«قانون الحوار في مجتمعنا احشره قبل لا يحشرك» عندما ترى الحوارات التي تدور في بيوتنا ومجالسنا بل وقنواتنا التلفزيونية وملتقياتنا الرسمية تجد هذا القانون حاضراً في معظم ما يسمى الحوارات التي تجري، ولذلك فالنتيجة الطبيعية أن هذه الحوارات بلا فائدة! بل أساس للقطيعة ومزيد من التنافر وتشويه لمبدأ الحوار وتنفير منه! على الرغم من أننا نعيد ونكرر حث ديننا على الحوار، وأن الله جعل لكل واحد منا أذنين ولساناً واحداً ليستمع أكثر مما يتكلم، وما ناظرت أحداً إلا وتمنيت أن يكون الحق معه كما قال الإمام الشافعي، ولكننا عند الحوار –كما في غيره- تظل الجوانب النظرية نصوصاً جامدة تتزين بها المكتبات والخطب ولا حظ لها في التطبيق! فالمتعلم اليوم (وهو الذي يحاور أكثر) ما إن يبدأ حواره حتى يتحول إلى كائن آخر، تتبدل سحنة وجهه، وتتسع حدقة عينه، ويتطاير منه كل شيء، ولو رأى وجهه في المرآة على هذه الحالة لفُجع منه هو قبل غيره! وبعضهم يخرج قلمه وورقته ليكتب أثناء الحوار ما تظنه استفادة من الحوار، ولكنك تُصدم عندما تجده كان حريصاً على اصطياد أخطاء محاوره ليحشره في الزاوية! نحتاج أن ندخل الحوارات من أجل الفائدة، ونوقف نزيف الأوقات والعلاقات، ولذلك لا بد من تعلم الإصغاء أكثر من تعلم كيفية إفحام الخصوم، ففي دراسات علمية وجد أن معظم الأشخاص الناجحين يتميزون بقدرتهم على الإصغاء، كما وجد أن أكثر من 50% من الشركات العالمية تقدم دورات تدريبية لموظفيها في فن الإصغاء فقط! ويقول ديل كارنيجي: إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك حين توليهم ظهرك فهاك الوصفة لا تعط أحدا فرصة الحديث! تكلم بغير انقطاع! وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكيا مثلك، فلم تضيع وقتك في الاستماع لحديثه السخيف؟ اقتحم عليه الحديث واعترض في منتصف كلامه! الزبدة إذا أردت أن تكون محبوباً وزوجاً ناجحاً ومربياً مؤثراً وموظفاً مبدعاً، ادخل كل حوار بحسن ظن بمن تحاوره، وأصغ لمن تحب، ولا تحرص على أن (تحشره قبل أن يحشرك)! متخصص بالشأن الاجتماعي