أدرك جيداً أننا في زمن اختلفت فيه المفاهيم والقيم؛ وتبدلت القناعات وانقلبت رأساً على عقب؛ فأصبحت فيه المثالية " مثلبا" والإنحراف " مثالا" ؛وأصبح الجاهل " علما" وسليط اللسان " قدوة" والخارج عن النص " أستاذا ومدرسة" ولكن ذلك كله ليس مدعاة بأن نغمض أعيننا ونكف أقلامنا وألسنتنا عما يحدث حاليا في إعلامنا الرياضي من طرح أساء لنا كثيرا، وجعل صورة الإعلاميين مهزوزة أمام الأوساط الأخرى، بل لن أبالغ إن قلت، إن الإعلام الرياضي بات مصدر تهكم وسخرية الكثيرين في مشهد مقزز ومؤسف للغاية. وزير الإعلام الجديد عليه مسئولية كبيرة في وقف تشويه صورة الإعلام الرياضي من خلال الضرب بيد من حديد لكل المتجاوزين والمتسلقين والذين قفزوا إلى الإعلام عبر" البراشوت" ودخلوا من أبوابه الخلفية دون سابق إنذار، وعليه أكثر من أي وقت مضى أن يشرع فعليا في سن قوانين صارمة تكفل لهذا الوسط الجميل حريته ونقاءه. في العام الماضي تحديدا وعبر هذه المساحة ناشدت وزير الإعلام السابق، وأجزم أن غيري الكثير ممن طلبوا وقف هذه المهازل، ولكن للأسف، لم يكن هناك ردة فعل تذكر، واستمر الوضع على ما هو عليه حاليا، إن لم يكن أسوأ منه. اليوم، ونحن نعيش في عهد العزم والحزم، لا بأس من إعادة الكرة من جديد، وتذكير وزير الإعلام الحالي وهو أحد أبناء صاحبة الجلالة، ومن أبرز روادها ؛ في أن السيل قد بلغ الزبى وأن التعصب قد بلغ ذروته ووصلنا لمرحلة من الإسفاف لا يمكن قبولها تحت أي ظرف أو ذريعة. يا معالي الوزير الكرة الآن في ملعبك، ومن السهولة بمكان معالجة الوضع والارتقاء به إلى الأفضل بعد أن يتم وضع اليد الحازمة والجازمة على مكمن الخلل، فالكل قد سئم ومل مما هو حاصل هذه الأيام، وقد يتطور الأمر مستقبلا ويستفحل إلى ما لا يحمد عقباه. ألفاظ شوارعية على طريقة بيت ابن الذيب الشهير "أص ولا أسمع نفس" وكلمات سوقية تصل إلى ما لا يمكنني أن أسوقه عبر هذه المقالة إكراما وإجلالا للقارئ الكريم، يقابلها مشاهد أخرى مماثلة من الإسفاف والتعصب على شاشات التلفزة وأعمدة الصحف الرياضية وملاحقها، أضعها بالكامل على طاولة معالي الوزير من جديد ،علّ وعسى أن تتعدل الأوضاع، ويغير الله من حال إلى حال . قذائف شمالية ذهب ثاني أسوأ مدرب في تاريخ الهلال فتغير حال الزعيم، وبدأ يعود إلى تقديم نفسه بصورة مميزة تذكرنا بهلال الجابر وجريتس. هزيمة الراقي أمام بنو قادس لا يمكن أن تمحو الصورة المميزة التي ظهر هذا الموسم وفي الوقت ذاته لا يمكن لنا أن نصادر روعة القادسية وجدارتها بالفوز. النهضة هذا الموسم، قدم عملا كبيرا ومميزا للغاية، وفي حال عدم صعوده، لا قدر الله، على النهضاويين أن يفتخروا بفريقهم ويرفعوا له القبعة احتراما وإكبارا. قبل الطباعة أكتب المقالة، وأنا خارج للتو من تلفزيون الدمام، وقد شدني كثيرا العمل الكبير والمتابعة والحس المهني لمدير محطة تلفزيون الدمام الأستاذ المخضرم سعيد اليامي، والذي ذلل الصعاب وكسب الإعجاب، فله منا وافر الشكر والثناء. وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم، ولكم تحياتي.