«أجنبية وسعودية تقدمتا إلى وظيفة عند مدير شركة سعودي، فسأل المتقدمة السعودية: ما معنى الترتيب الانتقائي للهوس الأيديولوجي؟ قالت السعودية: معناه أنك تبي توظف الأجنبية!". هذه الطرفة تحكي عقدة الأجنبي التي يعاني منها أفراد من مجتمعنا وفي أكثر من مستوى! وقد نستطيع التغاضي عنها عندما تكون الإصابة على مستوى العامة فالآثار تظل محدودة، ولكننا لن نتمكن من غض الطرف عندما تكون الإصابة في القيادات!، فالقيادات لها أثرها المتعدي وقراراتها المصيرية! وإليك نماذج لعقدة الأجنبي التي دل عليها الترتيب الانتقائي للهوس الأيديولوجي: في الشركات تجد الموظف السعودي هو الأذكى والأكثر إبداعاً، ومع ذلك فالأجنبي هو الأكثر راتباً ومكافآت واستشارات!. وفي الجامعات والمستشفيات يأتيك العربي عربياً ينظر إلينا كمهد للعروبة وقبلة لكل عربي ومسلم، فنوقع معه عقداً بمبلغ معين، فيسافر ليعود كندياً ويحصل على عقد بضعف قيمة العقد السابق!. حتى في الرياضة، المدرب الوطني هو مجرد حل مؤقت، فالخيار الدائم والأكثر جاذبية هو المدرب الأجنبي حتى ولو كان من أكثر دول أوروبا تأخراً، وبمبالغ خيالية جداً تعتقد معها أنه سيحول الفريق إلى مجموعة من العباقرة، وما هي إلا فترة حتى يطالب من كانوا يمدحونه بالأمس بدفع الشرط الجزائي وفسخ عقده لتعود الدورة مرة أخرى!. بل أكثر وأكثر أعتقد أن اندفاع بعضنا للتحدث مع الأجنبي بلغة إنجليزية مكسرة مع الانبهار الواضح المرسوم على الوجه أثناء الحديث، والسعي لتقمص شخصية الرجل المتحضر هي علامة واضحة على عقدة الأجنبي لن ينال معها الكثير احترام الأجنبي فضلاً عن احترامه لنفسه!. عقدة الأجنبي ليست سهلة، ولا يجب التعامل معها كذلك، فهي علامة على ضعف الثقة بالنفس وخلل في مفهوم المواطنة!. فما الفائدة من وطنية يعتقد صاحبها اعتقاداً راسخاً أن الأجنبي أفضل من ابن بلده؟! وبناءً على ماذا؟! على مجرد انطباعات شخصية!. وماذا يرجى من قائد يعاني هذه العقدة؟! كيف سيتفاوض؟ ومن سيختار؟ وكم سيكبدنا من خسائر؟!. أعتقد أننا بحاجة إلى مراجعة هذا الأمر، وحرص على انتقاء القيادات الواثقة بأنفسها وبأبناء وطنها، ولا يحتاج أن نقول: إن ما سبق لا يعني الانغلاق على النفس، ولكنه يعني الثقة بنفسك وابن بلدك مع الانطلاق بحثا عن التميز والمتميزين!. متخصص بالشأن الاجتماعي