يبدو غريبا وشيئا محزنا أن المملكة لم تلد نجوما رياضيين ليحققوا ميداليات ذهبية في المحافل العالمية، بعد أسد ألعاب القوى هادي صوعان، وبعد إنجازات أبناء جيله، مثل سعد شداد، الذين برزوا في ألعاب القوى وحققوا إنجازات، ورفعوا راية التوحيد عالية مرفرفة في محافل دولية، وشرفوا الوطن وأبناءه بالإنجازات والبطولات. ما زلت أذكر لحظة فوز صوعان بفضية قفز الحواجز في أولمبياد سيدني، كانت لحظة سعيدة وأحسست أن الأرض لم تسعني من قوة وفرحة الإنجاز، على الرغم من أن الأمريكي الذي تفوق عليه في اللحظة الأخيرة صغر الفرحة بحصده الميدالية الذهبية، ولكن فضية أولمبياد أحسن من الخروج خالي الوفاض. بعد تحقيق تلك الفضية استبشر الوطن خيرا، وتفاءل بأن الأولمبياد المقبل سوف يحمل الخبر السعيد بإنجاز سعودي مرصع بالذهب، ولكن للأسف، فبعد فضية صوعان لم تحقق السعودية أي إنجاز عالمي سوى في رياضة وحيدة وهي قفز الحواجز للخيل، غير هذا لا شيء يذكر. المملكة تملك المساحة الجغرافية المناسبة، وتملك القوة المادية والبنية التحتية، وتملك عدد سكان هائل، وعندها من المواهب ما لا يحصى، إذن من المسوؤل عن غياب أبطال السعودية عن الألعاب الأولمبية والمحافل العالمية؟ فالصين مثلا، تحقق كما هائلا من الميداليات الذهبية، وكذلك أمريكا، حتى الدول الفقيرة في إفريقيا تخرج من المحافل العالمية بميدالية أو اثنتين على أقل تقدير.. أين نحن من هذا؟ رعاية الشباب تتحمل المسؤولية بسبب ضعف برنامج «الصقر الذهبي»، الذي قرر وبدأ ولم نر ثمره حتى اللحظة، فرعاية الشباب تهتم فقط بشأن رياضة واحدة فقط، وهي كرة القدم، على الرغم من أن تصنيف المنتخب السعودي عالميا متأخر، بعد أن أصبح المنتخب هشا يسوقه الإعلام المتعصب كيفما شاء. ليس كل الرياضة كرة قدم، ولكن للأسف الإعلام ورعاية الشباب يصوبان رماحهما نحو هذه الرياضة فقط، ونسيا أو تناسيا أن هناك رياضات أخرى منها ألعاب القوى وكرة المضرب والملاكمة والسباحة. كل الرياضات السعودية حاليا بلا إنجازت حقيقية، وإن وجدت فإنجاز ضعيف لا يليق بمكانة واسم المملكة، ومن غير المعقول أن أكثر من عشرين مليون نسمة، لا يوجد بينهم لاعب تنس محترف، أو ملاكم بارع، أو بطل ألعاب قوى يحقق ميداليات للوطن. أتمنى أن يتوجه الإعلام الرياضي ورعاية الشباب نحو الرياضات المهملة، وأن يشجعوا الشباب للانخراط فيها ويدعموهم الدعم اللازم حتى ننتجَ في الأخير بطلا سعوديا يحقق إنجازا يفخر به الوطن دوما. هل ترضى رعاية الشباب أن يرى اسم السعودية متذيلا الترتيب في المحافل العالمية الرياضية؟.. لا أظن ذلك، لذا علينا بالعمل الجاد والخطط المدروسة التي من خلالها تحقق الإنجازات تلو الأخرى في جميع الرياضات. هناك دول لا تملك عدد سكان مناسب، ولا مساحة جغرافية مناسبة، اضطرت أن تجنس مواهب رياضية حتى يحققوا الإنجازات في المحافل العالمية، ونحن نملك جميع الوسائل لتحقيق النجاح الرياضي، وجميع الإمكانيات متوفرة، يبقى فقط التنظيم الإداري، ووضع الخطط والأهداف من قبل المسؤولين حتى نعتلي أعلى منصات التتويج، ونفخر دوما بأبطالنا، ونحقق المراكز المتقدمة في سلالم الترتيب العالمي.