تعهد قائد الجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر بالسيطرة خلال فترة شهر على مدينة بنغازي في شرق البلاد التي تشهد منذ أشهر مواجهات مع جماعات مسلحة بينها تنظيمات متطرفة، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم قواته. وقال حفتر في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر عسكري في منطقة المرج على بعد نحو 100 كلم شمال شرق مدينة بنغازي مساء الاثنين "سننتهي في فترة بسيطة من قضية تواجد هذا العدو في هذه المنطقة بأكملها، وسقوط هؤلاء الإرهابيين قريب" وأضاف حفتر الذي أدى اليمين الأسبوع الماضي قائدا عاما للجيش الليبي بعد أن منحه البرلمان المعترف به دوليا رتبة إضافية ورقاه إلى فريق أول "ستنتهي العمليات في مدينة بنغازي قبل منتصف الشهر المقبل". وتشكل المعارك في بنغازي احد فصول "عملية الكرامة" العسكرية التي يقودها حفتر منذ مايو 2014 والتي قال أن هدفها تخليص البلاد من نفوذ الجماعات المسلحة، في خطوة رأت فيها الحكومة المعترف بها دوليا انقلابا في البداية، قبل أن تتبناها. وقال حفتر أن "عملية الكرامة جاءت استجابة للنداءات الشعبية المتكررة بعودة الجيش الليبي ومن ثم التصدي للإرهاب وأعوانه وداعميه"، داعيا "دول العالم إلى الوقوف مع الجيش الليبي"، من دون أن يوضح طبيعة الدعم الدولي الذي يتطلع إليه، وأضاف "لا شك أن اغلب دول العالم تعلم عمق الأزمة التي تمر بها ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي من غياب للنظام العام والقانون والانضباط، إضافة إلى صعود مجموعات مشبوهة في مفاصل الدولة الرئيسية" ورأى أن "هذه المجموعات استغلت غياب الدولة ومؤسساتها، وأحالت البلاد إلى ساحة للإرهاب والتطرف، وحاولت وما تزال تحاول مصادرة حق الليبيين في الحياة والأمن والاستقرار والتنمية". وقال حفتر انه يعمل حاليا "على خطين متوازيين في التصدي للإرهاب من جهة وإعادة بناء القوات المسلحة الليبية على أسس مهنية وعقيدة وطنية باعتبارها مؤسسة تخص كل الليبيين في مختلف أنحاء البلاد" مؤكداً أن "الجيش لم ولن يكون طرفا في العملية السياسية وانه بعيد عنها ولا علاقة له بها إلا لكونه حريصا على أن يكون حارسا وحاميا لها ومتصديا لكل من يحاول تعطيل المسار الديموقراطي باستخدام القوة". وتعهد حفتر "بخلق جيش عصري في ليبيا يحمي حدود البلاد ويمنع تدفق المهاجرين سرا إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط والحفاظ على حوضه بحيرة للاستقرار والسلام بين شعوب المنطقة، وذلك من خلال التعاون مع الدول الصديقة"، على حد قوله.