سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القنوات الرياضية بحاجة إلى مشرط الهزاع.. والسلمي أنموذج يستحق الثقة لتحقيق النجاح المطلوب منافسة القنوات الأخرى تهدد فقدان الميزة الوحيدة لديها.. و"الاحترافية" طريقها للتخلص من المجاملات
استبشر الاعلاميون والرياضيون تحديدا بتعيين الأستاذ عبدالرحمن الهزاع رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون ومصدر هذا الاستبشار ان الرجل "ابن الاعلام" والحريص على لغة اعلامية راقية فضلا عن تجربته الثرية والتأهيل العالي لديه وقراءته الجيدة لواقع الاعلام ودوره في التطوير وتجديد الافكار والوقوف على الحقائق وتثقيف المجتمع وتجسيد المفهوم الحقيقي لمسمى "السلطة الرابعة" التي يناط بها ابراز الايجابيات ومباشرة الخلل بالنقد والتوجيه، والاعلام الرياضي في مختلف وسائله جزء من هذا الاعلام بمسمياته العامة، وقد اصبح في الاعوام العشرة الأخيرة قنوات رياضية سعودية احتفل الكثير بولادتها ورأوا فيها نافذة جديدة لمعانقة واقع اعلامي يتسم بالمهنية والشفافية والحياد، وعلى الرغم من تعدد برامجها ومباشرتها في نقل بعض مباريات الدوري السعودي والانتظار ثم شراء الحقوق كاملة بقرار من المقام السامي الا ان هذه القنوات لم تحقق المأمول من حيث الاحترافية والاعداد والاخراج والتعليق والاندفاع خلف ارضاء الجميع الذين ابدى اغلبهم تحفظا على نوعية ما يبث والضيوف وآلية اختيار النقل وحتى اعادة بعض البرامج ومنها المباريات، وهذه القنوات من واقع متابعة منذ انطلاقتها تحتاج الى مشرط الاعلامي الكبير والمسوؤل الذي يرى فيه الجميع القدرة على النهوض بها عبدالرحمن الهزاع الذي سيكون بعد قرار القيادة مسؤولًا مسؤولية كاملة عن تطوير الاذاعة والتلفزة والسعي نحو السير على الخط المستقيم، وحتماً سيجد الرجل امامه تراكمات من الاخطاء الادارية والفنية ولن يتمكن بمفرده من علاجها الا ان يتعاون معه الجميع مع اختيار الشخص المؤهل لأي مهمة. «قناة الوطن» عانت من ضعف الإعداد والإخراج والتعليق.. والاستمرار بالآلية الحالية سيبعدها عن مجاراة الركب! ولو اردنا ان نتطفل ونقدم له بعض الافكار فحتما ستكون البداية بايجاد إدارة متمكنة للقنوات السعودية حتى تستعيد ثقة الجماهير الرياضية من جديد، فبإدارتها الحالية التي عبرت عنها جل برامجها المتواضعة لم تقدم المأمول، ولولا حصرية نقل الدوري لما انصرفت الانظار لها لاسباب كثيرة بعضها ربما يعرفها الهزاع والبعض الآخر ربما يسمع عنه قبل ان يقف عليه، وحتما ان الكثير يتمنون ان يتولى موهبة وقدرة اعلامية ورجل مهني مثل الزميل رجاء الله السلمي إدارة هذه القنوات لعوامل كثيرة ومقنعة اولها انك قد تحتار فيمن يشجع من الأندية ولكنك لا تحتار في أن تمنحه وسام الاحترام والمهنية والثقة والقدرة بعد توفيق الله على أحداث نقلة هائلة، اولًا لأنه اعلامي متمكن ورياضي معروف وثانيا لأنه كان معلقاً مميزا وثالثاً لأنه عاش في بيئة الرياضة ويدرك ماذا يريد المتابع والدليل برنامجه "المنصة" الذي حقق نجاحاً باهراً والسبب وجود مثل هذا الاعلامي الراقي في فكره وطرحه للأسئلة والحرص على الابتعاد عن الاسفاف، وتجنب سرقة أوقات المشاهدين بالملاسنات بين الضيوف والخروج عن النص لذلك فهو مؤهل وبدرجة عالية لقيادة القنوات الرياضية والخروج بها من الأطر التقليدية إلى فضاءات تمكنها من الالتحاق بالركب وارضاء الجميع، ولا ننسى أن السلمي يحظى بقبول واجماع من الأغلبية على تميزه وعدم الصدامات مع الأندية والإعلام والجماهير بسبب الكاريزما الخاصة التي تميزه عن بقية الإعلاميين، فهو