يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- للمرأة السعودية المتميزة اليوم، التي تهدف إلى الارتقاء بمكانة المرأة السعودية والتأكيد على دورها الكبير في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، وتمكينها ضمن المبادئ العامة والضوابط التي تؤمن بها المملكة. وجاءت الجائزة انطلاقا من حرص الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وموافقته الكريمة على فكرة إطلاق جائزة متخصصة للمرأة السعودية، بناء على اقتراح الأميرة جواهر بنت نايف، رئيس هيئة الجائزة، حيث قالت: إن هدف الجائزة هو تتويج السيدات السعوديات صاحبات الإنجازات البارزة على مستوى الوطن، وإبراز الجوانب المشرقة لهن، حيث حظيت الجائزة كما هي جميع مبادرات الصندوق بدعم ومتابعة رئيس مجلس إدارة الصندوق ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. آخر مواقف الراحل وتعد الجائزة آخر ما وافق عليه الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، الذي كان قد أبدى موافقته «خطيا» على دعم الجائزة والمؤتمر المصاحب لها، وإعلان إطلاق «جائزة المرأة السعودية» المتميزة، قبل ساعات قليلة من إعلان الخبر الفاجع بوفاة ولي العهد السعودي وزير الداخلية، لتكون بذلك آخر الأعمال المقررة لدى الراحل، الذي لم تمنعه أعباء المرض من دعم المرأة السعودية في لحظات حياته الأخيرة. وبين القائمون على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- للمرأة السعودية المتميزة أن إجمالي آليات التقييم التي وضعتها اللجنة المشرفة على الجائزة تأتي بالاعتماد على إجراء البحث والتقصي في مصادر المعلومات الرسمية والعلمية من خلال الشخصيات الكبيرة والهامة في الدولة ذات العلاقة، بهدف تجميع المعلومات من مصادر "موثقة". وقال الأمين العام لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة التابع لمؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية حسن الجاسر: إن المرحلة الأولى من الجائزة بدأت في جمع المعلومات عن الرياديات في المملكة، حيث تمكن فريق العمل من جمع أسماء ومعلومات عن أكثر من 100 شخصية ريادية سعودية لهن إسهامات وطنية متميزة. وأضاف: تم الرجوع خلال عملية البحث إلى عدة مصادر، منها دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومواقع الإنترنت الرسمية للجهات الحكومية الرسمية، وبعض الشخصيات والمؤرخين. وعمل فريق الجائزة في المرحلة الثانية على التحقق من المعلومات وفحص البيانات والتأكد من أنها تتفق وتحقق أهداف الجائزة وفئاتها وتنطبق عليها شروط الترشيح في الجائزة. وأشار الجاسر إلى أن التقييم المكتبي يأتي فيما يخص المرحلة الثالثة التي أتت لدراسة المعلومات المتوفرة عن المرشحات وتقييمها بواسطة فريق التقييم الذي يقوم بتطبيق معايير التقييم وتحديد الدرجات التي تستحقها، وتم ذلك من خلال فريقي عمل منفصلين ومحايدين، بعد ذلك جاء التقييم النهائي حيث قدم الفريق المتابع نتاج التقييم وتحديد الدرجات النهائية وقد أعطيت الأفضلية لأصحاب الأسبقية التاريخية. وأفاد بأن الحفل سيكون ملتقى يضم أبرز الشخصيات القيادية المجتمعية، ويقدم نماذج نسائية سعودية مشرفة في 6 مجالات من بينها المجال الاقتصادي، الاجتماعي، الإعلامي، الطبي، الهندسي، وغيرها من المجالات التي حققت فيها إنجازات تعكس مدى قدرة المرأة على العطاء والمشاركة في عملية التنمية المجتمعية. عدالة ونزاهة من جهتها، ذكرت هناء الزهير نائب الأمين العام للصندوق أن مراحل جمع المعلومات والعودة إلى مصادر المعلومات أتت حرصاً على عدالة ونزاهة الجائزة من خلال تقديم ما لدينا من معلومات وبيانات واضحة وموثقة، وقالت: "يأتي التوثيق في رأس أولوياتنا، فالأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وافق على معايير وشروط وآليات التقييم للجائزة