قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس: إن على ايران احترام سيادة بغداد، كما رحب في الوقت نفسه بالمساعدة الايرانية في القتال ضد تنظيم داعش المتطرف. وقال العبادي أمام خبراء في السياسة الامريكية في معهد بواشنطن: "يجب ان يمر كل شيء من خلال الحكومة العراقية". وأضاف العبادي في اليوم الثالث من زيارته الولاياتالمتحدة التي تهدف الى حشد الدعم لحكومته في معركتها ضد المتطرفين "نرحب بدعم الحكومة الايرانية لنا". وتقول واشنطن: إن الضباط الايرانيين يقدمون النصائح والسلاح للميليشيات الشيعية المشاركة في عملية استعادة مدينة تكريت من ايدي تنظيم داعش في الاسابيع الاخيرة، إلا ان العبادي أكد ان "السيادة العراقية مهمة جدا". والتقى العبادي الثلاثاء بالرئيس الامريكي باراك أوباما، وقال: إنه يعتزم طلب امداد قواته ب "زيادة كبيرة" في الاسلحة الثقيلة للتصدي لتنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا. ونفى العبادي - خلال كلمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - انه جاء الى واشنطن حاملا معه قائمة من الاسلحة التي يطلب تزويد بلاده بها، وأضاف أنه تلقى تطمينات حول تسليمه عددا من طائرات إف-16 في الوقت المحدد. وأوضح العبادي ان لواءين عراقيين سيبدآن تدريبات لاستعادة محافظة الانبار من تنظيم داعش، ويحتاجان لأسلحة ثقيلة في القتال. عاصفة الحزم على صعيد آخر، هدد صباح كرحوت رئيس مجلس الأنبار أمس باللجوء الى الدول العربية لنقل عملية "عاصفة الحزم" العسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية ودول الخليج الى محافظة الأنبار التي تقاتل تنظيم داعش منذ أيام ما لم تستجب الحكومة العراقية للمطالب الرامية لتسليح رجال العشائر. وقال كرحوت لوكالة الانباء الالمانية : هناك مشاورات تجري بين الحكومة المحلية في المحافظة وعشائرها ومثقفيها تتضمن الطلب - وبشكل رسمي - من الدول العربية نقل عاصفة الحزم للمحافظة، بعد رفض الحكومة المركزية أمداد الأنبار بالسلاح والعتاد لوقف الهجمات "الارهابية" التي ينفذها داعش. وأضاف أن المحافظة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط ما لم يتم تدارك أوضاعها بشكل سريع عن طريق إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة ودعم القطعات (الوحدات) الأمنية وأبناء العشائر خاصة بعد سيطرة داعش على مناطق متفرقة شرق وشمالي الرمادي مركز محافظة الأنبار. وأكد أن داعش يتبع أسلوب العصابات المتطور فضلا على أسلوب الكر والفر نتيجة استخدامه أسلحة متطورة توازي أضعاف ما يمتلكه عناصر القوات الأمنية ومسلحي العشائر، وان دولا إقليمية تدعم تنظيم داعش بأسلحة متطورة لمقاتلة أبناء المحافظة. سيطرة داعش ميدانياً شن مقاتلو تنظيم داعش هجوما واسعا على مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، وتمكنوا من السيطرة على أجزاء منها بعد انسحاب القوات الحكومية، في حين تستمر المعارك بمصفاة بيجي بمحافظة صلاح الدين، ووجهت طائرات الجيش العراقي ضربات جوية ليلية موجعة لتجمعات "داعش" في منطقتي الصوفية وزنكورة في الأنبار، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من التنظيم، وتدمير عدد من السيارات، بالإضافة لمراكز قيادة واتصالات لهم، كما أن الغارات استهدفت طرق امداد داعش باتجاه الرمادي والأماكن التي توغلوا فيها شرق المدينة، ما أجبر المتطرفين على توقف تقدمهم صوب الرمادي التي وصلت إليها تعزيزات عسكرية من بغداد. وقالت مصادر إعلامية مقربة من التنظيم المتطرف: إن مقاتليه باتوا يسيطرون على معظم المناطق شمال شرقي الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب بغداد، والتي تعتبر أحد أهم معاقل الجيش العراقي وعناصر الصحوات المساندين له. وقد دعا صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي حكومة بغداد إلى إرسال تعزيزات من قوات الجيش والشرطة لإنقاذ محافظة الأنبار.