ان سأل أجاد وان تحدث اقنع وان أدار الحوارات والمناظرات ابدع وبالتالي تقديم وجبة إعلامية غنية بالفكر ومشبعة بنكهة المهنية، وليس إعلامياً مصنوعاً بالواسطة ومدعوما بصلة القرابة وضيفاً حكمت دعوته الظروف والميول، إنما لأنه صنع نفسه وأوجد له مكانة لأنه إعلامي بالفطرة، يعرف ما هو هدفه وما القضايا التي يجب ان تناقش، لا يقدم فكراً سطحياً ولم يهبط على المهنة بالبراشوت إنما فرض نفسه باللغة الراقية والثقافة العالية والحضور المبهر والقبول والدخول إلى قلوب المشاهدين من دون تأشيرة ومحاولة فرض. ماذا اعُدّ للإعداد اما عن الاعداد بالقنوات الرياضية فهو ليس على ما يرام ويغلب عليه الاجتهادات تارة والمجاملات تارة اخرى، وقيل قبل فترة ان المعدفي القنوات هو المعد في القنوات الاخرى، لذلك تأتي البرامج متشابهة في كل شيء، ومن الممكن ان تستضيف القنوات أي شخص المهم ان يملأ وقت البرامج بعيداً عن الموضوعية ومضمون الحلقة والحوار ونوعية الأسئلة التي يفترض ان تحظى باجابة المتخصصين، فهذا فضاء يجب ان يقدم رؤية واعية لمن هم في الداخل والخارج وليس وسيلة لتصدير الصراخ وتسطيح الفكر، وباستثناء برنامج المنصة تشعر ان البرامج على الرغم من اختلاف مسمياتها وإعدادها وصل الحال بها إلى التقليدية وملء الفراغ وانها نسخة كربونية من بعضها، وهناك ست قنوات تبث طوال اليوم من دون أن تتم الاستفادة منها بشغلها بإعادة المباريات وفق جدولة واحترافية ومتابعة دقيقة يفترض ان تكون طوال الشهر مع مراعاة الاحداث المباشرة وترك الاولوية لها، أما ان تتم إعادة المباريات بانتقائية ووفق المزاج والميول وتتكرر عشرات المرات وتهمش فرق اخرى فهذا يكشف أن هناك خللاً يؤكد ان للميول دوراً في الانتقاء أو أن هناك عدم القدرة على تحديد الأهداف وصعوبة الالمام بماذا يريد المشاهد؟ وفي كل الاحوال فالمصيبة اعظم. وما يقال عن الاعداد ينطبق على الاخراج الذي هو الآخر يعاني من السوء وأحياناً تغييب أحداث وبعض اللقطات التي يفترض التركيز عليها كالحضور الجماهيري وما يحدث خلف الكواليس من اشياء يجب ان تصطادها الكاميرا، وكثيرا ما تم تغييب صورة الجماهير وصوتها وهي التي يعتبر وجودها من اهم جماليات كرة القدم، فبعض المخرجين نجده يركز على أماكن فارغة وكأن الجماهير لم تحضر، وهذا أيضاً يعكس أحد أمرين إما ان المخرج يفتقد للتحضير الجيد والتأهيل المطلوب أو انه يتعمد هذا الشيء لأنه لا يشجع هذا الفريق أو ذاك وهذا يعني انه يوظف الكاميرا لصالح ميوله وفي كل الأحوال المتضرر المشاهد والقناة التي ستفقد مقومات النجاح إذا غاب التخصص وحضرت المجاملات وأبعد أو ابتعد عنها المؤهلين، تابعوا الاخرج والتصوير في الدوري القطري وكيف انه يشعرك وكأنك تتابع احد المباريات في اسبانيا او ايطاليا او انكلترا نتيجة توفر عناصر المتعة. معلق لايعرف أسماء اللاعبين.. وآخر يصف نشيد أحد الأندية ب«الحداد» فما الذي أجبرها على ذلك؟ تعليق المشاهد بالمعلومات الخاطئة ووصولا الى لتعليق الرياضي فهذا يحتاج الى شرح حتى يمكن كشف المتابعة من بعض المعلقين والسبب المجاملات التي فرضت أسماء وأبعدت أخرى وعلى الرغم من التذمر والتضجر والانتقاءات الحادة تجاه التعليق إلا ان مسؤولي القنوات لم يحركوا ساكناً حتى ظننا ان المباريات المهمة ماركة مسجلة باسماء بعض المعلقين الذين لا نطالب بإبعادهم نهائياً ولكن على الأقل اتاحة الفرصة للجميع خصوصاً السعوديين، فضلا عن الكوارث التي يقع بها من شملتهم المجاملات، والمصيبة ان من يتخصص في التعليق على المباريات الكبيرة لا يقدم معلومة صحيحة ولا صوتاً