قبل وفاته، وأكد في كلمة قالها حول الجائزة أن الهدف هو التأكيد على دور المرأة ودعمها وتحفيزها لبناء وطنها". وبينت الزهير أن تحديد موعد إطلاق الجائزة جاء بعد اجتماع من قبل أعضاء مجلس إدارة الصندوق، وهو الجهة التي تشرف على الجائزة، لافتةً إلى أن الملتقى يأتي لإبراز النتاج الفكري والثقافي الذي حققته المرأة السعودية ومدى مساهمتها في العديد من المجالات ليستعرض رواية قصص النجاح والتعريف بدور وجهود المرأة السعودية عالميا ومحليا. يُذكر أن حفل الجائزة سيكون عبارة عن ملتقى يضم أبرز الشخصيات القيادية المجتمعية، وسيتم تقديم نماذج نسائية سعودية مشرفة في ستة مجالات، حققت المواطنات بها إنجازات تعكس مدى قدرتهن على العطاء والمشاركة في عملية التنمية المجتمعية، وتحمل الجائزة اسم رجل الأمن الأول، الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، التي تأتي لدعم الأعمال المتميزة وتفعيل المبادرات التي تقوم بها المرأة من أجل مجتمعها. اهتمام مبكر بالمرأة وللأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز العديد من التصريحات الصحافية التي أبدى فيها اهتمامه بالمرأة السعودية، وكانت له مواقف وأفعال خالدة، ومن تلك التصريحات الشهيرة ما قاله في إحدى المناسبات الاقتصادية في عام 2009، حيث قال: "المرأة مواطنة مثلما الرجل مواطن، ولكن كل ميسر لما خلق له، وأعتقد -ولا نختلف أبدا- أن المرأة تؤدي الكثير للمجتمع.. أكثر مما يؤدي الرجل، وتعاني أشياء كثيرة فيما خلقها الله له، وتتحمل ما لا يتحمله الرجل، من تربية وما قبل التربية، وهو الشيء الذي لا تتساوى هي والرجل فيه". وأضاف: «بشكل عام، المرأة عزيزة علينا دينا ومواطنة، فهي الأم وهي الأخت وهي البنت وهي الزوجة، وليس أكرم لدى الإنسان من هؤلاء النساء، وليس هناك أكرم من الأم ولا أعز منها، فالجنة تحت أقدام الأمهات، وهذا قول معروف لرسول الله (عليه الصلاة والسلام).. وكرامة الزوجة وكرامة الأخت وكرامة البنت فوق الرؤوس، وأنا واثق بشكل قاطع أن كل الرجال في المملكة، بكل مناطق المملكة ومدنها وقراها، يضحون بأنفسهم وبدمائهم في سبيل كرامة المرأة والحفاظ على كل ما تحتاجه». وفي ذات العام، وفي تشريفه أحد اللقاءات التي نظمتها جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض، تحدث خلاله عن المرأة، وخاطب منسوبات الجامعة بقوله: «نحن نقدرها ونحترمها ونحافظ على كرامتها حتى لو فديناها بدمائنا على أن تعيش سليمة محترمة محافظا على كرامتها ومكانتها». وأضاف: "إن مواقع العمل للمرأة تنتظركن لتقمن بخدمة هذا الوطن، كما هو الآن هناك أخوات لكنَّ يقمن من مواقعهن بأداء الواجب نحو دينهن ووطنهن"، مستطرداً بقوله: "إننا جميعا في هذا الوطن، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها نعتز بكن بوصفكن بنات اليوم وأمهات الغد". واعتبر الأمير نايف الرسالة الملقاة على كاهل المرأة كبيرة ومهمة، إذ قال: «إن ثقتنا بالله عز وجل ثم بكن كبيرة، وإن شاء الله المرأة السعودية تحتل مرتبتها اللائقة بها بكل كرامة واعتزاز بشخصيتهاوعملها الدؤوب في بناء الأسرة وتعليم الأجيال، ليس هناك رسالة أعظم من تربية النشء، وليس هناك من يحافظ على الترابط الأسري أكثر من المرأة الصالحة، وإن شاء الله إنكن من الصالحات». وتطرق الأمير نايف بن عبدالعزيز في آخر تصريحاته قبل وفاته -رحمه الله- إلى مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا، وحق المرأة في ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، وقال: واضح فيما قاله خادم الحرمين الشريفين أن المرأة جزء من المجتمع، وإن شاء الله آراؤهن فيها سداد وصواب، ومشاركة المرأة السعودية ليس فيها محاكاة للآخرين، ولكنه مطلب يراد منه أن يكون فيه صوت للمرأة، والتحدث عن شؤون المرأة، وتشارك أخاها الرجل في خدمة الوطن".