افتتحت في مدينة شرم الشيخ المصرية السبت القمة العربية والتي هيمن عليها مسألة انشاء قوة عربية مشتركة. ومنذ اسابيع، يدعو الرئيس المصري بإلحاح إلى تشكيل هذه القوة العربية المشتركة للتصدي للجماعات "الارهابية" وخصوصا تنظيم داعش الذي يرتكب الفظائع في سوريا والعراق ويحقق تقدما على الارض في ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية. ولكن، وبعيدا عن الجماعة الاسلامية السنية المتطرفة، يبدو ان الخشية من توسيع الخصم الايراني نفوذه في المنطقة يمكن ان تدفع الدول العربية إلى تجاوز خلافاتها واقرار انشاء قوة عسكرية مشتركة في شرم الشيخ. ومنذ الجمعة انتشرت دوريات للشرطة والجيش في الشوارع بينما تحلق طائرة عسكرية فوق منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. ويتضمن جدول اعمال القمة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وتقدم تنظيم داعش لكن مما لا شك فيه هو ان المناقشات ستتركز على انشاء قوة عربية مشتركة قالت الجامعة العربية ان الحاجة اليها "ملحة". ويفترض ان يقر القادة المشاركون في القمة مشروع قرار مصريا وافق عليه وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع تحضيري الخميس. واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مساء الخميس ان وزراء الخارجية "وافقوا على مبدأ مهم لتشكيل القوة" واصفا القرار بانه "تاريخي". واضاف "انها المرة الاولى التي يتم فيها تشكيل قوة تعمل باسم الدول العربية". ويقضي النص بان القوة التي تضم وحدات من الدول الاعضاء ستكلف بتنفيذ "عمليات للتدخل العسكري السريع" للتصدي للتهديدات الامنية التي تواجهها الدول العربية.وتبدو مصر التي تملك اكبر جيش عددا ومن بين الافضل تجهيزا في العالم العربي، رأس حربة هذه القوة بينما تشارك قواتها الجوية والبحرية في العملية في اليمن. وأكدت الحكومة المصرية انها مستعدة لارسال قوات برية اذا احتاج الامر. وقال ماتيو غيدير استاذ العلوم الجيوسياسية العربية في جامعة تولوز في فرنسا ان العملية في اليمن تشكل "ضربة اختبارية لقوة التدخل السريع العربية المقبلة". واضاف ان "هذه العملية تعطي فكرة عن ملامح هذه القوة"، قبل ان يوضح ان "بعض الدول مثل مصر او الاردن" يمكن ان تقدم بعد ذلك "قوات عامة (مدفعية) او خاصة (وحدات خاصة)". لكن الخلافات في وجهات النظر بين الدول الاعضاء في الجامعة العربية يمكن ان تبطئ العملية. وقال دبلوماسي يمني طالبا عدم كشف هويته انه "من المهم ان يكون لهذه القوة اهداف محددة وخطة وبرنامج واضحان". ويرى عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية انه اذا كانت اولوية المملكة العربية السعودية هي "مواجهة النفوذ المتزايد لايران في المنطقة"، فان مصر والاردن "يريدان مكافحة الارهاب". وفي الواقع ما يثير قلق مصر فعليا هو توسع تنظيم داعش في شرق ليبيا بينما تكافح القاهرة فرعه المصري في سيناء. وكان السيسي القائد السابق للجيش المصري الذي انتخب رئيسا بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013، ارسل في فبراير طائرات حربية مصرية لقصف مواقع داعش في ليبيا انتقاما لاعدام التنظيم مصريين اقباطا بقطع رؤوسهم.وقال غيدير "حاليا، يأتي تنظيم داعش في المرتبة الثانية في مواجهة تهديد اتساع السلطة الشيعية في اليمن الذي يمكن ان يغير بعمق الوضع الجيوسياسي للمنطقة". واوضح ان اي تدخل في ليبيا "سيكون مرتبطا بنجاح التدخل في اليمن".