قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على عدة قرى شمال حلب، وأغلقوا طريق إمداد رئيسياً يؤدي إلى المدينة الواقعة شمال سوريا، فيما أدى قصف مطار دمشق لتعطيل تغذية محطات الكهرباء بالغاز، وهدد الجيش الحر بقصف محطات اللاذقية, واستعادت المعارضة المسلحة السيطرة على عدة نقاط حيوية على أطراف حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد هجوم مباغت، فيما بدأ نظام الأسد باستخدام طائرة مروحية روسية من نوع "كاموف 27" مضادة للغواصات في سماء ريف إدلب. وقال ناشطون: إن قوات النظام السوري بدأت باستخدام طائرات مروحية روسية مضادة للغواصات في قصف المناطق السورية. قصف المطار وقالت وكالة سانا السورية للأنباء: إن خطوط الغاز المغذية لمحطات توليد الكهربائي في جنوب العاصمة دمشق تعرضت "لاعتداء إرهابي" أدى لتوقفها عن العمل. وأفاد ناشطون بأن انفجاراً وقع في خط الغاز الواصل إلى محطة تشرين الحرارية بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى لنشوب حريق هائل. يذكر أن المعارضة المسلحة أعلنت عن استهدافها مطار دمشق الدولي المجاور لمكان الانفجار بصواريخ كاتيوشا، وقالت: إنها حققت فيه إصابات محققة. من جهة أخرى، استعادت المعارضة المسلحة السيطرة على عدة نقاط حيوية على أطراف حي جوبر في العاصمة دمشق بعد هجوم مباغت على قوات النظام الموجودة في مواقع انتزعتها من المعارضة منذ عدة أشهر. وتحاول قوات النظام بشكل مستمر التسلل إلى الحي الدمشقي المدمر جراء حملات القصف الممنهجة التي يشنها النظام. وهددت فصائل معارضة سورية بقصف محطات الكهرباء والغاز في محافظة اللاذقية، رداً على مجازر النظام في دوما بالغوطة الشرقية، والمجزرة التي ارتكبها جيش النظام في قرية الناجية، في ريف إدلب. ووفقا لشبكة سوريا مباشر، فإن الجبهة الشامية، التي تضم عدة ألوية مسلحة معارضة لنظام الأسد، هددت في بيان لها بتكثيف ضرباتها النوعية واستهداف محطات الكهرباء ومستودعات الغاز في سقوبين بريف اللاذقية، معتبرة إياها أهدافاً عسكرية في حال استمرار الاعتداءات وقصف الشعب الأعزل، بحسب ما جاء في البيان. أطفال دوما يحتجون ووجّه أطفال من مدينة دوما السورية المجاورة للعاصمة دمشق، والتي تتعرض منذ أيام لقصف عنيف من قبل طائرات ومدافع القوات الحكومية السورية الموالية للرئيس بشار الأسد، رسالة احتجاج إلى العالم ضد القصف وضعف المواقف الدولية، وذلك بتصوير أنفسهم داخل قفص على وشك الاشتعال مثل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم داعش بالطريقة نفسها. وجمع الناشطون الذين عملوا على تصوير الأطفال، عدداً منهم في موقع تعرض قبل أيام لقصف عنيف أدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيلاً في دوما، وجرى وضع الأطفال في قفص مع حمل شعارات تنتقد مواقف مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا وما تصفه ب"الصمت الإعلامي" حيال ما يحصل في دوما، في مشهد تمثيلي يهدف لإيصال احتجاجهم إلى العالم. طائرات مضادة للغواصات وفي السياق، بث ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر تحليق طائرة مروحية روسية من نوع "كاموف 27" مضادة للغواصات في سماء ريف إدلب. وقال ناشطون: إن قوات النظام السوري بدأت باستخدام هذا النوع من الطائرات المروحية أخيراً في عمليات قصف المناطق السورية. والمروحية "كاموف 27" هي طائرة ذات مراوح مزدوجة، تحلق بارتفاع يصل إلى خمسة كيلومترات، وبسرعة تصل إلى 240 كلم/ساعة، وهذا ما يصعب استهداف الطائرة بالمضادات الأرضية التقليدية، بحسب معلومات أوردتها شبكة "شام". ودخلت "كاموف" الخدمة رسمياً في العام 1982، ويوجد منها عدة طرازات للنقل والإنقاذ والقتال الناري. وقد سجل ناشطون الظهور الأول لهذه المروحية أثناء تحليقها في سماء بلدة كنصفرة بريف إدلب. المبعوث الأممي قلق سياسياً، أعربت متحدثة باسم مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن قلق المبعوث الأممي بشأن إعلان مجلس قيادة الثورة السورية رفضه اللقاء به، على خلفية انتقاد المجلس لمواقفه، واصفاً إياها بأنها "غير نزيهة تجاه ثورة الشعب السوري". وقالت المتحدثة لوكالة رويترز: إن هناك "قلقاً" بشأن إعلان مجلس قيادة الثورة، وأضافت: "بلغنا البيان المشار إليه وسنواصل متابعة رد فعل الجماعات والكيانات المختلفة". وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر بياناً، الأحد، قال فيه: إنه قرر بفصائله مجتمعة رفض اللقاء مع المبعوث الأممي "لمواقفه غير النزيهة تجاه ثورة الشعب السوري". وأضاف البيان، أن رفض المجلس لقاء المبعوث يأتي أيضا على خلفية "سكوته عن مصادرة إيران للقرار السياسي في سوريا، واحتلال أرضنا، والقتال المعلن الذي تقوده في كل الجبهات ضد ثوارنا"، وهو الأمر الذي اعتبره البيان خرقاً واضحاً لقوانين الأممالمتحدة وتعدياً على الشعب. وقال رئيس الهيئة السياسية في مجلس قيادة الثورة محمد علوش للجزيرة: إن المجلس يعترض على تصريحات وتصرفات دي ميستورا، وعلى "مشاركته في الاحتفالات بعيد الثورة الخمينية" الذي أقيم مؤخراً في دمشق، كما انتقد عدم تطرق المبعوث الأممي "لتدخل إيران السافر في قتل المدنيين والأطفال ومحاصرتهم وإمداد النظام بالسلاح والرجال". وأضاف علوش، أنه كان يجدر بالمبعوث الأممي زيارة مدينة دوما التي تعرضت لقصف عنيف قبل أيام مع أنها لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن العاصمة، "ليقف على حقيقة المأساة"، مشيراً إلى أن المجلس يعتزم تقديم كتاب إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، للمطالبة باعتبار إيران "دولة محتلة". وكان دي ميستورا وصف، الجمعة، الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه "جزء من الحل الرامي لتقليل العنف"، وأضاف، أنه سيستمر في المباحثات معه، بعد أن أجرى الأسبوع الماضي، محادثات في دمشق، كما اعتبر أن "الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع في غياب اتفاق هي تنظيم داعش الذي يشبه وحشاً يريد أن يستمر النزاع ليستغل الوضع".