سجلت القمة العربية التي تلتئم غداً (السبت) في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية، نجاحاً قبل أن تبدأ، إذ أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، موافقة وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم أمس، تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة مُهددات الأمن القومي العربي. وقال العربي إنه تم «اعتماد مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية تشارك فيها الدول بشكل اختياري لمواجهة التحديات. هذا أمر تاريخي في العمل العربي المشترك. لأول مرة قوة تنشأ وتعمل في الإطار العربي. سيكون هناك جيش عربي يتدخل في مناطق التهديد». وجاء في القرار الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه: «قرر مجلس وزراء الخارجية العرب إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تُكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية». وكلف القرار الأمين العام بالتنسيق مع رئاسة القمة (مصر) دعوة رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول الأعضاء إلى الاجتماع خلال شهر من صدور القرار «لدراسة الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في أقرب وقت على اجتماع لمجلس الدفاع العربي لإقرارها». ونالت عملية «عاصفة الحزم» توافقاً عربياً غير مسبوق في قضايا مماثلة كان الانقسام العربي سبباً في إفشالها. وفيما أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في تصريحات ل «الحياة» توسيع التحالف، بانضمام تونس وجيبوتي ودول عربية أخرى «ستنضم في القريب»، وأوضح أن العمليات العسكرية جاءت ب «التنسيق مع الولاياتالمتحدة»، كما أشاد ب «الالتفاف العربي حول الشرعية في اليمن»، معتبراً أن العرب أثبتوا اليوم أنهم «على قلب رجل واحد». وأكد أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيلقي كلمة بلاده في أعمال القمة. وأعلنت الرئاسة المصرية إرسال قوات بحرية وجوية «لفرض الاستقرار والشرعية في اليمن»، ولم يشر بيان أصدرته إلى تدخل بري لكنه لم يستبعده، فيما رهن الوزير اليمني حصول ذلك ب «استدعاء الضرورة ومقتضيات الموقف على الأرض». وساهم الزخم الذي فرضته «عاصفة الحزم» في تراجع الحديث عن الخلافات، لاسيما مع التفاف الدول العربية، وبينها مصر وقطر، خلف دعم الشرعية في اليمن، ودفعت العملية في اتجاه تبني الاقتراح المصري حول «تشكيل قوة مشتركة»، حيث بدا وكأن نواتها تتشكل في اليمن. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الاجتماع الوزاري «لم يتطرق إلى آلية لتنسيق العمل (في إشارة إلى عملية «عاصفة الحزم»)، هذا عمل اختياري تشارك فيه الدول في إطار التنسيق المشترك وهناك دعم دولي (لكن) نحن نعي حجم التهديدات وقادرون على التصدي لها». ويفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غداً فاعليات القمة العربية، ويتوقع مشاركة واسعة من الملوك والرؤساء العرب، المقرر أن يبدأوا بالتوافد على منتجع شرم الشيخ اليوم.