بارادة صلبة، وعزيمة لا تلين، واصرار لا يعرف التراجع يذكر الملك عبدالعزيز في احاديثه الحقيقة التي نذر نفسه من اجلها وهي رفعة الوطن، وإعلاء شأن الأمة اولويتي هي المملكة العربية السعودية، وتحقيق مصالح شعبي، من خلال رؤية ثاقبة وهمة عالية لا تقبل الا بالاداء الأفضل لتصل المملكة العربية السعودية الى المكانة المنشودة التي يتطلع اليها حفظه الله ويعمل من اجل تحقيقها ليلا نهاراً. ومن اجل تحقيق هذه الغاية النبيلة، والنهوض المأمول، يحرص قائد الوطن على توظيف علاقات السعودية القوية مع الاشقاء العرب، والدول الإسلامية، والدول الصديقة من اجل مصلحة هذا الحمى العربي، وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وتحديدا القضية الفلسطينية التي تشكل اولوية للمملكة السعودية وقيادتها الحكيمة وها هي مبادرة خادم الحرمين تجاه انهاء حد لازمة العراق واستضافة الأطراف في الرياض لتتوصل الى اتفاق. ومن يتابع الحراك الدبلوماسي السعودي النشط، والفاعل الذي يقوده الملك. يتأكد من حرص المملكة الأكيد على حلّ القضية الفلسطينية حلا عادلا قائما على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، وذلك لطي صفحة النكبة، ووضع حّد لمعاناة الأشقاء التي طالت حتى تجاوزت الستة عقود مريرة، ولانقاذ المنطقة ايضا من الارتهان للارهاب والتطرف اليهودي. وفي هذا السياق ايضا، فقد اثمر هذا الحراك، وبرامج الاصلاح والتصحيح الاقتصادي التي حرص الملك على انجازها عن تحقيق تقدم اقتصادي عكس نفسه بنحو تجاوز الستة بالمائة سنوية، وارتفاع الصادرات الى مائة بالمائة، والاستثمارات الاجنبية الى بليوني دولار، ما اسهم في تخطي الاوضاع الاقتصادية الصعبة، والعبور بالوطن الى آفاق ارحب تبشر بنهضة مباركة تجعل من هذا الحمى العربي مثالا وقدوة يحتذى في الانجاز والبناء والتقدم رغم قلة العمالة السعودية الماهرة، وموقعه الجغرافي في منطقة زاخرة بالقلاقل والفتن، ما يشهد على عظمة القيادة، واخلاصها اللامحدود، واصرارها على تحقيق المنجزات. مجمل القول: ورغم ان قائد الوطن، وبكل ثقة شرع ابواب المستقبل للمملكة والسعوديين، مؤكدا عزمه على بناء مملكة سعودية حديثة راقية بهمة النشامى يشكل حالة متقدمة للاشقاء والاصدقاء ومثال يحتذى في المنطقة يرتبط بمفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوم الاعتزاز الوطني وهو الذي يشعر الشاب من خلاله بأنه مواطن صالح يتمتع بحقوقه ويقوم بواجباته، فالاعتزاز الوطني يشد المواطن الى المجتمع الكبير "الوطن" حيث لا يشعر بالاغتراب او الابتعاد، لا بل يشعر بأن مستقبل الوطن ومستقبله كمواطن مستقبل واحد وان كلا منهما لأجل الآخر. هذا الاعتزاز الوطني يحتاج الى تنمية في نفوس الشباب، وهذه التنمية تمثل عملية الانتقال من المواطنة المجردة الى "المواطنة الحقة" اي الانتقال من حالة الشعور بالانتماء للوطن وادراك الواجبات والاحساس بالروابط التي تربط الشباب بالوطن من خلال المصالح والاهداف والآمال، الى حالة الاندفاع القوي لتنمية الروابط المشتركة بين أهل الوطن على اساس التعاون والعمل لتمتين تلك الروابط. ان ما يستدعي القيام بتنمية الاعتزاز الوطني هو تلك الاتجاهات السلوية الظاهرة لدى الشباب في المجتمع المعاصر مثل: ضعف الثقة بالثقافة الوطنية وعدم احترام التراث، والانسياق، وراء الافكار الوافدة، والانبهار بحضارات الآخرين، والسطحية في التفكير ومقابلة الاحداث العامة بفتور والتأثر بالدعاية والرغبة في تداول الاشاعات مع عدم التحقق من صحتها، يضاف الى ذلك ضعف تأثير التعليم في تغيير الاتجاهات وتعميق الانتماء الوطني لدى الشباب. مدير عام وزارة التخطيط/متقاعد فاكس: 6658393