رباعية للكنغر هي العنوان العريض لافتتاحية آسيا 2015، ولو الحارس القلاف لكانت الغلة وصلت لنصف درزن في شباك الأزرق. مشكلتنا في الخليج أننا نتحدث أكثر مما نعمل، ونغيب عن حراك التطوير، وبعدها نندب حظنا، ونستعرض على خشبة المسرح خيبتنا. الآخرون يعملون ويتطورون وينتجون، ونحن محلك سر نغوص في تفاصيل هامشية. تاريخيا كانت الكويت تتفوق على استراليا كرويا، ولكن حال الأزرق كما هو حال معظم المنتخبات الخليجية تتغنى بالماضي، تماما كما هو الحلم العربي المعتاد وهو البكاء على الأطلال. @@ منتج كرة القدم ليس تجمع منتخب ومعسكر ومدرب ومشاركة، بل هو تخطيط منظم، وطالما كانت الأدوات ضعيفة، فإن المنتج سيكون ضعيفا للغاية. ومنظومة الكرة في الكويت تحتضر منذ سنوات طويلة، وما زال المشهد يكرر نفسه حتى مل الجميع من المسلسل الذي تفوق على الحلقات المكسيكية سابقا والتركية حاليا. الكرة الكويتية أصبحت أسيرة لخلافات إدارية وتجاذبات إعلامية، ولم ينتصر أي طرف على الآخر، وبقي الصراع يشتد والكرة لديهم تدور حول نفسها في بعض الأحيان وللوراء در في أحيان كثيرة. مشكلة الكرة الكويتية، أن ليس لها منتج محلي قوي، وأقصد بذلك المنافسات المحلية التي أصبحت في خبر كان، فلا احتراف ولا ملاعب ولا نجوم، والنتيجة الحتمية هي ما نراه حاليا لمنتخب كانت له صولات وجولات ونجوم وبطولات وإنجازات. أتحدث هنا بحرقة لأن الكويت تمثلني، إذا أردنا أن نطبق المقولة الشهيرة (خليجنا واحد)، ولأن عودة الكرة الكويتية لسابق عهدها ستنعكس بشكل مباشر على ارتفاع مستوى الكرة لباقي المنتخبات، والأمر الثالث أن الكرة هي بمثابة عمود اساسي من أعمدة خيمة الخليج متى ما اهتز هذا العمود سيؤثر بشكل مباشر على باقي الأعمدة. أترك العمود الأزرق لخيمة الخليج وأعرج على العمود الأخضر الذي يلتقي المنتخب الصيني اليوم، والأول له تجربة مفرحة مع الصينيين في التصفيات الأولية لهذه البطولة، حيث كان كعبه عاليا، والمطلوب أن يستثمر هذا التفوق نفسيا داخل المستطيل الأخضر. ما هو مطلوب من الأخضر أن يبرهن أن كرة غرب القارة قادرة على التنفس أسيويا، بعد حالة الإغماء للأزرق يوم أمس. أعتقد أن بطولة أسيا الحالية هي تحد لفرقنا الخليجية لقطع العبارة المتداولة مؤخرا بأن المنافسة بين الشرق والغرب انتهت لمصلحة الأول. أعرف أن الأخضر مثقل بالهموم والجراح، لكنه فارس يهابه الآخرون، والرمح من أول ركزة. كوزمين مدرب الأخضر بدون ضغوط، فسيف الإقالة ليس مسلطا على رقبته، لأنه مدرب طوارئ لا أكثر، ومهمته محددة، لذلك أتوقع أنه سينتج نجاحا في التشكيل والتكتيك والتغيير. البداية القوية ستجعل من الأخضر فريقا مرشحا، لأنه ببساطة بطل وإن جار الزمان عليه.