مقنعاً ولاتحضيراً جيداً ولا قبولاً في الأساس من الجميع، حتى ان بعضهم ينطق اسماء اللاعبين خطأ وكأنه لا يعيش أحداث الدوري السعودي او انه يعلق (من خارج الحدود)، من دون ان لايطالع الصحف ويعرف ماذا يدور، وما كارثة وقوف لاعبي الأهلي حداداً على وفاة الأمير تركي بن سلطان بينما كان الأمر يتعلق بعزف نشيد النادي إلا أحد مهازل التعليق الرياضي في القنوات السعودية الذي وصل إلى مرحلة متدنية في كل شيء لذلك على الإعلامي المتمرس الهزاع ان يلتفت لهذه النقطة وأن يكون هناك لجنة متخصصة داخل القنوات ولا مانع من الاستعانة ببعض الأسماء التي أثرت التعليق الرياضي وابتعدت لاستشارتهم والاسهام في إعادة هيبة التعليق إما تركه يمر بحالة عدم اتزان وحصر كعكة المباريات المهمة على اسماء وبمجاملة مكشوفة فهذا فيه تقزيم للتعليق السعودي وتطفيش وقتل ولا نظن أن الإعلامي الكبير يقبل بهذا الشيء. رجاء الله السلمي الكل سواء استضافة كل من هب ودب لا تضر المشاهدين من خلال تقديم فكراً ملوثاً بالتعصب ومشوهاً بالمجاملات وممزوجاً بالانتهازية ورفع الصوت واللعب على وتر خدمة الميول إنما من خلال انتقاء الاسماء التي تحظى بالقبول من خلال آرائها وموهبة الاقناع بايصال الفكرة وتوضيح الصورة وتبسيط الأمور خصوصاً في تحليل المباريات واثراء ثقافة المتلقي بتشخيص حال الفريقين قبل واثناء اللعب وبعده، وهناك اسماء جديرة وتستحق الاحترام على التزامها بالجانب الفني وتقديم صورة جميلة عن التحليل الرياضي ومن هؤلاء خليل الزياني و يوسف خميس وعبدالعزيز الخالد وصالح الحمادي وهؤلاء نماذج يجب ان تحرص القناة على الاتيان بهم ومنهم بقيمتهم أما أن يكون الأمر بنظام المحاصصة بحيث يحلل الهلالي مباريات الهلال والنصراوي لقاءات النصر والاتحادي مواجهات الاتحاد وهكذا لدى الفرق الأخرى فهذا تكريس للتعصب، وما هو المانع ان يحلل الأفضل والأكفأ جميع المباريات إذا لم تقم في وقت واحد ونظن انه لن يعترض أحد، ولكن الاعتراض على تلك النوعية التي تقدم آراء تقليدية خالية من المضمون ومليئة بالتناقضات الأمر الذي جعل الاستوديوهات التحليلية بلا قيمة ويضعف من مشاهدي القناة. ختاما هناك قنوات منافسة يهمها ان تكسب حقوق نقل الدوري السعودي خلال الفترة المقبلة ويهمها أيضاً ان تنتقي الكوادر الأفضل والأبرز لنقل هذا الحدث المهم وهذا لن يتحقق إلا بالمال والمهنية والحياد والشفافية، والكل يعرف ان فوز القنوات السعودية بنقل الدوري السعودي كان بأمر من المقام السامي تشجيعاً للناقل الوطني وفترة العقد ستنتهي خلال فترة قريبة، وما لم يكن هناك اعادة لترتيب الاوراق وغربلة تشمل كل شيء واحترافية في التفكير والاداء وانتقاء لادارة القنوات من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فضلاً عن ايجاد التجهيزات المطلوبة وتقديم المكافآت والرواتب المغرية للمميزين من المعلقين والمحللين والمقدمين والمعدين والمخرجين والمراسلين الميدانيين، والابتعاد عن الطريقة الاحادية التي تدار بها القنوات فالمهمة ستكون صعبة، بل ستفقد اهم ميزة لديها وسيتسرب الاسماء المؤهلة لديها الى المنافسين بحثا عن فرص افضل واجواء كروية اكثر صخبا، ومن يريد الحصول على حقوق نقل الدوري السعودي لابد ان يجابه المنافسين بالمتطلبات التي تتيح له الفوز، لذلك على الرجل الامين والخبير عبدالرحمن الهزاع مسؤولية كبيرة ومهمة ليست بالسهلة يضاعفها تعليق الآمال العريضة عليه لأن الكثير من الرياضيين يرى انه قادر بعد توفيق الله على احداث نقلة تطويرية في القنوات الرياضية من خلال قيادته لهيئة الاذاعة والتلفزيون".