أكد الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى أن الترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم 2018 محل تفكيره في حالة إذا كان الوضع مناسبا لذلك، مشيرا إلى أنه يملك الإمكانيات التي تجعله يقدم الإضافة المرجوة، كما تطرق سموه إلى موقفه من رئاسة نادي الهلال مطالبا منح سامي الجابر الفرصة الكافية في قيادته لتدريب الهلال. جاء ذلك في حوار سموه ل «عكاظ» التي تشرفت بزيارته أمس الأول، والتي تطرق فيها إلى العديد من الموضوعات الهامة التي تهم الشارع الرياضي، حيث أعاد تراجع الأندية إلى إداراتها، ورشح النصر للفوز ببطولة الدوري كما حمل وزارة التربية والتعليم مسؤولية صناعة الأبطال الأولمبيين إلى جانب العديد من الموضوعات المهمة التي تحدث عنها في السطور التالية: • أين الأمير نواف بن محمد من الساحة الرياضية والإعلامية؟ أولا أسعد بوجودي في وسيلة إعلامية لها مكانتها، وبطبعي فأنا لا أكرر نفسي، حيث إن الظهور الإعلامي لابد أن يكون مرتبطا بعمل أو ظاهرة، عدا ذلك لا يوجد سبب للظهور ما لم يكن هناك أحداث تستوجب ذلك، أما الظهور الرياضي فأنا موجود دائما لاسيما أن الرياضة تعد مجالا كبيرا والمرآة الوحيدة التي يجتمع عليها الناس. • كيف ترى الساحة الرياضية؟ لم يبق سوى الرياضة مرتعا للمتعة ونحن كرياضيين في مختلف أنحاء العالم محسودون ولكن مع الأسف هناك البعض لا يستفيد من هذا الوضع ومن هذا الترابط الذي من الممكن أن يوسع مداركك ويزيد ثقافتك ووعيك ويطور قدراتك، وأنا شخصيا استفدت وكونت صداقات وعلاقات في كثير من الدول عن طريق الرياضة، ولولاها لأخذت وقتا طويلا لتكوين تلك العلاقات والصداقات، كما أن الرياضة أثرت في حياتي الخاصة والعملية وأتمنى أن تكون لدينا القدرة للمساهمة في رفع مستوى الشباب السعودي. برامج أندية • بصفتك رئيس اتحاد ألعاب القوى ما هو برنامجك لاسيما أنك من المطالبين بالاحترافية في العمل والمثابرة؟ نحن في اتحاد ألعاب القوى وضعنا برامجنا إلى عام 2022م ونعرف المشاركات التي سنخوضها، وإلى ذلك الموعد البرامج الموجودة تتكرر كل صيف وهناك لقاءات ومشاركات قارية وخليجية وعربية حتى عالمية وأولمبية، وبالتالي ندرك أبعاد مشاركاتنا بل نعمل حاليا على الاستفادة من الشهور الميتة في رياضة ألعاب القوى وهي أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، وماضون في الدراسة للاستفادة من هذه الفترة، ولو أن كل اتحاد رياضي سواء لعبة جماعية أو لعبة فردية أعد برنامجه بصورة مقننة وأوجد الشخصيات الرياضية المؤهلة لاستثمرنا الفرص الثمينة في المجال الرياضي. • لكن الألعاب الرياضية لم تحقق نتائج إيجابية في الأولمبياد كما أن تجربة الصقر الأولمبي توصف بالفاشلة؟ أولا مع احترامي الشديد للجميع هناك ضعف في فهم دور الصقر الأولمبي الذي تقوم فكرته على التأهيل ودفع الجوائز لتحفيز وزيادة المتأهلين وهذا ما تحقق بالفعل بعد زيادة عدد المتأهلين لكن الصقر لا يحقق لك ميدالية فالميداليات الأولمبية لا تأتي من الصقر الأولمبي ولا من إعانة رعاية الشباب وإنما من اكتشاف المواهب والتي في ضوئها تسخر لها الإمكانيات حتى تستطيع أن تحقق الميداليات وهنا مربط الفرس، وللأسف المجتمع الرياضي والشبابي والإعلام هاجمونا ونحن في قمة الهرم الرياضي. أساس الانطلاقة • بدأت مع الهلال في ممارسة رياضة ألعاب القوى قبل التوجه إلى الاتحادات الرياضية؟ لم أبدأ من نادي الهلال بل من المدرسة الابتدائية، حيث مارست خلال مراحل دراستي ألعاب القوى وكرة اليد والطائرة وأرى أن الرياضة المدرسية هي أساس الانطلاق وليست الأندية، المسألة ليست إمكانيات فقط وإنما تخطيط يبدأ من المدارس لكن الوضع لدينا معكوس فبدل الاستفادة من المدارس والناشئين في البطولات المدرسية نجد المدارس تتجه إلى الأندية عندما تنظم بطولة مدرسية وهذا أمر خطير على مستقبل البطولات ونحن في ألعاب القوى منعنا ذلك. • هل يعني أن الرياضة المدرسية هي الأساس؟ نعم نجاح الألعاب المختلفة سواء كانت جماعية أو فردية هي الرياضة المدرسية وهي الأساس ومتى ما كانت الرياضة المدرسية جيدة تأكد أنك ستنافس في الأولمبياد ومن الممكن أن تحقق إنجازات بغض النظر عن الإمكانيات المالية والإدارية وخصوصا الرياضة المدرسية في ألعاب القوى، على اعتبار أن كل لعبة تحتاج إلى ألعاب القوى وبالتالى سميت بأم الألعاب، وبالتالي لا يمكن أن نحاسب الاتحادات الرياضية ونترك الأساس وهي الرياضة المدرسية وماذا تقدم، وبحسب معلوماتي الرياضة المدرسية توقفت منذ عام 1973م ولم تنشط إلا في السنوات الأخيرة حينما أدركوا مدى أهميتها، فهذا الذي يجب أن نتابعه ونهتم به أولا وندرك أن وزارة التربية والتعليم عليها حمل كبير بالنهوض بالرياضة المدرسية، وكلنا أمل في الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية لتحقيق ذلك، خاصة أن الاحتراف الحقيقي في العالم يبدأ من الجامعات في الوقت الذي نجد أن اتحاد الجامعات لم يكمل عامه الرابع. بنية تحتية • أين تكمن الاستفادة الحقيقية من الرياضة المدرسية؟ تعتبر البنية التحتية للرياضة الحقيقية والمنافسة في الأولمبياد فكل ما كان المشارك لاعبا صغير سن كانت فرصتك في المنافسة أكبر وكلما كانت خياراتك متعددة كانت فرص الفوز بالميداليات أكبر، والدليل أن البطل الذي حقق ميدالية 2000 الذهبية استمر يشارك في الأولمبياد 2004 و2008 بينما منافسه هادي صوعان لم يشارك إلا في بطولة واحدة بعده بسبب السن فاللاعب الصغير فرصته في المنافسة أفضل. التهيئة والمنافسة • ماذا تعد في المنافسات المقبلة؟ عندما استلمت اتحاد ألعاب القوى سألت نفسي ماذا سأحقق وكيف أصل إلى العالمية وحتى أحقق ذلك كان لابد أن أعمل على التأهيل، لاسيما أنه لم يكن لدينا أحد مؤهل في تلك السنة وبعد ذلك أوجدنا المؤهلين من مشاركة إلى أخرى حتى وصلنا إلى أكثر من 12 مؤهلا للمشاركة في الأولمبياد عام 2012م، صحيح لم نحقق ميداليات ولكن كان لدينا لاعبان من أفضل 16 لاعبا في العالم، وبعد ذلك أصبحا من أفضل 8 في العالم وهذا هو النجاح، هناك من يقول إن اتحاد ألعاب القوى تراجع بينما في الحقيقة نحن لم نتراجع أو ننزل في المشاركات بل نحن نشارك منذ عام 2002م في المنافسات الأولمبية الآسيوية بنفس العدد وحققنا نفس الميداليات وهي 8 ميداليات مع اختلاف نوعيتها، ولكن عندما تتقدم المنافسات أنت تواجه أبطالا محترفين وعالميين فالأمر يختلف إذ تأتي الخبرة أولا ومن ثم الأرقام كون الهدف هو تأهيل اللاعبين لبطولات قادمة وليس حكرا على بطولة بعينها، كما أن اللعبة