دانت الأممالمتحدة بشدة انتهاكات حقوق الانسان في كل من سورياوايران، وذلك في قرارين تبنتهما الثلاثاء لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للمنظمة الدولية. ومن جانبه، طالب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي في كلمته أمام المجتمعين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتخاذ قرار حاسم بشأن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين العزل في سوريا. كما أشار المعلمي إلى أن جرائم النظام السوري تنوعت، فلم تقتصر على البراميل المتفجرة بل تعدتها إلى العنف الجنسي بحق النساء والأطفال والرجال. وبأغلبية 125 صوتا مقابل 13، وامتناع 47 عن التصويت، تبنت اللجنة قراراً يدين "التدهور الخطير لحقوق الانسان في سوريا". بالمقابل لقي قرار ادانة ايران تأييدا اقل، إذ صوتت لمصلحته 78 دولة مقابل 35 صوتت ضده و69 امتنعت عن التصويت. وستناقش الجمعية العامة هذين القرارين غير الملزمين الشهر المقبل. كما دان القرار الاممي بحق سوريا استخدام اسلحة كيميائية في الحرب الاهلية الدائرة في هذا البلد منذ مارس 2011، وكذلك ايضا استخدام التعذيب في مراكز الاعتقال. وطالب القرار سوريا بوضع حد للهجمات ضد المدنيين بما في ذلك تلك التي تشنها مروحيات النظام وتلقي خلالها براميل متفجرة. ويندد القرار بأحكام الاعدام التي تنفذ بشكل متزايد في ايران، حيث بلغ عدد الذين اعدموا في ايران في الاشهر ال15 الاخيرة 850 شخصا على الاقل. وصوتت كل من روسيا والصين ضد القرارين بدعوى انهما يستهدفان سورياوايران بشكل غير منصف. ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان: إن عدد الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية ارتفع إلى 1592 غارة، والتي تمكن المرصد السوري من توثيقها، منذ فجر ال20 من أكتوبر من العام 2014، وحتى فجر ال 19 من نوفمبر من العام 2014. حيث نفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 866 غارة، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، حمص، دمشق، ريف دمشق، اللاذقية، القنيطرة، حماه، حلب، إدلب، درعا، الحسكة والرقة. بينما قصفت طائرات النظام المروحية ب726 برميلاً متفجراً، عدة مناطق في محافظات حمص، حماه، إدلب، درعا، حلب، اللاذقية، ريف دمشق، القنيطرة والحسكة. كما تمكن المرصد السوري من توثيق مقتل 396 مدنياً، هم 109 أطفال دون سن الثامنة عشر، و78 أمرأة، و209 رجال، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 1500 آخرين من المدنيين بجراح، وأسفرت كذلك عن أضرار مادية كبيرة ودمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة في عدة مناطق. على صعيد اخر قصفت قوات بشار الأسد والمليشيات الموالية لها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ امس، الأحياء السكنية داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وأكدت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا في لبنان في بيان أصدرته في بيروت الاربعاء أن قوات الأسد استهدفت مخيم خان الشيخ للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق بالقذائف المدفعية والصاروخية؛ مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح وتدمير العديد من المنازل والممتلكات. ولفت بيان المجموعة الانتباه إلى أن قوات الأسد ما زالت تحاصر مخيم خان الشيخ وتغلق الطرقات المؤدية إليه في الوقت الذي يستمر الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الأسد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق. سياسيا، كشف السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن اقتراب جهود المبعوث الأممي بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا من "التوصل إلى وقف إطلاق النار فى منطقة حلب قد يمتد لبعض المناطق الأخرى تمهيدا لبدء حوار وطني سوري". جاء ذلك في تصريحات صحفية لبن حلي قبل مغادرته القاهرة متوجها إلى الجزائر. وقال بن حلي: "من خلال الاتصالات بين الجامعة والمبعوث الأممي تبين حدوث تطور في جهود دي ميستورا بشأن سوريا". وأضاف: إن الجهود الرامية إلى "وقف إطلاق النار وتحقيق الهدنة في مناطق مثل حلب قد تمتد إلى مناطق أخرى لتوفير المناخ الملائم لإطلاق حوار بين الأطراف السورية، وهذا هو الطريق الوحيد للتوصل إلى حل للأزمة بعيدا عن الحل العسكرى". وعن جهود الجامعة العربية لتكوين قوات حفظ سلام عربية، قال: إن الإدارة العسكرية بالأمانة العامة للجامعة بدأت في إعداد الخطط والدراسات الخاصة بهذا الملف.