عملت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة على إنشاء مختبر مرجعي لمواد العزل الحراري وأنظمة البناء المتكاملة كالجدران والنوافذ والأبواب الخارجية، ويضم أحدث أجهزة الاختبار وأفضل الكوادر الفنية المتخصصة لحماية المستهلك والسوق المحلية من منتجات العزل غير المطابقة للمواصفات القياسية السعودية. وتحرص الهيئة على تفعيل المواصفات القياسية الخاصة بمواد العزل الحراري والالتزام الصارم في تطبيقها، إذ تهدف من خلال تلك الورشة إلى تأهيل منظومة بشرية قادرة على كشف ورصد المنتجات غير المطابقة، التي لا تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة في مجال ترشيد الطاقة. وأصدرت الهيئة العديد من المواصفات القياسية السعودية الخاصة بمنتجات العزل الحراري، وتم إقرار اللائحة الفنية الإلزامية لقيم معامل الانتقال الحراري للمباني السكنية إضافة إلى اعتماد 13 مواصفة كلوائح فنية إلزامية تطبق على 10 منتجات متنوعة تشمل جميع السلع المحلية والمستوردة. ويعد تحديث مواصفات مواد العزل الحراري جزءا من جهود الهيئة فيما يتصل بدعم مبادرات ترشيد استهلاك الطاقة في المملكة، حيث اعتمد مجلس إدارة الهيئة أكثر من (23) لائحة فنية ومواصفة قياسية سعودية مرتبطة بمبادرات كفاءة الطاقة. وتشمل منتجات العزل الحراري المنتجات التالية: منتجات البلاستيك الرغوي (البولي الستايرين المصنع من الكريات القابلة للتمدد أو المشكل بالبثق والبولي يورثان والبولي الايزوسيانورات ورغوة البولي يورثان المطبقة بالرش)، منتجات الألياف المعدنية (الصوف الصخري والصوف المعدني والبيرلايت والفيرموكولايت)، منتجات الزجاج الرغوي. وانطلاقاً من أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والجهات ذات العلاقة بمجال العزل، قامت الهيئة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة بتشكيل فرق عمل فنية لدراسة هذه المواصفات، والعمل على تحديثها بما يتوافق مع الوضع الراهن للمملكة لضمان جودة هذه المنتجات، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، وتحقيق الغاية المطلوبة من استخدامها، والتأكد من توفر جميع متطلبات المواصفات خاصة البيانات الإيضاحية على بطاقة المنتج التي تسهل اختيار المادة المناسبة لأنظمة العزل المختلفة. واعتمدت الهيئة عند إعدادها هذه المواصفات على أفضل المعايير الفنية والمواصفات الدولية لمنتجات العزل الحراري وذلك بعد الأخذ في الاعتبار، أن تكون المادة العازلة ذات معامل توصيل حراري منخفض، وتكون ذات خواص ميكانيكية جيدة كارتفاع معامل مقاومة الانضغاط ومعامل المقاومة للكسر، لها خاصية الامتصاص للماء والرطوبة منخفضة، فكلما قلت دل ذلك على زيادة قيمة العزل الحراري للمادة والعكس صحيح، وأن تكون على درجة عالية في مقاومتها للإجهادات الناتجة عن الفروقات الكبيرة في درجات الحرارة، ومقاومة للبكتيريا والعفن والحريق خاصة في الأماكن المعرضة للحريق بسهولة، وأن تكون مقاومة للتفاعلات الكيمائية، وألا ينتج عنها أي أضرار صحية. وفرضت الجهات المختصة في المملكة مزيدا من الانظمة المتعلقة باستهلاك وهدر الطاقة، عبر إلزام المواطنين باستخدام العزل الحراري في المساكن الجديدة، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن %70 من المباني في المملكة غير معزولة حرارياً. واكدت هذه الجهات ان العزل الحراري يسهم في خفض استهلاك الطاقة في اجهزة التكييف بنسبة تصل الى %40، وقد تم التنسيق مع الجهات المعنية على تطبيق القرارات السامية، التي تقضي بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة. ومن المعروف ان السعودية شهدت خلال العقود الماضية نمواً اقتصادياً متسارعاً، أدى إلى زيادة الاستهلاك المحلي من الطاقة بمعدلات مرتفعة، فاقت مثيلاتها في دول العالم، حيث بلغ معدل نمو الطلب المحلي على الطاقة نحو %5 سنوياً، ليصل مستوى الاستهلاك إلى ضعف المستوى الحالي بحلول عام 2030م. وبالرغم من أن هذا النمو يعزى الى زيادة عدد السكان، والنمو الاقتصادي، إلا أن جزءاً كبيراً منه نتج عن عدم الكفاءة في الاستهلاك، وأدى إلى هدر الطاقة، ما دفع الجهات المعنية في قطاع الطاقة الى التحرك لوقف هذا الهدر الكبير.