يحيطها بعض العراقيل ولو تتبعت المشاركات لوجدت أنه في عام 2004م تم إبعاد أحسن لاعب بإثارة مشكلة حوله وعندما أثبتنا براءته طلبوا منا عدم الشكوى كون ذلك سيضع أمام مشاركتنا العديد من العراقيل وبالتالي فضلنا العمل للمستقبل وعدم النظر للماضي، والذي أريد إيصاله أن دورنا في اتحاد ألعاب القوى تهيئة اللاعب ليصل للمشاركات العالمية والتوفيق بيد الله، أما عن المستقبل أتمنى أن يكون هناك تواصل مع اللجنة الأولمبية لعمل برنامج متكامل لاسيما بعد الاجتماع الأخير الذي جمع الأمانة العامة للجنة ووزارة التربية والتعليم لوضع آلية معينة للعمل، وهذه الخطوة هي بداية الصعود وإن كنا لا نستفيد من الدورات والبطولات المدرسية الحالية سوى 20% لأننا نعتمد على 80% من لاعبي الأندية المسجلين لدينا. تفعيل المشاركات • أنت تحمل وزارة التربية والتعليم المسؤولية؟ وزارة التربية والتعليم حاليا تقوم بجهود جيدة في هذا الإطار لكن الخلل أنه لا يوجد نظام قائم يلزم المدارس الابتدائية بالمشاركة في مسابقات ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم والألعاب الأخرى، يجب أن تكون هناك تصفيات وفي الفصل الثاني من الدراسة تكون هناك نهائيات نستطيع من خلالها اختيار اللاعبين. • ولماذ لا يمكن تحقيق الميداليات في التوقيت الحالي؟ كلما تقدمت بك المنافسة واجهت أبطالا عالميين على مستوى عال من التأهيل منذ أن كانوا في المدارس ولو نظرت لوجدت أن أبطال الأولمبياد متوسط أعمارهم 20 سنة ومارس اللعبة منذ أن كان ناشئا، ولا أخفي عليك أني في الاتحاد «بتاع كله» فأنا الرئيس والمسؤول والطبيب والأب والأم، وثلاثة أرباع وقتي ومالي وجهدي تذهب في غير عملي الأساسي الذي يفترض أن أقوم به. • يعد اتحاد ألعاب القوى من أفضل الاتحادات التي حققت إنجازات على المستوى الأولمبي، ما هو تعليقك؟ الحمد لله على ما تحقق وإن كانت الطموحات عالية جدا ولكن هناك اتحاد حقق إنجازات مميزة وهو اتحاد الفروسية الذي حقق نتائج تدعو للفخر، وهذا لم يتحقق إلا من خلال الأسس العلمية التي انطلق منها إلى جانب الإمكانيات، وكان التخطيط السليم خارطة الطريق لهذا الاتحاد ومن ثم يأتي الدعم ونجاحهم لا يعني أنهم أفضل منا بمراحل وإنما نحن نأتي بعد الفروسية. خطوة قادمة • لماذا لم يقم الاتحاد بتجنيس المواليد للاستفادة منهم في هذه الرياضة؟ قمنا بدراسة كاملة لهذا الموضوع ووافية وتم الرفع بها إلى المقام السامي وأعتقد أننا عملنا ما علينا والموضوع حاليا ليس لدينا. • كيف نستطيع أن نوسع دائرة الاهتمام بالرياضات الأخرى؟ من خلال دعوة الإعلاميين لحضور المشاركات والدورات حتى نستطيع أن نثقف الإعلام ونحقق معادلة التعايش الذي يزرع الاهتمام لدى وسائل الإعلام وزيادة الثقافة بالألعاب المختلفة، حتى يصبح الإعلام عندما يتناول الألعاب المختلفة ملما بها، كما هو الحال بالنسبة لكرة القدم، وبالتالي يستطيع أن يقلب الطاولة على الاهتمام الكامل بكرة القدم لأن وجود الإعلام في مشاركات الألعاب الأولمبية مثل لجنة تقصي الحقائق التي تتتبع خطوات الأندية المالية والإدارية. • ما هي خارطة الطريق لنجاح الاتحادات الرياضية الجديدة بصفتك أحد الرؤساء الذين وضعوا بصمة في ألعاب القوى؟ أولا لابد أن نحسن اختيار رؤساء الاتحادات الرياضية مع احترامي للانتخابات لابد أن تفرز لنا رؤساء ذوي مواصفات خاصة نحن نريد رئيسا «هامورا» يملك طموحات عالية ولديه القدرة على جلب الأموال والركض خلف الإنجازات ويجيد لغة التخطيط ويؤمن بها، أهدافه واضحة من خلال رئاسته للاتحاد وكذلك بقية أعضاء مجلسه بغض النظر أكان متخصصا أم لا، وليس بالضرورة أن يكون مجلس الإدارة يضم متخصصين لأن أهل الاختصاص تحتاجهم في اللجان العاملة سواء للجنة الفنية أو للجنة المسابقات أو غيرها أما مجلس الإدارة فأنا أبحث فيه عن الكفاءات الإدارية قبل كل شيء، فالرئيس أهم صفاته أنه يملك الرغبة في تحقيق النجاح وبناء نفسه لأنه سوف يبني معه شيئا آخر الأمر، ولابد أن يكون هناك إنفاق مالي لأن الوضع الحالي لايزال يعاني من شح الإنفاق المالي الذي يساعدك في تحقيق البطولات وأقصد بالإنفاق الخاص بالألعاب المختلفة، لأن كرة القدم «شفطت» كل شيء حتى المكرمة الملكية تم توزيعها على كرة القدم، وليس تقسيما منطقيا يخدم الأندية حيث خصص لأندية دوري المحترفين 10 ملايين والدرجة الأولى 5 ملايين وهكذا وهذا معيار كرة القدم بينما كان يفترض أن توزع على حسب الألعاب فناد مثل الأهلي لديه 10 ألعاب نصيبه مثل نادي النصر الذي ليست لديه إلا لعبتان أو ثلاث وهذا غير منطقي ولا يساعد على انتشار الألعاب الأخرى. • ما هي أصعب مشكلة واجهتك كرئيس اتحاد؟ هناك مشكلة أشبه بالكوارثية وهو ما تقوم به الجامعات خلال المسابقات الرياضية التي تنظمها والتي تتمثل في استقطاب رياضيين لا ينتمون للجامعة ويشاركون ويحرمون أبناء الجامعات وهذا أفقدنا العديد من المواهب ولابد أن تدرك الجامعات أن دورها ليس تحقيق البطولات وإنما دورها تكاملي في المنظومة الرياضية فقد شهدت العديد من الدورات الجامعية مشاركة موظفين وطلاب ثانوية وهذا لا يساعد على تطور الألعاب وإنما يفقدها قوتها برغم تمتع أغلب الجامعات السعودية بالمنشآت الرياضية إلا أنها تفتقد للكوادر المشغلة لها. • من أين يأتي اتحاد ألعاب القوى بالدعم المالي؟ نأتي به من الرئاسة العامة، ليس لألعاب القوى فقط، وإنما كل الاتحادات الرياضية تستمد دعمها من الرئاسة العامة لذا يجب على رؤساء الاتحادات العمل الجاد باعتبارهم هم القلب النابض وكل الأدوات الأخرى هي الشرايين التي يضخ بها القلب كما أن المال الذي نحصل عليه يصرف أغلبه على إعداد اللاعبين من أجل المنافسة. • كيف نستطيع أن نوسع دائرة الاهتمام بالرياضات الأخرى؟ من خلال دعوة الإعلاميين لحضور المشاركات والدورات حتى نستطيع أن نثقف الإعلام ونحقق معادلة التعايش الذي يزرع الاهتمام لدى وسائل الإعلام وزيادة ثقافة الألعاب المختلفة، حينها يكون الإعلام ملما حين يتناول الألعاب المختلفة، كما هو الحال بالنسبة لكرة القدم، وبالتالي يستطيع أن يقلب الطاولة على الاهتمام الكامل بكرة القدم. • ما هي خارطة الطريق لنجاح الاتحادات الرياضية الجديدة بصفتك أحد الرؤساء الذين وضعوا بصمة في ألعاب القوى؟ أولا لابد أن نحسن اختيار رؤساء الاتحادات الرياضية مع احترامي للانتخابات، فلابد أن تفرز لنا رؤساء ذوي مواصفات خاصة، نحن نريد رئيسا «هامور» يملك طموحات عالية ولديه القدرة على جلب الأموال والركض خلف الإنجازات ويجيد لغة التخطيط ويؤمن بها، أهدافه واضحة من خلال رئاسته للاتحاد وكذلك بقية أعضاء مجلسه بغض النظر إن كان مختصا أو لا وليس بالضرورة أن يضم مجلس الإدارة مختصين لأن أهل الاختصاص تحتاجهم في اللجان العاملة سواء الفنية أو المسابقات أو غيرها أما مجلس الإدارة فأنا أبحث فيه عن الكفاءات الإدارية قبل كل شيء، فالرئيس أهم صفاته أن يملك الرغبة في تحقيق النجاح وبناء نفسه لأنه سوف يبني معه شيئا آخر. الأمر الآخر لابد أن يكون هناك إنفاق مالي لأن الوضع الحالي لايزال يعاني من شح الإنفاق المالي الذي يساعدك على تحقيق البطولات، وأقصد بالإنفاق الخاص بالألعاب المختلفة لأن كرة القدم سحبت البساط في كل شيء حتى المكرمة الملكية تم توزيعها على كرة القدم لا بتقسيم منطقي يخدم الأندية، حيث خصصت لأندية دوري المحترفين 10 ملايين والدرجة الأولى 5 ملايين وهكذا وهذا معيار كرة القدم بينما كان يفترض أن توزع على حسب الألعاب فناد مثل الأهلي لديه 10 ألعاب نصيبه مثل نادي النصر الذي ليس لديه إلا لعبتان أو ثلاث وهذا غير منطقي ولا يساعد على انتشار الألعاب الأخرى. • ما هي أصعب مشكلة واجهتك كرئيس اتحاد؟ هناك مشكلة أشبه بالكوارثية وهو ما تقوم به الجامعات خلال المسابقات الرياضية التي تنظمها والتي تتمثل في استقطاب رياضيين لا ينتمون للجامعة ويشاركون ويحرمون أبناء الجامعات وهذا أفقدنا العديد من المواهب ولابد أن تدرك الجامعات أن دورها ليس تحقيق البطولات وإنما تكاملي في المنظومة الرياضية فقد شهدت العديد من الدورات الجامعية مشاركة موظفين وطلاب ثانوية وهذا لا يساعد على تطور الألعاب وإنما يفقدها قوتها برغم تمتع أغلب الجامعات السعودية بالمنشآت الرياضية إلا أنها تفتقد للكوادر المشغلة لها. • من أين يأتي اتحاد ألعاب القوى بالدعم المالي؟ نأتي به من الرئاسة العامة، ليس لألعاب القوى فقط، وإنما كل الاتحادات الرياضية تستمد دعمها من الرئاسة العامة، لذا يجب على رؤساء الاتحادات العمل الجاد باعتبارهم القلب النابض وكل الأدوات الأخرى هي الشرايين التي يضخ بها القلب، كما أن المال الذي نحصل عليه يصرف أغلبه على إعداد اللاعبين من أجل المنافسة. • تمر الكرة السعودية بمرحلة انخفاض عام.. من وجهة نظركم ما هي الأسباب؟ أخالفك الرأي فكرة القدم لدينا لم تنخفض إطلاقا وإنما الآخرون تجاوزونا وهذا له أسبابه والدليل أن الأندية لدينا لاتزال تنافس على صعيد البطولات القارية بينما منتخباتنا «مكانك راوح» في المشاركات، فنحن خلال ال15 سنة الماضية أنديتنا لها حضورها في المنافسات في المراكز الأولى سواء بطولة القارة أو حتى المنافسة في النهائي أو نصف النهائي. • لكن نحن في الماضي كنا أبطالا للقارة؟ علينا أن ننسى الماضي إذا أردنا المنافسة، فهناك متغيرات ساهمت في هذا الجمود لعل أبرزها أن الإنفاق المالي ثابت ومتطلبات كرة القدم في ارتفاع مستمر وبالتالي ما كنت تصرفه في السابق قد لا يفي بمتطلبات الوقت الحالي ولم تعد قادرا على الوفاء ببرامجك الرياضية. • من وجهة نظرك ما هي الأسباب؟ إلى جانب الإنفاق المالي هناك نقطة جوهرية ومهمة بصفتي خبيرا في العمل داخل لجان كرة القدم فأنا منذ 92 حتى 2001 أستطيع أن أحدد لك الخلل الذي حرمنا من الوصول إلى كأس العالم عامي 2010 و2014 وكذلك سبب النكسة التي صاحبت المنتخب في كأس آسيا عام 2011 وهو البرنامج الزمني والذي تسأل عنه لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لأنه في السابق كان البرنامج الزمنى عندما يعمل يؤخذ في الاعتبار مشاركات المنتخب الوطني بحيث إن اللاعب عندما ينضم إلى المنتخب يكون في قمة مستواه وحينما كنت مسؤولا عن اللجنة الفنية والمسابقات من 1992 حتى 2001 انظر إلى ما حققته المنتخبات السعودية في تلك الفترة، وقارنوا قبل ذلك أو بعده، بينما السنوات الأخير البرنامج الزمني يوضع دون النظر إلى مصلحة المنتخب إلا في الموسم الحالي هناك تركيز أكثر من اتحاد القدم ولجانه، إلى جانب أن هناك مشكلة ربما لا تكون ظاهرة في السطح أضرت بالمنتخبات والأندية السعودية في الفترة الماضية وهي عدم وجود كوادر من الشباب السعودي في لجان الاتحاد الآسيوي والتي كانت في السابق مسرحا مفتوحا للآخرين وكنا غائبين عنها، وأعتقد أني سبق وأن قلتها وبالأسماء والأشخاص ومستعد أن أكررها وأتحاور عليها بأننا لا نملك شبابا مؤهلا في لجان الاتحاد الآسيوي ولكن هذه المرة تغير الوضع وبدأ الأمير نواف بن فيصل في التغيير وجاء ياسر المسحل الذي يعد واحدا من مكاسب الرياضة السعودية وهو موهبة في العمل الإداري استطاع وهو في لجنته أن يكشف العديد من الألاعيب التي كانت تمارسها اللجان الأخرى في حقنا وكان هناك قصور كبير وألاعيب كبرى ضحيتها الكرة السعودية أفقدتنا الوصول إلى كأس العالم. • هل توافقني الرأي أن الاحتراف أثر سلبا على سير رياضتنا من خلال الأرقام المالية في سوق الانتقالات السعودية؟ • لا لا أوافقك فالاحتراف لم يقتل المواهب وإنما إدارات الأندية هي من ساهمت في إثارة الإشكالية والاحتراف بريء منها فإدارات الأندية هي من منحت اللاعبين مبالغ كبيرة والكثير منهم لا يستحقها وأصبح ذلك خللا في الأندية لأن إدارات الأندية غير محترفة وغير ملتزمة بالدور الأساسي ولم تقم بواجبها في تطبيق الاحتراف بصورته الحقيقية، لذا أقول إن مشكلتنا في الرياضة ليست مالية وإنما إدارية والاتحادات الرياضية تعاني من نقص في الكوادر المؤهلة للعمل بها فما بالك بالأندية التي تتطلب أعدادا أكبر لتشغيلها فإدارات الأندية لا تعمل وفق سقف معين من الميزانيات لا تستطيع تجاوزه وإنما تصرف بطريقة مفتوحة ما يتراكم على الأندية مبالغ كبيرة دون محاسبة ولا تلتزم بها فالأندية الأوروبية لا تستطيع أن تستقطب لاعبا يفوق ميزانيتها ما لم تقم بتصريف لاعب آخر ونحن نصرف بأسلوب مفتوح وهذا أيضا خلل وأعتقد أن ما حدث في نادي الاتحاد أكبر دليل على هذا النهج المهدر، أيضا من أهم الإشكاليات التي تقع فيها إدارات الأندية عدم تطبيق نظام الدوام وهذا أمر مهم في الاحتراف وليس بالضرورة أن يكون في الدوام الصباحي تدريب بقدر ما يكون هناك التزام من اللاعب بالحضور إلى النادي والاستفادة من المحاضرات ومناقشة أخطاء المباراة السابقة فنحن للأسف لا نطبقها حتى المدرب الذي يكلف الأندية الملايين ويوقع عقدا ودوامه 8 ساعات تجده لا يعمل إلا 3 ساعات كحد أقصى هذا إذا أردت الاحتراف الحقيقي إلى جانب المعسكرات وفترات الإعداد لابد الاعتناء بها. • طالما أنك ذكرت نادي الاتحاد، ما رأيك فيما يحدث فيه؟ للأسف ما يحدث في نادي الاتحاد يعد كارثة اجتماعية ورياضية ولابد أن يكون هناك تدخل للإنقاذ وهذا الأمر أنا حذرت منه في نادي الهلال والحمد لله الإخوان في الهلال تداركوه بينما نادي النصر يسير على خطى الاتحاد ولولا النتائج والدعم الذي يأتي من ورائها لوجدت النصر مثل حال الاتحاد فالاتحاد يعاني من العشوائية في التعاملات مع المال وإلا كيف يكون هناك عمولات لوكلاء اللاعبين على النادي لأول مرة أسمع بها. • ما رأيك في تولي سامي الجابر لتدريب الهلال خاصة أن الشارع الرياضي يرى أنه من المبكر على سامي الجابر تدريب فريق كبير مثل الهلال ولاسيما أن الجابر في عالم التدريب لايزال مبتدئا؟ • أولا كلمة الشارع الرياضي كلمة مطاطية وهي كلمة حق يراد بها باطل، الأمر الآخر الفوز والخسارة واردة في كرة القدم والأخطاء التي وقع فيها سامي الجابر يقع فيها أي مدرب عالمي وبالتالي لابد أن نكون منصفين طالما الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسامي الجابر كانا جريئين وقبل الجابر بالمجازفة فعلينا أن ننتظر إلى نهاية الموسم حتى نصدر أحكامنا ولا نستعجل فربما نقول إن الجابر ليس مدربا مع هذا يستطيع أن يحقق بطولة ويسكت النقاد لذا فالحكم نهاية الموسم أما أنا من وجهة نظري إذا أحسن سامي الجابر اختيار مساعديه فسوف ينجح والعكس صحيح لأن المساعدين لهم دور كبير في صناعة القرار الفني ولكن لابد من دعم الجابر طالما يشعر بثقة في نفسه بأن الوقت الذي استلم فيه تدريب الهلال وقت مناسب، وبلاشك هذا الكلام ينطبق على أي مدرب آخر وفي نفس الوقت لا أحد ينكر أن هناك أخطاء وملاحظات على الدفاع الهلالي وكذلك حراسة المرمى. • ما رأيك في التحكيم؟ • أنا أخالف من يقول إن التحكيم سيئ بالعكس التحكيم متطور والدليل أن الأخطاء هي نفسها منذ سنوات بمعنى لم تكن هناك أخطاء جديدة وإنما أخطاء تقديرية تجد الآراء تختلف عليها. • من ترشح للفوز ببطولة الدوري؟ • لا أحد ينكر أن النصر واحد من الأندية التي قدمت نفسها بصورة مميزة هذا الموسم وأفضل كرة الآن في النصر، وهو مرشح قوي للفوز بالدوري ولديه استقرار فني وإداري وروح عالية للاعبيه في تحقيق البطولة. • برغم دور الأمير نواف بن محمد في نادي الهلال على مدار السنوات الماضية إلا أنه لم يتول رئاسة النادي، لماذا؟ وهل لديك الرغبة في رئاسته الآن؟ • رئاسة نادي الهلال بلاشك شرف وقد جاءتني فرص كثيرة لرئاسة الهلال ولكن لدي التزاماتي الشخصية ولو حضرت في فترة سابقة فإن الباب لم يكن مفتوحا بحيث أنك تعمل وتستطيع أن ترفع من القيمة للمنشأة التي تعمل بها، الآن الفرص اختلفت وأصبح الوضع متاحا لرئاسة الهلال ولكنني انشغلت بأشياء أكبر من رئاسة الهلال فرئاستي للاتحاد السعودي واللجنة الأولمبية أخذت كل وقتي حتى إني لم أحضر إلا مباراتين فقط وليس لدي وقت لرئاسة الهلال ولكن أظل في خدمة الهلال وكل إدارة تريد دعمي فأنا حاضر. • هل لديك نية في الترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم مستقبلا؟ المسألة لها أبعاد وآلية معينة فهذه رئاسة اتحاد تحتاج إلى تفرغ كامل وأنا عندما أجد الوقت المناسب ولدي القدرة على تقديم شيء فلم لا، ولكن في الوقت الحالي الموجودون فيهم الخير والبركة. • كلمة أخيرة. • أشكر جريدة عكاظ وسعيد بوجودي بينكم متمنيا لكم التوفيق وأتمنى أن أكون بالفعل قد أضفت ما يفيد.