ويعيد التاريخ نفسه الى بطولات الخليج بلقاءات القمة والنهائيات المثيرة بين الاخضر السعودي والازرق الكويتي التي بدأت من البحرين قبل 40 عاما وجالت بين المدن على ضفاف الخليج الى ان استقر بها المقام هذه المرة هناك على ضفاف بحر العرب في عروس المدن اليمنية عدن التي لبست الثوب الجديد وكحلت العيون وخضبت الايادي بالحناء وتعطرت بكل انواع الطيب لتسحر شباب الخليج الذين سيغادرونها غدا مفتونين وهم الذين جاؤوا اليها في البداية خائفين ، وسبحان مغير الاحوال!! كلاكيت مرة ثانية ومواجهة اليوم بين كبار الخليج السعودية والكويت ليست الاولى في هذه الدورة بل هي الثانية وذلك بعد حوالى اسبوع على المواجهة الاولى في المرحلة الاولى من البطولة حيث كان الفريقان في سباق على زعامة المجموعة بعد فوز السعودية على اليمن والكويت على قطر وانتهت المواجهة بتعادلهما بهدف لكل واحد منهما ، ورغم ان مباريات الدورة اصبحت كلها مواجهات من العيار الثقيل على الفرق وفي اهتمام الجماهير لارتفاع مستوى الفرق جميعها الا ان التنافس السعودي الكويتي يبقى له نكهة اخرى لما لا وقد كان الشرار الذي اشعل التنافس على ضفاف الخليج ويحدث هذا التطور الذي توج هذه الايام باعلان استضافة قطر لكأس العالم 2022 أي بعد 12 سنة من الان كأول دولة في الشرق الاوسط تحصل على هذا الشرف بعد ان اخفقت المغرب مرات ، ومعها مصر وتونس. الكأس العشرون الدورة هي العشرون وبالتالي فاللقب يحمل الرقم عشرين الذي يريد السعوديون بفريقهم الجديد في هذه الدورة ان يكون رابعا في خزانتهم بعد الفوز به ثلاث مرات من قبل في كل من ابوظبي ، الرياض ، الكويت الذي يحلم فريقها ان يكون هذا اللقب رقم عشرة في خزانته بعد ان كسب الدورة تسع مرات من قبل ، وللبطولة الحالية اهمية كبرى لدى الكويتيين غير استعادة اللقب وهو الظفر بها كونها تحمل اسم الشهيد فهد الاحمد احد ابرز مؤسسي الحركة الرياضية الخليجية وصانع امجاد الكرة الكويتية والتي بلغت في عهد القمة بمشاركتها في دورة موسكو الاولمبية عام 1980 ومونديال اسبانيا 1982 وكان آخرحضور له في البطولة في الدورة العاشرة التي اقيمت في الكويت عام 1990 أي قبل الغزو العراقي للكويت بحوالي ثلاثة اشهر ، ورغم اهمية الحافز للفريق الكويتي الذي يعد الابرز في الدورة الا ان الاخضر السعودي الذي كانت له صولات وجولات على مستوى القارة والعالم وحتى على الخليج يريد اللقب ليكون له وقودا في رحلة استعادة كأس آسيا التي ستقام بعد شهر في الدوحة والتي زفت الاخضر عام 1988 بطلا لاسيا للمرة الثانية على التوالي ، ومنحته عام 1993 بطاقة السفر الى كأس العالم في امريكا 94 وليبرهن ان الجيل الجديد قادر على حمل الراية وان منجم صناعة الابطال السعودي لازال قادرا على العطاء مما يزيد المباراة اثارة وندية حتى وان طغى عليها جانب الحذر. ليس بخاف على احد ماتلعبه التهيئة النفسية من دور في اداء الفريقين داخل الملعب والتي تدفع اللاعبين جميعا لتقديم افضل مالديهم من العطاء الفني في هذا الدربي والذي تخرج منه عدد غير قليل من نجوم الخليج الخالدين في اللعبة ، وكان الكويتيون هذه المرة البادئين في التخدير النفسي بإعلانهم ان الفريق السعودي مرشح قوي للبطولة وغير ذلك من الكلمات الرنانة التي واجهها ادرايو الفريق السعودي بتحذير اللاعبين بعدم الالتفاف الى مايقال والتركيز على الاداء داخل الملعب وبالتالي نجح الفريق في مواجهته الاولى مع الكويت مما يجعله محصنا امام لعبة الترشيحات. الأمور التكتيكية يميل اداء الاخضر الى طريقه 4،2،3،1 حيث سيلعب الفريق بعساف القرني في حراسة المرمى وراشد الرهيب ، اسامه المولد ، محمد عيد ، مشعل السعيد في خط الدفاع و احمد عباس ، عبداللطيف الغنام ، ابراهيم غالب ، عبدالعزيز الدوسري ، محمد الشلهوب في الوسط ومهند عسيري في الهجوم وربما لعب بريان بلال في البداية لسرعته في تنفيذ الهجمات المرتدة من جهة وتكوينه الجسماني الذي يجعله قادرا على مواجهة متوسطي الدفاع الكويتيين . ويلعب المنتخب الكويتي بطريقة 442 حيث يقف في حراسة المرمى نواف الخالدي ومساعد ندا ، حسين فاضل ، محمد راشد ،طلال العامر في الدفاع وجراح العتيقي ، فهد العنزي ، محمد راشد ، وليد جمعة ، في الوسط ، بدر المطوع ويوسف ناصر في الهجوم ومن خلال هذا التشكيل يتضح ان المدربين بوسيرو ( السعودية ) وجوران ( الكويت ) يعملان على احكام سيطرتهما على منطقة المناورات وممارسة الضغط على كل طرف في ملعبه وعدم تمكين لاعبيه من التقدم ولاسيما الاظهرة في ظل تراجع بدر المطوع لمساندة الوسط والوقوف خلف يوسف ناصر ، ويعتبر المخضرم محمد الشلهوب ، العقل المدبر للاخضر في صناعة اللعب وتكتيك الهجمات ، ونجد في المقابل ان الفريق الكويتي يعتمد على تحركات الثنائي فهد العنزي ، وليد جمعة على طرفي الملعب حيث يقومان بالضغط على لاعبي الجنب في الدفاع السعودي وعدم اعطائهما فرصة الانطلاقة لمساندة الهجمة وخنق الدفاع المقابل، وهي المهمة التي سيقوم بها الشلهوب ، احمد عباس . وبإلقاء نظرة عامة نجد ان المنتخب الكويتي هو الاكثر خبرة وتكاملا من المنتخب السعودي الذي شهد تجديدات كبيرة في صفوفه وادخل المدرب عدة دماء من الوجوه التي يركز على تحضيرها لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، لكن هذا لايعني التسليم بتفوق الازرق الذي لم يتمكن من الفوز على الاخضر في آخر عشر سنوات وهو بمباراياته في الدورة قد قدم نفسه على انه فريق المستقبل .