ضمن الشراكة المجتمعية بين جامعة الملك فيصل والنادي الأدبي تم تنظيم محاضرة بعنوان (الحوار مع المرأة "مفاهيم وتطبيقات")، للدكتورة هدى الدليجان أستاذة الدراسات القرآنية في الجامعة والمستشارة في وزارة التعليم، أدارتها الدكتورة منى العيدان وكيلة عمادة شؤون الطالبات بالجامعة وذلك في مقر النادي. وافتتح رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري المحاضرة بكلمة أكد فيها أن الدين الإسلامي كفل للمرأة حقوقا نصَّ عليها النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - وأكد عليها في أكبر محفل تاريخي في حجة الوداع، حين قال: (استوصوا بالنساء خيرا)، واليوم تتعرض المرأة لهجمات مغرضة وشرسة للحط من مكانتها العلمية والعملية، وتساءل هل يريد أصحاب تلك الحملات إخراج المرأة من عليائها ليتحطم كبرياؤها على صخرة الانفلات؟ وأضاف: «ما أظن أن هناك دستورا وضع للمرأة مثلما نجده في النص القرآني الكريم وسنة الرسول العظيم «عليه الصلاة والسلام»، وتزامنا مع يوم المرأة العالمي تأتي هذه المحاضرة للذود عن المرأة ودفاعاً عن حقها، وجاء في حديث الأستاذة الدكتورة الدليجان "أن الحضارات الإنسانية أسرفت في إهانة المرأة وجعلتها كسقط المتاع تباع وتشترى كما هو الحال في العصر الجاهلي، وجاء تكريم الشارع المقدس لمكانة المرأة حيث جعل لها نصيبا مساويا لنصيب الرجل في التكليف الشرعي، كما أن الدعوة الإسلامية قامت بمساندة المرأة وأعني خديجة بنت خويلد المرأة الأولى في الإيمان والتصديق بالبعثة النبوية". ورأت الدكتورة أن للمرأة حق البيعة، كما أن لها الحكم والمشورة كما جاء في قصة بلقيس ونبي الله سليمان، وحق الحوار كما في قصة موسى «عليه السلام»، والتي شملت حوار المرأة (الأم والزوجة والابنة والأخت والحاضنة)، أو كما ورد في قصة كفالة زكريا لمريم وموقف زوجة عمران من ابنتها، وكذلك للمرأة الحق في العلم والتعلم على نحو ما ورد عن السيدة عائشة زوج النبي. وأكدت أهمية الحوار فأوردت كثيرا من النصوص القرآنية التي حوت الحوار بسمو فكري وعلمي، بل وبلاغي، وما دامت المرأة تُعطى الفرص فستكون حتما من أهم عوامل البناء في المجتمع، فالمرأة قادرة على إيجاد الحلول الإبداعية، وقدمت الدكتورة عدداً من النماذج المعاصرة المشرقة لتؤكد امتداد عطاء المرأة على مدى تاريخ مفعم بالعطاء السخي. واختتمت المحاضرة بالتركيز على دور الحوار بين الطرفين (الرجل والمرأة)، وانعكاس ذلك على جميع أفراد الأسرة، كذلك طالبت بإقامة دورات تهتم بتثقيف المرأة وتطوير فن الحوار والثقة بالنفس، فيما تعددت المداخلات من العنصرين (الرجالي والنسائي)، مما يبرهن على مدى ما أحدثته المحاضرة من حوار بناء وتساؤلات متعددة كان من أهمها: مداخلة الدكتور عبدالعزيز الخثلان الذي رأى أن المرأة في الفترة التي سبقت الإسلام كانت لها مكانتها، ضاربا الأمثلة المتعددة ومبرهنا على ما كانت عليه كثير من النساء حيث تواترت أخبارهن التي تؤكد تلك المكانة، كما رأى أن المحاضرة قد غلب عليها ذكر محاسن المرأة في التاريخ. من جهته، شكر الدكتور عبداللطيف الحسين نادي الأحساء الأدبي على تنوع فعالياته بما يؤكد وعي القائمين عليه، وقدم عددا من المقترحات منها: وجود تعاون علمي مشترك بين الطرفين (الرجال والنساء)، كذلك طالب بالتركيز على دور المعلمات في المرحلة الدراسية المبكرة في تغذية قيمة الحوار لدى الطالبات، فيما شكرت عضو مجلس الإدارة الشاعرة تهاني الصبيح ضيفتي النادي وسلمتهما دروعا تكريمية في نهاية الجلسة.