ووفق وكالة أعماق المقربة من التنظيم، فقد تمكن مقاتلوه من شن هجوم مباغت على القوات العراقية وعناصر الصحوات، واستولى خلاله على ما يزيد على 80% من مساحة ناحية الصوفية وعلى عدة مناطق أبرزها البوغانم والبوسودة وشارع الأربعين. وتكمن أهمية المناطق، التي يسعى التنظيم لبسط نفوذه عليها في شمال وشرق الرمادي، في تمكينه من محاصرة مركز المدينة، والسيطرة على الطريق الدولي السريع المؤدي للفلوجة، إضافة إلى بسط النفوذ على أجزاء كبيرة من نهر الفرات وبحيرة الحبانية. ونقلت وكالة الأناضول - عن مصدر أمني بالمحافظة - أن تنظيم داعش أصبح يسيطر على منطقة البوغانم، وأجزاء كبيرة من منطقة السجارية المجاورة لها، ولم يتبق إلا منطقة الصوفية ويصبح التنظيم يسيطر على الجزء الشرقي لمدينة الرمادي بالكامل. انسحاب الحشد وقال العميد عزيز خلف الطرموز، المستشار الأمني لمحافظة الأنبار: إن التنظيم شن هجوما قويا وواسعا على منطقة البوغانم شرقي الرمادي، ما أدى إلى وقوع اشتباكات قوية مع القوات الأمنية والعشائر المساندة لها، قبل انسحابها.وقال مصدر في مجلس محافظة الأنبار - امتنع عن ذكر اسمه -: إن سيطرة التنظيم جاءت بعد انسحاب عناصر ما يعرف بميليشيات الحشد الشعبي، وإصرار الحكومة على عدم تسليح أبناء العشائر والصحوات. وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية بسقوط قتلى وجرحى من الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت تجمعا لهم في منطقة ذراع دجلة الكرمة بمحافظة الأنبار. من جهته، حمل طه عبدالغني، عضو مجلس محافظة الأنبار، التحالف الدولي المسؤولية عما حدث في الرمادي، وقال: إن التحالف كان يسيطر حتى صباح اليوم على سماء الرمادي، لكنه لم يقصف أي هدف لتنظيم داعش ما يثير كثيرا من التساؤلات، وفق رأيه. معارك الفلوجة وتزامنت المعارك -في الرمادي- مع معارك عنيفة أخرى بين الجيش والحشد الشعبي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في دائرة شمال شرقي الفلوجة غرب بغداد، والدجيل بمحافظة صلاح الدين شمال العاصمة. وفي محافظة صلاح الدين أيضا، ما زالت المعارك محتدمة في مصفاة بيجي التي قال تنظيم داعش إنه بات يسيطر على معظم أجزائها. ولم ترد معلومات جديدة عن تطورات المعارك في المصفى. الأكراد يطلبون اسلحة وفي اربيل، دعا أكراد العراق الحكومة الألمانية والتحالف الدولي إلى تزويدهم بمزيد من الأسلحة؛ لدعم حرب قوات البشمرجة على تنظيم داعش. وقال وزير البشمرجة مصطفى ساجد قدير في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: إن حكومة إقليم كردستان سلمت برلين قائمة بالأسلحة التي تحتاجها قوات البشمرجة. وأشار الوزير إلى أن صواريخ ميلان المضادة للدروع ساعدت البشمرجة كثيرا في حربهم على تنظيم داعش، مضيفا: "وكلما حصلنا على المزيد من هذه الأسلحة كلما كان ذلك أفضل". كما رأى قدير أن تنظيم داعش تنظيم كوني، وقال: "هذه حرب مشتركة بيننا جميعا، ستستمر وقتا طويلا".