قال مسؤول أمني يمني إن مسلحين يُشتبه بأنهم من تنظيم "القاعدة" قتلوا بالرصاص ضابطاً في المخابرات اليمنية، بعد ظهر اليوم (السبت)، في محافظة لحج، في جنوب البلاد، وذلك بعد يوم من مقتل عقيد في الأمن اليمني وابنه في هجوم مماثل في محافظة حضرموت. يأتي الهجوم ضمن موجة من حوادث الإغتيال ينفّذها مسلحون يُشتبه بأنهم إسلاميون ضد كبار ضباط الجيش والأمن. وقال المسؤول الأمني ل"رويترز"، "قُتل العقيد ناصر العيسائي، الضابط في الأمن السياسي"، في محافظة لحج، برصاص مسلحين مجهولين يستقلون سيارة اعترضوا سيارته، ثم لاذوا بالفرار. وأضاف أن من المُعتقد أن المهاجمين على صلة بتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، الذي تعتبره واشنطن الذراع الأخطر للتنظيم العالمي. وكان العقيد سالمين العوبثاني، وهو ضابط أمني كبير، كان يشغل مدير أمن المكلا السابق، قد قتل الخميس ونجله برصاص مسلحيْن متشدديْن لهما صلة بتنظيم "القاعدة"، يستقلان دراجة نارية، وذلك عندما كان العوبثاني وابنه في الطريق إلى منزله، مستقلاً سيارته في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، جنوب شرق البلاد. ونفّذ تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب عدة هجمات، بأسلوب الكرّ والفرّ، منذ أن طردته قوات الجيش اليمني من معاقله الجنوبية، في محافظتي أبين وشبوة، الشهر الماضي. ولم يتضح على الفور من نفّذ الهجوم، لكن السلطات حملت إسلاميين متشددين تربطهم صلات بتنظيم "القاعدة" مسؤولية حوادث إطلاق نار مماثلة، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 ضابط من الجيش والأمن، في مناطق مختلفة من اليمن، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأكثر من 22 ضابطاً منذ بداية العام الحالي. ويمثّل بسط الأمن في اليمن أولوية للولايات المتحدة ودول غربية أخرى، حيث تطلّ على ممرات مهمة لشحن النفط، وتتاخم السعودية أكبر دولة مصدرة له. ويخشى الغرب من أن يستخدم تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب اليمن قاعدة لشن هجمات دولية. وإلى جانب القتال ضد "القاعدة"، تواجه الحكومة اندفاعاً نحو الاستقلال من جانب انفصاليين جنوبيين، وتخوض معارك مع متمردين من الحوثيين الشيعة، يحاولون توسيع سيطرتهم على شمال البلاد.