لتوصيلهم الى مملكة البحرين للتوجه إلى الأسواق أو التنزه أو زيارة أقارب أو حتى للتوجه إلى مطار البحرين للسفر من هناك. موضحا أن سيارة الاجرة لا يمكن لها نقل المسافرين الى خارج المملكة ونحن "الكدادة" نقوم بهذا الدور بأسعار زهيدة. وأضاف: قبل نقل الركاب نتأكد من سلامة أوراقهم التي تسمح لهم بالسفر حتى يكون دخولنا للحدود بشكل نظامي، ونأخذ أجرة على الراكب ضمن مجموعة ركاب 100 ريال لتوصيله الى المنامة ومنفردا 200 ريال ذهاب فقط، والى المطار 250 ريالا لافتا إلى أن مهنتهم هذه تساعدهم على تحمل مصاعب الحياة فغالبيتهم متقاعدون ورواتبهم بالكاد تكفي لمتطلبات أسرهم. ونحن نتواجد في هذا المكان على مدار الساعة نتحمل أشعة الشمس في الصيف والامطار في الشتاء منوها إلى قيامهم بإنشاء مصلى متواضع ومكان للوضوء بجوار الرصيف ونأمل من المسؤولين توفير أماكن مخصصة تتوافر فيها الخدمات الضرورية. وقال "أبو فهد": إنه يعمل بهذه المهنة منذ 8 سنوات وأنه وزملاءه معروفون بمدينة الخبر ويتردد عليهم الكبير والصغير والعزاب والعوائل والمواطنون والاجانب للسفر. منوها إلى أنه يقطن بالإيجار ولدية 8 اولاد وديون واقساط سيارة وليس لديه سوى راتبه التقاعدي وعمله هذا. وبين أنه توجد مجموعة أخرى من «الكدادة» تقوم بتوصيل الركاب من على جسر الملك فهد بجزيرة المطاعم قبل منفذ الجوازات. وأشار إلى معاناتهم بصفة دورية مع نقاط التفتيش التي يضعها رجال المرور، حيث يتم منعهم من حمل الركاب لمخالفتهم النظام مستدركا ولكننا نحتاج لهذا العمل لمساعدة اسرنا. ومعاناتنا الاخرى والتي تواجهنا أحيانا هي إرجاعنا من قبل رجال الجوازات فهم يألفون اشكالنا بحكم ترددنا المستمر على منفذ الجسر. كما يوجد منافسون لنا من الاجانب في نقل المسافرين بشكل مستمر. واحيانا نجلس يومنا باكمله دون ان نجد من نوصله فنرجع الى بيوتنا. وان اغلب من يسافر معنا هم العمالة خاصة الفلبينية والهندية. من جانبه بين "أبو صالح" تردد كثير من الناس الى مكان عملهم، ونقوم بترتيب آلية دور نقل الركاب فيما بيننا في ورقة تعلق على جدار الرصيف الذي نجلس عليه. وقال: من القصص التي صادفتني خلال عملي قمت بنقل راكبين من إحدى الجنسيات وقبل الوصول الى الجمارك تم حجز السيارة وتفتيشها وأخذ الراكبين وتفتيشهما، وبعد التحقيق معهما اتضح ان واحدا منهما يحمل مخدرات في احشائه، فتم القبض عليه واخذ أوراقي وأوراق الراكب الآخر وبعد التحقيق تم صرفنا بكل احترام. وأشار إلى أن مكتب النقل السعودي لمملكة البحرين غير مناسب موقعه، فليس فيه مواقف تتسع لدخول الحافلات ويتم انزال الركاب وسط الشارع ولا توجد صالة لاستقبال المسافرين. من جانبه اوضح الناطق الاعلامي لجوازات المنطقة الشرقية العقيد معلا مرزوق العتيبي، أن الجهات الامنية تعمل كمنظومة متكاملة فإذا تم ضبط أي مخالفة للأنظمة تحال للجهة المختصة لتطبيق التعليمات بحق المخالف. في حين قال المتحدث الاعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان: ان نشاط نقل وترحيل الركاب له شروط وضوابط معتمدة من الوزارة، ويتطلب ذلك عمل مواقف للباصات وأماكن انتظار للمسافرين وفي حال عدم استيفاء الموقع للشروط يمكن للبلدية التأكد من ذلك وابلاغ الشرطة. «اليوم» بدورها حاولت الاتصال بالمتحدث الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية عدة مرات ولم يرد على اتصالاتنا. وكذلك تم ارسال استفسارنا لإدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية ووعدونا بالرد ولم يصلنا الرد حتى نشر الخبر. مصلى للكدادة وزبائنهم كدادة يجلسون على مقاعدهم بانتظار ركاب