قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إنه قد يكون من الصعب على السعودية ومنظمة الأوبك، إن لم يكن من المستحيل، التخلي عن حصتها في السوق عن طريق خفض إنتاج النفط الخام. وأشار وزير النفط وفقا للتعليقات التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية، ان أسواق النفط العالمية تشهد حالة مؤقتة من عدم الاستقرار الناجمة أساسا عن حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي، وكرر التأكيد على نية السعودية الحفاظ على الإنتاج وسط الأسعار الهابطة. «إنه في موقف كهذا، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تقوم المملكة أو منظمة أوبك بأي عمل قد يؤدي إلى خفض حصتها في السوق وزيادة حصص الآخرين». وقال أيضا إن السعودية، المنتج الأكبر لدى منظمة أوبك، سوف تلتزم بسياساتها النفطية. قررت منظمة الدول المصدرة للنفط في السابع والعشرين من نوفمبر الحفاظ على كمية الإنتاج المستهدفة دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا، متجاهلة الدعوات من الأعضاء بما فيهم فنزويلا، لتقييد الإنتاج من أجل التصدي لوفرة الإمدادات. أما الأسعار، التي هبطت 30 بالمائة هذا العام قبل اجتماع نوفمبر، فقد هبطت بعد القرار، وبذلك يتسع الانخفاض إلى 46 بالمائة. وقال النعيمي إن التوسع الاقتصادي العالمي المطرد سوف يستأنف، محفزا بذلك الطلب على النفط، وهذا يدفعه لأن يكون متفائلا حول المستقبل. مناطق أخرى وقال النعيمي: إن الإمدادات المتزايدة من مناطق خارج منظمة أوبك، حيث تكاليف إنتاج النفط مرتفعة، تؤثر في السوق. وقال أيضا إن إنتاج المملكة من النفط الخام بقي مستقرا بينما ارتفع الإنتاج في المناطق الأخرى. وأثار قرار منظمة أوبك الحفاظ على الإنتاج التوقعات بأن السعودية وأعضاء آخرين يريدون أن تكون شركات الحفر العاملة في استخراج النفط الصخري في أمريكا الشمالية والمنتجون الآخرون خارج المجموعة هم أول من يقوم بتخفيض الإنتاج، وقامت المملكة وإيران هذا الشهر بتخفيض مستويات الأسعار الرسمية لأصناف الخام الخفيف الرئيسية المعروضة للبيع لآسيا إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عاما على الأقل. قال مسوين ماهيش، وهو محلل لدى بنك باركليز في لندن، إن تعليقات النعيمي ووزراء أوبك الآخرين هذا الأسبوع بأن المجموعة لن تعقد اجتماعا طارئا قد تشير إلى أنهم يسعون إلى خفض الأسعار من أجل أن يضطروا المنتجين الآخرين إلى الخروج من السوق. انخفاض تدريجي وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني قبل يومين: «كل الموضوع يدور حول إعطاء إشارات تحذيرية. يكاد يبدو الأمر أنهم يهدفون إلى سحب البساط من تحت الموردين غير الأعضاء في منظمة أوبك، وذلك بسرعة وليس ببطء. إن الانخفاض التدريجي البطيء للأسعار قد يفسح المجال للمناورة وقد يبطئ من تكيف العرض». وقال وزراء من الإمارات العربية والكويت هذا الأسبوع أيضا إن المنظمة لم تكن يخطط لاجتماع طارئ. وقد كانت السعودية على رأس مجموعة من دول الخليج العربي في دعوات معارضة تطلب من فنزويلا وإيران أن تخفض الإنتاج خلال اجتماع نوفمبر لمنظمة الأوبك. في نوفمبر، قامت البلدان الأعضاء في أوبك بضخ 30.56 مليون برميل يوميا من النفط الخام، متجاوزة كمية الإنتاج المستهدفة للشهر السادس على التوالي، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج. تشير توقعات المجموعة بأن الطلب العالمي على النفط الخام في العام القادم سوف ينخفض إلى 28.9 مليون برميل يوميا، وهو المستوى الأدنى منذ عام 2003. وقال النعيمي إن المملكة تمتلك موارد مالية كبيرة كافية لمقاومة التأثير الاقتصادي لتقلبات أسعار النفط الحالية. وذكر وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أمس إن الانخفاض في الأسعار لن يدوم طويلا، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية. وقال أيضا إن أوبك لن تغير مستوى إنتاجها وإنها لا تخطط الآن لاجتماع طارئ قبل اللقاء المقرر القادم في الخامس من يونيو.