قالت مصادر يمنية إن نحو 150 جنديا من جهاز الأمن المركزي اليمني بعدن أعلنوا التمرد على قيادتهم العسكرية ممثلة بالعميد عبدالحافظ السقاف. وكشفت مصادر عاملة في جهاز الأمن المركزي اليمني عن تفاصيل واقعة الانشقاق التي وقعت في صفوف جنود الأمن المركزي اليمني أمس الأربعاء، وأن الجنود المنشقون وعددهم يقارب 150 جنديا من أبناء محافظاتالجنوب يساندهم جنود من محافظات إب وتعز ومأرب رفضوا الانصياع لأوامر قائد جهاز الأمن المركزي بعدن وتوجهوا صوب إدارة الأمن بخور مكسر. وقال جنود من الأمن المركزي إنهم غادروا مقر جهاز الأمن المركزي صباحا وتجمعوا بمقر إدارة الأمن، حيث التقوا مسئولين بارزين وأبلغوهم أنهم لن يعودوا إلى مقر الجهاز الامني. وقال أحد الجنود إنهم بلغوا أنه سيتم نقلهم إلى معاشيق للقاء الرئيس هادي لاحقا. في هذه الأثناء ما زالت عمليات الاغتيالات متواصلة في أنحاء متفرقة في اليمن، وقال مسؤول يمني محلي إن مسلحين يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة قتلا ضابطا كبيرا في جهاز المخابرات في محافظة عدنجنوب البلاد مساء أول أمس الثلاثاء في احدث حلقة من مثل هذه الهجمات في الدولة التي تواجه تحديات امنية مع تزايد الصراع الداخلي. وتعرض ضباط جيش وشرطة لهجمات مسلحة خلال السنوات الماضية يعتقد أن متشددي تنظيم القاعدة في اليمن أو متشددين مؤيدين له يقفون وراءها. وقال المسؤول إن المهاجمين كانا يستقلان سيارة وأطلقا الرصاص على العقيد جمال أحمد هادي الضابط في جهاز الأمن السياسي «المخابرات» أمام منزله في حي المنصورة بمدينة عدن ولاذا بالفرار. وقتل قبل ظهر أول أمس صالح خيرالله الضابط في جهاز المخابرات العسكرية في مدينة القطن بحضرموت وهو يقود سيارته حين اعترضه مسلحان كانا على دراجة نارية وأطلقا عليه وابلا من الرصاص ولاذا بالفرار. فيما قتل الاحد الماضي المساعد في الامن العام عبدالجبار عبدالله محمد داود بيد مسلحين يعتقد انهما من تنظيم القاعدة في قلب مدينة الحوطة عاصمة لحج في جنوب اليمن ولاذا بالفرار بدراجة نارية. وكذلك شهد يوم الجمعة الماضي مقتل الضابط في جهاز الأمن عادل اللوزي أمام منزله في لحج على يد مسلحين مجهولين على دراجة نارية. في سياق متصل قال مسؤول محلي ان مسلحين يشتبه انهم ينتمون لتنظيم القاعدة قتلوا ثلاثة جنود يمنيين مساء أول أمس في هجوم استهدف القوات التي تحرس مركزا للبريد وسط مدينة الحوطة. وذكر المسؤول «ان مسلحين ملثمين جاءوا على دراجات نارية وباغتوا حراس البريد وقتلوا ثلاثة جنود هم قوام حراسة المركز ولاذوا بالفرار». وأضاف إن الهجوم استهدف الجنود ولم يكن بهدف اقتحام المركز والسطو على أموال البريد. وتشهد محافظتا لحج وحضرموت في الجنوب اللتان ينشط فيهما مقاتلو القاعدة ومتشددون، اعمال عنف وعمليات استهداف مستمرة للأطقم والدوريات الأمنية والعسكرية بعبوات ناسفة وهجمات مسلحة خلال السنوات القليلة الماضية. ولم يتضح على الفور من وراء الهجمات، لكن السلطات حملت متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة مسؤولية حوادث إطلاق نار مماثلة أسفرت عن مقتل أكثر من 350 ضابطا من الجيش والأمن في مناطق مختلفة من اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية ونحو 30 ضابطا و50 جنديا منذ بداية عام 2015. ويواجه اليمن بجانب تهديد القاعدة تحديات أخرى تتمثل في تصاعد التوتر الطائفي في الشمال في ضوء استمرار سعي جماعة الحوثيين الشيعة لتوسيع نطاق سيطرتهم على شمال البلاد بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاءومحافظات أخرى بالاضافة الى حركة انفصالية في الجنوب تطالب بالاستقلال. وتعتبر واشنطن اليمن جبهة أمامية في حربها ضد القاعدة.