لمن يقول لي إنه لا يقرأ لأنه لا يجد ما يستهويه في مادة القراءة، أقول له ومن قال لك إنها كانت تستهويني أنا شخصياً أو جمهور القراء الذين تراهم منكبين أبداً على قراطيسهم آناء الليل وأطراف النهار. صدقني إن الموضوع كان قراراً شخصياً ثم عادة استحكمت فور وجود مسبباتها. البدايات صعبة جداً على كل قارئ جديد. صعوبة تتجلى في كل شيء تقريباً من وجوده في بيئة غير قارئة. ومن صعوبة إيجاد مادة مناسبة. ومن ضيق ذات اليد ربما ولا سيما أن الكتب أسعارها خيالية. ومن صعوبة إيجاد كتاب يناسبه هو شخصياً ويناسب ذائقته وتوجهه وانطباعاته. لا بأس أن تقرر الآن فما زال العمر يغري بفرص جديدة متاحة لك. جرب أن تلج هذا الباب وأراهن على أنك لن تقنع باليسير. اقتنِ الكتب بأموالك الخاصة ستجد بها حرقة تبددها قراءتك الدائمة فقراءتك لها تهون عليك خسارة المال. ثم أحسن اختيار الكتب من جانب وضوح الكتابة وتناسب حجمها ونوعية أوراقها وألوانها وصغر مادتها حتى لا تنقطع أنفاسك وأنت تلاحق مجرياتها. وينفد صبرك وانت تلازم صفحاتها. خذ الكتاب محدد الاتجاه وما ينطوي على موضوع واحد يبحر فيه بتوازن ولا يثقل عليك. مثل كتاب رحلة الثراء أو رياضة الادخار. ثم دع الكتاب إلى جانبك. فإن أرقت عينك ليلاً فامض معه إلى حيث تقر عينك ويهدأ ليلك وتنام نومة قريرة. ثم اصطحبه معك بسيارتك فإن تأخر السير أخرجه وتأمل فيه لعله ينسيك استياءك الدائم من حركة المرور والناس. وإذا غاضبك أحدهم فاجعله يسرِي عنك غضبك ويؤنس وحشتك ويبدد ألمك. اعتن به جيداً فو الله لو غدوت قارئاً فستقبض في يديك ملكاً عظيماً. رجاحة عقل وفصاحة لسان وجمال وبيان. طالبة دراسات عليا - جامعة الدمام